الميثاق نت -

الإثنين, 08-مارس-2021
أحمد‮ ‬الزبيري -
اجتمع عبر تقنية الزوم ما يسمى مؤتمر مانحين مساعدة اليمن لمواجهة الكارثة الانسانية الناجمة عن العدوان والحصار الذي يقترب من عامه السابع ..مع أن هذه الكارثة والتي يحتجون بأنها الاعظم التي لا مثيل لها منذ عقود ولكن دون الاشارة إلى اسباب هذه الكارثة وهذا يعكس عدم جديتهم في مساعدة الشعب اليمني في مواجهة هذه المأساة الانسانية التي هي في الحقيقة من صناعة تلك الدول التي تذرف دموع التماسيح على الشعب اليمني وتسعى لأهداف تخدم اجندة عدوانها على الشعب اليمني وهذا لا يحتاج الى اثبات فتجربة السنوات الست الماضية تقطع الشك‮ ‬باليقين‮ ‬فيما‮ ‬يخص‮ ‬هذه‮ ‬الدول‮ ‬وعلى‮ ‬رأسها‮ ‬الولايات‮ ‬المتحدة‮ ‬الامريكية‮ .‬
اللافت في هذا الاجتماع الافتراضي مشاركة وزير الخارجية الامريكي بيلينكن وتحدثه بلغة مسرحية دبلوماسية تعبر عن السياسة الخارجية للإدارة الامريكية الجديدة الناعمة شكلاً والاشد خبثاً في مضمونها معلناً تبرع أمريكا بمبلغ 191 مليون دولار أمريكي كدعم امريكي لتحتل الصدارة‮ ‬الى‮ ‬جانب‮ ‬بقية‮ ‬الدول‮ ‬المشاركة‮ ‬في‮ ‬العدوان‮ ‬وفي‮ ‬مقدمتها‮ ‬النظام‮ ‬السعودي‮ .‬
اذا جمعنا مساعدات السنوات الست فإنها تصل الى ما يزيد عن 10 مليارات وهذا المبلغ كان كافياً لمعالجة وحل مشاكل اليمن وتحويله الى بلدٍ مزدهر لو كانوا فعلاً يريدون خير اليمن وشعبه ولما احتاجوا الى شن العدوان علينا .
اليمنيون لم يصلهم من هذا الدعم الا الفتات وما احاق بهم تحت يافطة المساعدات الانسانية من دمار وخراب وتجويع وقتل وتشريد أكثر بما لا يقاس في الوقت الذي يجري التعمية على العالم عبر هذه المؤتمرات التضليلية التي غايتها تبييض صفحات الاجرام السعودي الاماراتي الامريكي البريطاني والغربي عموما والقاتمة السواد امام الرأي العالمي وبجردة بسيطة لعملية صرف هذه الاموال يتضح ان تلك المساهمات تطيل امد هذه الحرب الوحشية القذرة على شعب لم يعرف طوال تاريخه انه اعتدى على احد او شكل خطرا على جواره الاقليمي ومحيطه الدولي .
وهنا يتضح أن امريكا بايدن لا تختلف عن امريكا ترامب الا من حيث الاساليب والوسائل وهي الاشد خطرا خاصة اذا تذكرنا ان العدوان على اليمن اعلن من واشنطن في ادارة اوباما والتي كان فيها بايدن نائباً للرئيس ولهذا امريكا تعرف اكثر من غيرها حقيقة الكارثة الانسانية وتدرك ان حلها لا يكون الا بوقف العدوان ورفع الحصار وهي قادرة على ذلك ولكنها على ما يبدو مستمرة في مخططاتها التي اوكلتها لأدواتها في المنطقة وعلى رأسهم النظامان السعودي والاماراتي.. التباكي والعويل الاكبر كان من نصيب الامم المتحدة وكان على رأس جوقة منظماتها غرويتيش وبمقاييس محددات حاجتها لأموال المانحين باسم اليمن كان هذا المؤتمر فاشلاً وهو كذلك مع اختلاف اعتباراتنا عن اعتبارات الامم المتحدة ومنظماتها (الانسانية) فكميتها لا تفي بمصروفات تلك المنظمات التي ينالها نصيب الاسد والنمر والضباع .
وهكذا ما ينال الشعب اليمني باسم الانسانية لا يقل عما يناله من هذه الحرب العدوانية الاجرامية القذرة العسكرية والاقتصادية والسياسية والاعلامية .. اليوم وبعد ست سنوات ما يحتاجه الشعب اليمني هو وقف العدوان ورفع الحصار والذهاب الى حل تفاوضي مع من يشنون العدوان عليه وحل سياسي بين اليمنيين وعلى امريكا ان تثبت انها فعلاً تغلب النهج الدبلوماسي في حل مشاكل المنطقة والعالم وفي الصدارة وقف ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان باغٍ وظالم دمر وقتل النساء والاطفال والشيوخ بأسلحة أمريكية وبريطانية وغربية ثم يحاولون ان يغطوا عليها‮ ‬بدعوات‮ ‬الحل‮ ‬السياسي‮ ‬وهذه‮ ‬المؤتمرات‮ ‬التي‮ ‬في‮ ‬محصلتها‮ ‬تبرر‮ ‬استمرار‮ ‬العدوان‮ ‬وتفاقم‮ ‬الكارثة‮ ‬الانسانية‮ ‬التي‮ ‬صنعوها‮ ‬هم‮ .‬
ولهذا‮ ‬نقول‮ ‬إن‮ ‬قوى‮ ‬الشر‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬ان‮ ‬تأتي‮ ‬بالخير‮ ..‬فليذهبوا‮ ‬الى‮ ‬الجحيم‮ ‬هم‮ ‬ومساعداتهم‮ ‬وسنواجههم‮ ‬حتى‮ ‬تحقيق‮ ‬السلام‮ ‬الشامل‮ ‬والعادل‮ ‬او‮ ‬الانتصار‮ . ‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:02 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60188.htm