د. عبدالوهاب الروحاني -
ونحن نصوغ برنامج عمل للجنة الاعلام والثقافة والسياحة بمجلس النواب في دورة 97م .. كان الزملاء يدلون بأفكار مدهشة لإثراء برنامج عمل اللجنة ..
* خبير السياحة ووكيلها (لاحقاً) الزميل الجميل ، والنائب الاكثر لطفاً ومودة عبده ناجي الصنوي، قدم حزمة من الافكار حول حماية الآثار، والسياحة وصندوق السياحة ، وما أدراك ما صندوق السياحة (!!).. يشارك المواطن مأكله ومشربه ويقتطع من لقمة عيشه ويعطيه سراباً ..
* نائب رئيس اللجنة الاصلاحي (الخلوق جداً) احمد عبدالملك المقرمي قدم جملة من الافكار حول إحياء دور اللجنة في تنشيط المتاحف وقصور الثقافة وحماية القلاع والحصون الاثرية من التصدع والانهيار ..
* قايد محمد قايد ، الزميل (الاشتراكي) الأنقى روحا والانظف سريرة ، صاحب الظل الخفيف والحركة الدائبة، مسئول الاعلام بالمجلس، وسكرتير اللجنة لأكثر من عشرين عاماً ، قدم افكاراً غاية في الاهمية بشأن منظمات المجتمع المدني الثقافية والابداعية ، كان من بينها دعوة ممثلي هذه المنظمات لمناقشة مشاكلها في حرية الرأي والتعبير ..
راقت لي الفكرة كثيراً كما راقت لأغلبية الزملاء في اللجنة ، واقرت اللجنة دعوتهم لتدارس ما الذي يمكن المساعدة به في نقابة الصحفيين، واتحاد الادباء والكتاب اليمنيين ، وبيوت الثقافة واروقة الفن والادب.
* أما الاستاذ محمد مرشد ناجي، الذي عرفته سياسياً متوازناً ونائباً مستقلاً، فكان له رأي آخر بشأن دعوة اتحاد الادباء ونقابة الصحفيين.. فقال:
"لا تقربوا منهم هذول .. ذول دبابير، با يقولوا انكم تشتوا تتآمروا عليهم .. موجهين وانا اعرفهم" ..
كان حينها عبدالباري طاهر (رعاه الله) نقيباً للصحفيين، ولأن الرسالة كانت موقعة باسمي بكوني رئيسا للجنة، ويعرف انني عضو في المؤتمر الشعبي العام (ورئيس تحرير 22 مايو حينها) فقد رأى في الدعوة شراً مبيتاً، رغم ان فكرتها جاءت من زميل اشتراكي آخر (قايد) ، فلم يحجم عن الحضور فقط، بل احجم عن الرد ايضا، كما فعل اتحاد الادباء ، وكلاهما كانا محسوبين على الاشتراكي..
وهنا، يبرز دور منظمات المجتمع المدني في الاعاقة أو في التنمية .. فانتماء منظمات المجتمع المدني ينعكس بالضرورة سلباً على ادائها ..
وفعلاً كان كما قال المرشدي .. رحمه الله، ومن لا يعرف المرشدي ؟!
استاذ الطرب الجميل .. الفنان المثقف ، الذي ملأ الارض لحناً وشدواً وغناء.
مع الانتماء المنفتح:
نعود ونقول ان بلداننا المتخلفة هي بحاجة إلى مساهمة المجتمع المدني (غير المنتمي) في معالجة همومه ومشاكله التي لا تقف عند حد..
قد يظن البعض انني ضد الانتماء ، ومع فكرة "من تحزب خان" .. ذلك ليس مذهبي ولا هو بمذهب العقلاء .. انا شخصياً مع التعدد والاختلاف (ففي الاختلاف رحمة كما يقولون)، وانا مع التنوع الفكري والسياسي ، طالما سقفه الوطن ، وطالما هو يؤمن بالنظام والقانون ، ويرفض العصبية ويمقت التطرف بأي مسمى أو شكل أو لون كان.
ذلك في رأيي لان سباق البرامج وخيار الصندوق ، هو الوسيلة المثلى للخروج من المستنقع الذي وقعنا فيه..
| 
الانتماء الذي يقتل المهنة ..!!