الميثاق نت -

الإثنين, 22-فبراير-2021
مطهر‮ ‬تقي‮ ‬ -
آخر عبث وتخريب بنية وترصد تشهده صنعاء الحضارة والتاريخ اليوم بأحد اهم مساجدها العامرة والتاريخية واحد مراكز تدريس الفقه والشريعة لأهم العلماء كان آخرهم العلامة حمود المؤيد والعلامة محمد المنصور والعلامة يحيى الديلمي.. انه جامع النهرين الذي قام فلان عامر مدير‮ ‬مكتب‮ ‬وزارة‮ ‬الأوقاف‮ ‬لأمانة‮ ‬العاصمة‮ ‬بإشراف‮ ‬المهندسين‮ ‬عبد‮ ‬السلام‮ ‬المهدي‮ ‬ويحيى‮ ‬القحطاني‮ ‬في‮ ‬خرابه‮ ‬الأسبوع‮ ‬الماضي‮.. ‬
والحكاية حسب ما هي على ألسنة المواطنين الغاضبين من أبناء المدينة وكذلك المهتمين من المهندسين والمثقفين وكل مواطن يمني يحب تاريخه وتراثه الحضاري أن أحد رجال الدين (لا اعرف اسمه) رأى في المنام أن قبلة الجامع منحرفة قليلاً عن بيت الله الحرام في مكة فتبنى خراب الجامع بالتنسيق مع وزارة الأوقاف دون علم هيئة الحفاظ على المدن التاريخية المسؤولة قانوناً عن حماية المدينة حسب قانون حماية المدن التاريخية لعام 2013 عن كل مسجد ومنزل ومبنى في صنعاء وكذلك هيئة الآثار بموجب قانونها لعام 1997 التي احتجت على ذلك الخراب بمذكرة رسمية إلى نيابة الآثار.. وحسب رواية هيئة المدن أنها فوجئت بتخريب المسجد وحين علمت ارسلت مهندسيها إلى الجامع الذين وقعوا محضراً مع مهندسي الأوقاف بالتوقف عن مواصلة خراب الجامع لوضع معالجات لما تم اخرابه الا انها فوجئت بعد ذلك بإقدام الاوقاف على خراب البقية‮ ‬كاملاً‮..‬
وبذلك العمل التخريبي من قبل وزارة الأوقاف الذي حدث لأول مرة كسابقة خطيرة فقدت صنعاء التاريخ أحد مساجدها العامرة والتاريخية الذي يعتبر من أوائل المساجد الذي بني في النصف الأول للقرن الاول للهجرة على صاحبها افضل الصلاة وأتم التسليم وبتعد واضح على قانون حماية‮ ‬المدن‮ ‬التاريخية‮ ‬وقانون‮ ‬الآثار‮ ‬واتفاق‮ ‬الحكومة‮ ‬اليمنية‮ ‬مع‮ ‬منظمة‮ ‬اليونيسكو‮ ‬باعتبار‮ ‬صنعاء‮ ‬مدينة‮ ‬تراثية‮ ‬عالمية‮ ‬يجب‮ ‬المحافظة‮ ‬عليها‮ ‬ويجب‮ ‬ترميم‮ ‬مبانيها‮ ‬اذا‮ ‬تضررت‮ ‬بطريقة‮ ‬فنية‮ ‬محددة‮. ‬
وقد سارعت وزارة الثقافة ممثلة بوزيرها الاستاذ عبدالله الكبسي ونائبه الاستاذ محمد حيدرة بعقد اجتماع عاجل لبحث هذا الامر الخطير مع الجهات المعنية.. وأمام هذا الفعل التخريبي قدمت منظمة اليونيسكو احتجاجاً رسمياً على هذا الفعل الخطير وعبر الوجهاء والمثقفون والسياسيون والمواطنون اليمنيون عبر التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية والخارجية عن استيائهم لهذا الفعل المشين.. وكأن وزارة الأوقاف بخرابها ذلك تساعد العدوان الذي استهدف عدداً من المساجد والاماكن الأثرية اليمنية وهو العدو الذي لا يستغرب من اجرامه واستهدافه‮ ‬لمعالم‮ ‬اليمن،‮ ‬لكن‮ ‬المصيبة‮ ‬أن‮ ‬تقوم‮ ‬الوزارة‮ ‬المعنية‮ ‬بعمارة‮ ‬وخدمة‮ ‬بيوت‮ ‬الله‮ ‬بتخريب‮ ‬أحد‮ ‬بيوت‮ ‬الله‮ ‬بيدها‮ ‬وبيد‮ ‬رجالها‮ ‬وأمام‮ ‬العالم‮ ‬فذلك‮ ‬هو‮ ‬المستغرب‮ ‬والمستهجن‮.‬
