الميثاق نت -

الإثنين, 15-فبراير-2021
عارف‮ ‬الضياني -
يصر‮ ‬البعض‮ ‬على‮ ‬استفزاز‮ ‬هذا‮ ‬الشعب‮ ‬المنكوب‮ ‬بفوضى‮ ‬الربيع‮ ‬العبري‮ ‬بالاحتفاء‮ ‬بكارثة‮ ‬11فبراير2011‮ ‬التي‮ ‬أدخلت‮ ‬الوطن‮ ‬والشعب‮ ‬في‮ ‬جحرها‮ ‬الداخلي‮ ‬الى‮ ‬اليوم‮..!!‬

ولهذا من غير المنطقي وغير المعقول الاحتفاء بتلك الكارثة التي دمرت كل ماتحقق للشعب اليمني بتضحيات آبائه وأجداده من الاحرار والمناضلين لمايزيد عن خمسين عاماً ،بل وقضت على آمال وتطلعات الشعب في حاضره ومستقبل أجياله..!!

تلك الكارثة لا يحتفي بها إلا معاند ومقامر أو مستفيد وتاجر حروب، وبكل تأكيد أن شعبنا الصابر الصامد في وجه تداعيات تلك الكارثة يدرك هذه الحقيقة ويشاهد بصبر كل من يحتفي بجراحه العميقة ويرقص فوق معاناته وآلامه..!!

صحيح أن الفعل الثوري المدروس طموح كل حر، وعنفوان يغتلي في وجدان كل وطني شريف حتى وأن أخفق هذا الفعل الثوري يظل الاحتفاء به اذكاء لجذوته في نفوس الطامحين للحرية والانعتاق من الظلم والاستبداد ..وهذا النوع من الأفعال الثورية الصحيحة لايمكن اسقاطه على ماحصل في 11فبراير 2011م ،لأن ارهاصات مايمكن تسميتها بالنكبة يدركها كل أبناء شعبنا ،ابتداء مما كان يجري على الساحة -قبل 2011- من صراع بين الاطراف السياسية وصلت الى حد العناد والمقامرة بمستقبل البلاد ومكاسبها الوطنية ،وهو صراع لايمت بصلة لمصالح الوطن والشعب ،وكل طرف‮ ‬بذل‮ ‬كل‮ ‬إمكاناته‮ ‬من‮ ‬المكر‮ ‬والخبث‮ ‬لضرب‮ ‬خصمه‮ ‬سياسياً‮ ‬وكان‮ ‬الشعب‮ ‬وحده‮ ‬من‮ ‬يدفع‮ ‬فاتورة‮ ‬ذلك‮ ‬الصراع‮ ‬من‮ ‬أمنه‮ ‬وقوته‮ ‬ومن‮ ‬مصالحه‮ ‬العليا‮..!!‬

لم تتهيأ بلادنا بفعل الصراع بين الحاكم والمعارضة خلال عقود من الزمن لأي تغيير سلمي أو فعل ثوري بقدر ماتهيأت للانفجار الدموي بفعل الاحتقان الكبير بين الأطراف المتصارعة التي غفلت دورها السياسي وتأبطت الشر بكل أشكاله وأنواعه منذ احتراق الجسد الأول في تونس والذي‮ ‬دشنت‮ ‬به‮ ‬امريكا‮ ‬ربيع‮ ‬فوضاها‮ ‬الخلاقة‮ ‬في‮ ‬عدد‮ ‬من‮ ‬البلدان‮ ‬العربية‮ ‬ومنها‮ ‬بلادنا‮ ‬التي‮ ‬لايزال‮ ‬ذلك‮ ‬الربيع‮ ‬يزهر‮ ‬لعقد‮ ‬من‮ ‬الزمن‮ ‬دماراً‮ ‬وقتلاً‮ ‬وتمزقا‮ ‬وأحقاداً‮..!!‬

فبعد عشر سنوات عجاف من الكذبة الكبرى (الشعب يريد) مايزال البعض يكذب باسم هذا الشعب الذي دمروا دولته واستباحوا سيادته وعبثوا بأمنه واستقراره ووحدته.. مدَّعين زوراً أن الشعب أراد في 2011م وهو إصرار تتلطى خلفه النخب السياسية المعارضة التي استغلت الشعار الكذبة (الشعب يريد) للقضاء على خصمها الحاكم للحلول محله فقط بدليل أن تلك النخب لم تستطع التخفي تحت شعار (سلمية سلمية) لأشهر معدودة للقضاء على شخص الحاكم ،لتقوم في الثالث من يونيو 2011م بتلك الجريمة البشعة فى جامع النهدين بدار الرئاسة والتي وُصفت من قبل المجتمع الدولي‮ ‬بالجريمة‮ ‬الارهابية‮..!!‬

باختصار‮: ‬من‮ ‬يحتفل‮ ‬بفوضى‮ ‬11فبراير‮ ‬مستفز‮ ‬للشعب‮ ‬سواء‮ ‬أكان‮ ‬مشاركاً‮ ‬للعدوان‮ ‬أو‮ ‬مواجهاً‮ ‬له‮..!!‬







تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:25 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60063.htm