الميثاق نت -

الأربعاء, 03-فبراير-2021
أحمد‮ ‬الزبيري‮ ‬ -
أمريكا عندما تصنف أي احد في هذا العالم بأنه إرهابي فلها غايتان.. الأولى أن كل من يواجه توحش عدوانيتها وحروبها الإرهابية الدموية ويرفض الهيمنة والخضوع لمشاريعها التدميرية والتقسيمية فتمارس عليه كل اشكال الحروب العسكرية والسياسية والاقتصادية والإعلامية وأخيراً‮ ‬ترهبها‮ ‬بوصمها‮ ‬بالإرهابية‮.‬
أما‮ ‬الغاية‮ ‬الثانية‮ ‬فتلجأ‮ ‬لها‮ ‬عندما‮ ‬تنعدم‮ ‬الذرائع‮ ‬فتصنع‮ ‬الإرهاب‮ ‬وتخلقه‮ ‬ليكون‮ ‬ذريعة‮ ‬لتحقيق‮ ‬مصالحها‮ ‬الإجرامية‮ ‬مع‮ ‬حليفتها‮ ‬المدللة‮ ‬كيان‮ ‬العدوان‮ ‬والإرهاب‮ ‬الصهيوني‮ ‬لاسيما‮ ‬في‮ ‬منطقتنا‮.‬
لأجل هذا كله نرفض التصنيف الأمريكي ونواجهه ونقاومه ونعتبره عدواناً على شعوب أمتنا والإنسانية وهذا موقفنا بشكل عام فكيف عندما يستهدف هذا التصنيف الأمريكي وطننا وشعبنا الذي يتعرض لحرب إجرامية عدوانية إرهابية قذرة للعام السادس على التوالي تشنها أمريكا وحلفاؤها‮ ‬وأتباعها‮ ‬في‮ ‬المنطقة؟‮!‬
وهنا يتساوى استهداف الشعب اليمني أو أحد مكوناته بتصنيفه إرهابياً فالنتيجة واحدة، وتصنيف انصار الله في قائمة الإرهاب يجب على كل أحرار وشرفاء اليمن المدافعين عن سيادة ووحدة واستقلال وطنهم أن يقفوا ضده، وهذا ما جسدته المسيرات الجماهيرية المليونية التي شهدتها كل مدن وقرى المحافظات الحرة الرافضة والمواجهة لعدوان التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي، والتي حملت رسائل لكل العالم أكدت أن هذا الشعب لن ترهبه أمريكا وعليها أن تخجل من جرائمها التي لم تتوقف منذ نشأتها وحتى اليوم والتي ضحايا حروبها وتدخلاتها بعشرات الملايين بدءاً من إبادة سكان أمريكا مروراً بمغامراتها وحروبها في أمريكا الجنوبية واستخدام السلاح النووي في اليابان وحربها الوحشية في كوريا والفلبين وفيتنام وصولاً إلى مؤامراتها وحروبها وجرائمها في منطقتنا العربية والتي لم تتوقف منذ زرع الكيان السرطاني الصهيوني في‮ ‬قلب‮ ‬هذه‮ ‬الأمة‮ ‬إلى‮ ‬غزو‮ ‬العراق‮ ‬وتدمير‮ ‬سوريا‮ ‬وقيادة‮ ‬الحرب‮ ‬العدوانية‮ ‬على‮ ‬شعبنا‮ ‬منذ‮ ‬عام‮ ‬2015م‮ ‬وحتى‮ ‬اليوم‮.‬
أمريكا وأتباعها وأدواتها من انظمة وتنظيمات إرهابية تعتقد أن ما عجزت عن تحقيقه بالمؤامرات الدموية والعدوان العسكري ستحققه بالإرهاب الاقتصادي والسياسي والإعلامي، غير مدركة أن ذلك لن يؤدي فقط إلى هزيمتها العسكرية رغم قوتها وإنما إلى هزيمتها الاقتصادية خاصة من‮ ‬شعبنا‮ ‬وشعوب‮ ‬امتنا‮ ‬العربية‮ ‬الرافضة‮ ‬والمقاومة‮ ‬للهيمنة‮ ‬والتوحش‮ ‬الأمريكي‮ ‬الصهيوني،بل‮ ‬وسيؤدي‮ ‬إلى‮ ‬تأكيد‮ ‬سقوطها‮ ‬وانحطاطها‮ ‬القيمي‮ ‬والأخلاقي‮ ‬في‮ ‬العالم‮ ‬كله‮.‬
لقد سقط القناع عن وجه أمريكا القبيح ولم تعد قادرة على فرض مفاهيمها اللامنطقية التدميرية لأن العالم بات اليوم على دراية أنها مصدر كل الشرور، وما موقف أحرار العالم ضد استمرار العدوان والحصار على الشعب اليمني إلا تأكيد على أن أمريكا هي من تقود وتسلح وتوجه هذا العدوان طمعاً في موقعه الجيواستراتيجي وثرواته وباتت البشرية تعرف أن الرأسمالية بوجهها الأمريكي البشع هي عدوتها وأنها الصنم الذي لا يرتوي من دماء ضحاياها ولن يمنع تصنيف أمريكا لمكون أو للشعب اليمني كله مادام هذا الشعب متسلحاً بإيمانه وإرادته وعدالة قضيته.
إن ما يتوجب على النظام الأمريكي أن يقف أمامه اليوم هو أن مؤامراته وإرهابه الذي كانت تصدره للعالم كله امسى في عقر داره وإن استمر في هذا النهج فإن ما تعرض له الكونجرس ليس إلا بداية ووجه أمريكا الحقيقي الذي جسده رئيسها البلطجي ترامب قد أصبح ظاهرة، ولهذا عليها‮ ‬أن‮ ‬تراجع‮ ‬سياساتها‮ ‬لا‮ ‬أن‮ ‬تراجع‮ ‬آخر‮ ‬قرارت‮ ‬ترامب‮ ‬الإجرامية‮ ‬الإرهابية‮ ‬في‮ ‬تصنيف‮ ‬أنصار‮ ‬الله‮ ‬في‮ ‬قائمة‮ ‬الإرهاب‮.‬
هذا المعنى لا يحمله إعلان وزارة الخارجية الأمريكية مراجعة هذا القرار لأن ذلك يعكس أن النظام الأمريكي مازال مصراً على نهجه الاستكباري واللعب على المصطلحات والمفاهيم التي يحدد معناها وفقاً لمخططاته.. المطلوب إلغاء هذا القرار والضغط على أدواتها لوقف عدوانهم ورفع‮ ‬حصارهم‮ ‬وإنهاء‮ ‬ابشع‮ ‬جريمة‮ ‬بحق‮ ‬الإنسانية‮ ‬عرفها‮ ‬التاريخ‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 02:32 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59978.htm