والسؤال لرجل الدين الذي أفتى بانحراف قبلة جامع النهرين الذي تحول الى مهندس معماري بعد أن كان عالم كوكب ويعرف في الاتجاهات وقدر درجاتها الجغرافية نسي أن محاريب جوامع صنعاء القديمة بالكامل قد وجهها البناءون اليمنيون نحو جبل ضئن ابتداءً من السنة السادسة من الهجرة حسب حديث النبي صلوات الله عليه لوبر بن يحنس الأنصاري وهو يبني الجامع الكبير بصنعاء.. وهل يعقل أن كل علماء اليمن منذ ذلك الزمن قد صلوا وتوجهوا إلى الله إلى اتجاه غير اتجاه القبلة الحقيقية ولم يكتشف ذلك الأمر الخطير الا هذا الرجل العجيب الذي نخشى أن يكتشف‮ ‬مستقبلاً‮ ‬أن‮ ‬قبلة‮ ‬الجامع‮ ‬الكبير‮ ‬وقبلة‮ ‬جامع‮ ‬علي‮ ‬وجامع‮ ‬الشهيدين‮ ‬وجامع‮ ‬فروة‮ ‬بن‮ ‬مسيك‮ ‬وغيرها‮ ‬من‮ ‬المساجد‮ ‬التاريخية‮ ‬في‮ ‬صنعاء‮ ‬منحرفة‮ ‬عن‮ ‬بيت‮ ‬الله‮ ‬الحرام‮ ‬فيقوم‮ ‬بخرابها‮.‬
وأمام هذا العمل التخريبي الذي أثار حفيظة كل من يحترم القوانين ويقدر التراث التاريخي للشعب اليمني وأعداء اليمن في هذا الزمن يشنون حملة هوجاء ضد أنصار الله الذين لا يعرفون معنى الحضارة ولايقدرون التراث اليمني ولايهمهم الحفاظ عليه كما أدعت وسائل الإعلام تلك.
ولا يسعني أمام هذا التجاوز لمعالم صنعاء الحضارة الا أن اخاطب واناشد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور رئيس لجنة حماية المدن التاريخية وكذلك الاستاذ احمد حامد مدير مكتب رئاسة الجمهورية رئيس لجنة حماية صنعاء أن يصدروا توجيهاتهم باجراء التحقيق السريع مع من أقدم على ذلك الفعل التخريبي ومن امر به واهمل كذلك في متابعة وقف التخريب ووقفهم عن اعمالهم ومحاسبتهم واتخاذ الاجراءات القانونية إزاءهم والأمر بإعادة المسجد كما كان قبل خرابه وبإشراف هيئة الحفاظ على المدن.. كما أرجو على المفتي شرف الدين التحقيق من ناحيته مع من افتى بانحراف القبلة وتذكيره بحديث الرسول صلوات الله عليه إلى وبر بن يحنس وبالآيتين الكريمتين التي وردتا في سورة البقرة آية 113 و114 التي مختمها (فأينما تولوا فثم وجه الله...) التي نزلت اخباراً عن الروم الذين خربوا بيت المقدس، وفصل ذلك الرجل المدعي من جمعية علماء اليمن اذا كان أحد اعضائها فهو لا يعرف عن العلم شيئاً كما أرجو على المفتي الذي تربى بحارة صلاح الدين وتعلم في مدارس صنعاء القديمة وعلى ايدي مدرسيها وعلمائها أن يكون عوناً للحفاظ على المدينة التاريخية والمحافظة على مبانيها.
والشكر لمن هب ومايزال دفاعاً عن تاريخ ومباني صنعاء الحضارة والشكر كذلك لمن يقومون في هذا الوقت بإعداد برامج إعلامية وتحقيقات عن المخالفات التي تتم في مباني صنعاء القديمة وطبيعة الترميمات التي تقوم بها وزارة الأوقاف لعدد من المساجد حيث قامت على سبيل المثال بترميم جامع علي في سوق الحلقة بوضع بلاط اسمنتي على ما بقي من زخارف الجامع حسب ما ذكره أحد المهندسين وهذا لاشك مخالف لترميم المباني الأثرية.. والشكر موصول لكل منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية والمهتمين عموماً على بياناتهم ومواقفهم المنددة بخراب جامع النهرين‮.. ‬
والله‮ ‬أسأل‮ ‬أن‮ ‬يهلك‮ ‬من‮ ‬بيده‮ ‬هدم‮ ‬مساجدنا‮ ‬التاريخية‮ ‬ومعالم‮ ‬مدينتنا‮ ‬الغالية،‮ ‬ويلهم‮ ‬رجال‮ ‬اليمن‮ ‬المخلصين‮ ‬للحفاظ‮ ‬على‮ ‬صنعاء‮ ‬الحضارة‮ ‬والتاريخ‮ ‬من‮ ‬العابثين‮ ‬الجهلة‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60102.htm