الميثاق نت -

الإثنين, 18-يناير-2021
مطهر تقي -
قرار وزارة الخارجية الأمريكية تصنيف الحركة الحوثية (أنصار الله) حركة إرهابية لايصب في مصلحة الشعب اليمني المكلوم فالقرار لن يؤذي الحوثيين الانقلابيين كما تصفهم امريكا بل إم الضرر سيكون على الشعب اليمني، والقرار بحد ذاته سيزيد من تعقيد المشهد اليمني وسيزيد كذلك الحرب بين الأخوة اليمنيين وسيضع غريفيث وجهوده في موقف أصعب مما هي عليه في الوقت الحاضر...فالشعب اليمني تعب من الحرب وأكثر من نصف سكانه مهددون بالموت جوعاً والامراض والأوبئة تفتك بالبقية.. والمجتمع الدولي مدعو اليوم إلى أن يقف مع مأساة اليمن أكثر من أي وقت مضى وليس بحاجة الى قرارات تزيد الشعب آلاماً وحصاراً على قوته وتحويلات مغتربيه التي تساعد آلاف الأسر على النجاة من الموت جوعاً وسيزيد هذا القرار من الفرقة والتناحر بين سياسييه وخصوصاً المغامرين منهم من يطلبون استمرار الحرب من أجل مصالحهم.. وأرجو على عقلاء الشرعية ألا ينظروا إلى المستقبل بناظور الرؤية مقلوباً فأقرب طريق للانتصار على الحرب والخلاف والفرقة هي تحقيق المصالحة الوطنية بتنازل كافة الاطراف عن مواقفها المتشددة وإصرار كل طرف على فرض السلام الذي يريده ويخدم مصالحه ويضمن استمرار هيمنته رغماً عن المصلحة العامة لليمن الذي دفع كثيراً وكثيراً من دمائه ومقدراته طوال ست سنوات من القتل والدمار...وكان الاحرى بالحكومة الأمريكية إن كانت تريد فعلاً احلال السلام في اليمن أن تجمع الأطراف الفاعلة في استمرار الحرب وتلزمها بقرار دولي تتبناه في مجلس الأمن على اتخاذ‮ ‬موقف‮ ‬يساعد‮ ‬على‮ ‬تحقيق‮ ‬السلام‮ ‬العادل‮ ‬ويكون‮ ‬اقوى‮ ‬من‮ ‬دعم‮ ‬إيران‮ ‬للحوثيين‮ ‬كما‮ ‬هو‮ ‬ديدن‮ ‬تصريحاتهم‮..‬
أرجو على عقلاء أنصار الله ومن ضمنهم الاستاذ محمد علي الحوثي أن يقفوا بعد هذا القرار وقفة تأمل وتقييم للموقف بعيداً عن الانفعال السياسي الذي تعود عليه البعض منهم ودراسة الواقع العسكري والسياسي والاقتصادي وماصارت إليه أحوال الشعب من مجاعة وامراض وفقر بهدوء وواقعية فقد حان الوقت أن يتخذ العقلاء بعيداً عن هيمنة نظرية المؤامرة والشيطان الأكبر على تفكيرهم فأمريكا بإمكانها أن تضر اليمن وليس بإمكان اليمن أن تضر امريكا.... وكما هو رجاء لعقلاء أنصار الله هو كذلك لعقلاء الشرعية والمكونات السياسية المؤيدة لها فيكفي ارتهاناً‮ ‬للقرار‮ ‬الخارجي‮ ‬ومن‮ ‬واجبهم‮ ‬نحو‮ ‬شعبهم‮ ‬أن‮ ‬يتخذوا‮ ‬موقفاً‮ ‬لصالح‮ ‬شعبهم‮ ‬فالحرب‮ ‬اثبتت‮ ‬فشلها‮ ‬في‮ ‬تحقيق‮ ‬النصر‮ ‬وعودة‮ ‬الشرعية‮ ‬إلى‮ ‬صنعاء‮..‬
ولتعلم امريكا ومن يؤيد قرارها أن الشعب اليمني هو من سيدفع الثمن وسيزيد هذا القرار من معاناتهم من خلال فرض المزيد من الحصار الغذائي والتجاري وسيخنق البنوك والمصارف وتحويلات المواطنين لسد رمق المعيشة أكثر مما هي عليه، والمواطن هو الضحية والحوثيون الانقلابيون في نظركم لن يتأثروا ولن تتضرر كذلك مصالحهم بفعل هذا القرار...وهذا الموقف مني والدعوة لعقلاء الأنصار وكذلك الشرعية ليس تقرباً من طرف او موقفاً مضاءاً لطرف آخر لكن المصلحة الوطنية وتحيزي للشعب ولمستقبله الآمن هو الذي دعاني لكتابة هذا المقال ، اللهم اشهد.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59900.htm