الميثاق نت -

الإثنين, 22-فبراير-2021
الميثاق نت: -
المواقف الصادرة مؤخراً من الإدارة الأمريكية والبرلمان الأوروبي حول اليمن مواقف إيجابية ولا يمكن أن نسميها غير ذلك كونها واضحة وتعبر عن الحقيقة كما هي.. ولكن إن كان الهدف من صدورها مجرد أن تبقى تصريحات سياسية للترويج الإعلامي وتحويلها إلى ظاهرة صوتية وكفى دون‮ ‬أن‮ ‬تتبعها‮ ‬تحركات‮ ‬جادة‮ ‬وملموسة‮ ‬تعكس‮ ‬ما‮ ‬أكدت‮ ‬عليها‮ ‬فلا‮ ‬حاجة‮ ‬لنا‮ ‬بها‮ ‬ولتذهب‮ ‬إلى‮ ‬الجحيم‮.‬
الإدارة الأمريكية ومنذ بداية شن العدوان على اليمن واليمنيين في 26 مارس 2015م والذي أُعلن من واشنطن، معروفة مواقفها ولا تحتاج إلى شرح وتبيان كونها الدولة الرئيسية والشريكة الأولى مع تحالف العدوان السعودي الإماراتي، وطيلة السنوات الماضية وهي تقدم لهما كل أشكال الدعم العسكري والإعلامي، وإن كانت مواقف الإدارة الأمريكية الجديدة جادة هذه المرة في سعيها لإنهاء العدوان والحرب في اليمن ووقف كل أشكال الدعم المقدم من قبلها لتحالف العدوان ينبغي عليها أولاً أن تحول هذه المواقف إلى وسائل عملية لإجبار تحالف العدوان على إيقاف‮ ‬الحرب‮ ‬ورفع‮ ‬الحصار‮ ‬والسماح‮ ‬بذهاب‮ ‬اليمنيين‮ ‬إلى‮ ‬تسوية‮ ‬خلافاتهم‮ ‬دون‮ ‬أي‮ ‬تدخلات‮ ‬خارجية‮.‬
أما ما يتعلق بمواقف الاتحاد الأوروبي أو البرلمان الأوروبي فسبق أن صدرت لهما مواقف شبيهة طيلة السنوات الماضية وظلت حبراً على ورق..، وكأنهم بموقفهم الأخير هذا أرادوا أن يؤكدوا للإدارة الأمريكية صوابية موقفها تجاه العدوان والحرب في اليمن وتأييدهم لها، ولهذا جاء‮ ‬القرار‮ ‬الصادر‮ ‬عن‮ ‬البرلمان‮ ‬الأوروبي‮ ‬والذي‮ ‬دعا‮ ‬لوقف‮ ‬العدوان‮ ‬وانسحاب‮ ‬جميع‮ ‬القواتِ‮ ‬الأجنبية‮ ‬من‮ ‬اليمن،‮ ‬والتأكيد‮ ‬على‮ ‬أن‮ ‬الحل‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬لن‮ ‬يكون‮ ‬إلا‮ ‬بعملية‮ ‬تفاوض‮ ‬شاملة‮ ‬بقيادة‮ ‬يمنية‮..‬
طيلة السنوات الماضية ونحن نسمع ما يقوله معظم سفراء الاتحاد الأوروبي في تصريحاتهم حول العدوان على اليمن ومطالبتهم بضرورة وقف الحرب ورفع الحصار عن مطار صنعاء الدولي وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والأدوية والسلع الغذائية والتجارية عبر كافة موانئ الجمهورية، وفي الوقت نفسه لم نكن نسمع من سفرائهم ومندوبيهم في الأمم المتحدة أي كلمة شبيهة تقال منهم عند انعقاد جلسات مجلس الأمن الدولي ومختلف الاجتماعات التي تعقدها الأمم المتحدة.. فلماذا هذا التناقض أو عدم التوافق مع ما يقوله سفراء الاتحاد الأوروبي وما يصدرونه من مواقف‮ ‬سياسية‮ ‬لا‮ ‬تجد‮ ‬طريقاً‮ ‬للتحرك‮ ‬والسعي‮ ‬الجاد‮ ‬لترجمتها‮ ‬على‮ ‬الواقع‮ ‬اليمني‮ ‬المعيش؟‮!‬
هذه الأقوال والأفعال والمواقف المختلفة والمتناقضة في ما بينها تكشف عن غياب الجدية لديهم في ما يخص العدوان والحرب في اليمن والحالة الإنسانية الكارثية التي يعيشها اليمنيون نتيجة الحصار الجائر المفروض عليهم، ونتيجة التدمير الشامل الذي طال كل شيء خلال السنوات الست‮ ‬الماضية‮..!‬
ونستطيع أيضا معرفة مواقف الاتحاد الأوروبي الحقيقية من خلال عدم قدرته على التوجه صوب تشكيل لجنة دولية محايدة ومستقلة للتحقيق في الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها النظام السعودي وحلفاؤه في اليمن طيلة سنوات العدوان الماضية..!
اليمنيون‮ ‬سمعوا‮ ‬كثيراً‮ ‬مثل‮ ‬تلك‮ ‬المواقف‮ ‬والتصريحات‮ ‬ولم‮ ‬تعد‮ ‬لديهم‮ ‬رغبة‮ ‬في‮ ‬سماعها‮ ‬مجدداً‮ ‬كونهم‮ ‬أصبحوا‮ ‬على‮ ‬علم‮ ‬ودراية‮ ‬أن‮ ‬هدفها‮ ‬المتاجرة‮ ‬بالقضية‮ ‬اليمنية‮ ‬ليس‮ ‬إلاّ‮..‬
منذ ست سنوات ودول الاتحاد الأوروبي ومعها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تشارك النظامين السعودي والإماراتي وحلفاءهما في العدوان على اليمن وقتل اليمنيين وتمدهم بكل أنواع الأسلحة ومنها المحرمة دولياً وتبرر جرائمهم ومجازرهم بحق أطفال ونساء اليمن والمدنيين عموماً، وحولت الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى ناطق رسمي للعدوان وتحث دوله على الاستمرار في ارتكاب جرائمها، ويأتي البرلمان الأوروبي اليوم ليوجه دعوته لوقف العدوان وانسحاب جميع القواتِ الأجنبية من اليمن.. فكيف يمكن لليمنيين أن يصدقوا مثل هذه المواقف؟!
هل‮ ‬يظن‮ ‬هؤلاء‮ ‬أن‮ ‬اليمنيين‮ ‬بهذه‮ ‬السذاجة‮ ‬التي‮ ‬يتوقعونها‮ ‬أم‮ ‬أن‮ ‬هؤلاء‮ ‬تناسوا‮ ‬كل‮ ‬مواقفهم‮ ‬وتوجهاتهم‮ ‬السابقة‮ ‬من‮ ‬العدوان‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬واليمنيين‮ ‬ودعم‮ ‬دولهم‮ ‬لتحالف‮ ‬العدوان‮ ‬بكل‮ ‬الصور‮ ‬والأشكال‮..‬؟‮! ‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60099.htm