نجيب شجاع الدين - بينما العالم منشغل بالحديث عما يجري في اليمن من ازمة انسانية هي الأسوأ في التاريخ والسعي لايقاف الحرب والحصار المفروض على 26 مليون مواطن
بدت ما تُسمى حكومة اليمن الشرعية -على غير عادتها في التعامل مع الكوارث الحقيقية- مستاءة ومنزعجة للغاية وفي حالة تتفوق على رد فعل بن سلمان نفسه المتهم من قبل الادارة الامريكية بجريمة قتل الصحفي في الـ"واشنطن بوست" جمال خاشقجي في تركيا.
معلومات التقريرالاستخباراتي السرية خلال رئاسة ترامب والمعلن عنها في عهد بايدن تشير الى أن ولي العهد وافق على عملية الاغتيال .
لاشك بان دلائل ست سنوات تشهد بأن استخدام المنشار في تقطيع خاشقجي واخفاء جثته يعد عملاً تافهاً في ممارسات قادة النظام السعودي ومقارنة بمايرتكبونه من جرائم وحشية بحق اليمن بمساعدة ما يسمونها " الشرعية " ومن منحها التفويض في القصف والاحتلال .
التشابه الوحيد بين جريمتها في تركيا العام 2018
وجرائمها المستمرة هنا، مسارعة السعودية لان تكون اول من يسوق الادانات ورفض صلتها بالحادثة، في حين "حكومة اليمن الشرعية " آخر من يستنكر وقد لا تفعل غالباً.
جميع حكومات العالم وُجدت من اجل خدمة شعبها لكن الامر لا ينطبق على " اليمن الشرعية " التي تعمل على ارضاء وخدمة سلمان وبن سلمان لا أكثر.
رغم ان المواطن البسيط لا يتوقع من حكومة " الغربة " تقديم اي شيء مفيد ويعرف ان شرعيتها المعترف بها دولياً مسألة ارزاق والدنيا مصالح وحظوظ ودعوات والدين..
ثمة خطأ فادح يتحمله مجلس الامن بشأن اليمن اذ كان ينبغي عليه ان يطالب أولاً الجهة الشرعية بأن تحترم نفسها قبل مطالبته غير الشرعيين باحترام القرارات الدولية واحترام ارادة الشعب المظلوم والمغلوب على امره.
يثبت صحة ما سبق آخر بيان باسم اليمن المتعلق بتضامنه مع السعودية ضد التقرير الامريكي .
ليست المشكلة في الموقف وانما بما جاء في البيان من مضامين تمثل اهانة لكل من يحمل الهوية اليمنية او ذرة عقل.
ربما لطول الاقامة في المنفى تناست حكومة " المنفى" ان اليمن اكبر من غرفة فندق، حيث اعلنت خارجيتها معارضتها الشديدة والرفض القاطع لكل ما من شأنه المساس بسيادة السعودية ورموزها واستقلالية قضائها وانها تثق بنزاهة الاخير والأحكام التي اتخذها لتحقيق العدالة.
يتحدث البيان عن موقف اصحابه اليمنيين -وهم قلة- كما لو ان اليمن احدى المحافظات الجديدة في مملكة سلمان.
كان الأحرى بحكومة الفنادق مطالبة بايدن بالنبش في خزانة ترامب السرية علَّه يجد تقارير تتعلق باليمن وتساهم في فضح وتقديم كل من قتل طفلاً وشاباً وشيخاً الى العدالة الدولية.
وعلى ذكر خطر التقرير الامريكي على استقلالية قرار المملكة ونزاهة ولي عهدها فإن السيادة اليمنية تُنتهك وتُداس يومياً فهل من موقف شرعي؟
|