الميثاق نت -

الثلاثاء, 09-فبراير-2021
د. ابراهيم الكبسي -
سأظل أكرر القول بأن العالم أجمع يريد أن يسمع من صنعاء كلاما منطقيا وبلغة سياسية مفهومة وموجودة في قواميس السياسة الدولية، لابد لصنعاء من أن تتبنى سياسة حكيمة وعقلانية، وأن تلتقط كل اشارة سياسية طيبة بكل ذكاء وبعقلية رزينة ومنفتحة على الجميع، من أجل مصلحة الشعب اليمني وانهاء معاناته، فالمعلوم في عالم السياسة بأنه لا توجد أبواب مغلقة، وأن طاولات المفاوضات هي الملاذ الأخير والحل الوحيد لكل صراع، وأنه لابد من أن يجلس حولها الجميع طال الزمان أو قصر.

اجلسي يا صنعاء على طاولة الكبار وخاطبيهم بلغة يفهمونها، لغة المصالح المشتركة وجلب المنافع للجميع، مع احترام السيادة اليمنية، حاوريهم يا صنعاء وتكلمي بلغتك ولسان شعبك، وليس بلسان وشعارات الغير الذين يستغلونك على الدوام، وتأكدي من أن هؤلاء الكبار سيلجمون ويكبحون لجام أتباعهم الصغار في دول الجوار الذين حكموك وكبلوك لعشرات السنين، فتلك سلطنة عمان ليست منك ببعيد، إسأليها وتعلمي الدرس منها ومن سلطانها الحكيم، فقد طبقت هذه السياسة من قبل ونجحت وبنت دولتها وأغنت شعبها وحمت أرضها وقدمت مصالح شعبها على كل المصالح الأخرى، وعرفت أن فاقد السيادة لن يعطيها ولن يهبها لغيره من الشعوب، فسعت لإكتسابها أولا.

لذلك لا تثقلي يا صنعاء كاهلك بشعارات غير ممكنة التطبيق، ولا تكوني ملكية أكثر من الملك نفسه، وأعلمي أن كل ما يقال من على منابرك من خطابات، ويهتف عليها من شعارات لإستثارة عواطف العامة وتحشيدهم من حولك لن يبني لك دولة ذات سيادة ولن ينعش لك اقتصادا ولن يحارب لك فسادا ولن يصلح لك تعليما ولن يشبع لك جائعا.

الله الله في هذا الشعب وكفى مغامرات غير مدروسة، فالبطل الوطني الشجاع هو من يقدم التنازلات لأجل شعبه من أجل أن يحقق لهم سلاما مستداما وحكما عادلا واقتصادا قويا، وليس الذي يقدم لشعبه حروبا وجوعا وقتلا ودمارا وعيشا بائسا.

يكفي أجندات خارجية ويكفي مشاريع طائفية ومناطقية ومذهبية مستوردة من أي دولة كانت، ويكفي استخدام اليمن كوطاف للغير يسوقه حيث يريد، ويتلاعب به من أجل مصالحه، ويستغله لتحقيق مكاسبه، وحان الموعد ليكون اليمن دولة ذات سيادة، وذات مشروع وطني يمني خالص، ولندعو جميع الدول للتحاور معنا مباشرة وعلى طاولاتنا في يمننا، وفي داخل مدننا، وتحت سمائنا وفوق تراب أرضنا وبين شعبنا.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:38 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60025.htm