الميثاق نت -

الإثنين, 22-مارس-2021
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس* -
ست سنوات توشك على الاكتمال ودخول العام السابع ليوم الصمود الوطني لشعبنا وانتصارات قواته المسلحة المتمثلة بالجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل في مواجهة عدوان وحشي إقليمي ودولي تقوده وتتصدره دول جارة وشقيقة كنا نتصور أنها ستكون سنداً وداعماً لإخوانهم في اليمن لتجاوز خلافاتهم ومشاكلهم وصعوباتهم الاقتصادية والتنموية خاضةً وأنه تجمعنا وشائج قربي ومصالح مشتركة في منطقة شبه الجزيرة العربية والخليج.. فاليمن لا تشكل فقط بالنسبة لهم عمقاً حيوياً واستراتيجياً بل وبوابة الأمن القومي العربي الجنوبي الذي باسمه شنوا عدوانهم‮ ‬على‮ ‬شعب‮ ‬عربي‮ ‬أصيل‮ ‬وعظيم‮..‬
إن موقفنا في المؤتمر الشعبي العام حدد من اليوم الأول لهذا العدوان الاجرامي الغاشم إلى جانب شعبنا، متصدرين ساحات المواجهة العسكرية والسياسية في التصدي له انطلاقاً من المبادئ والقيم الوطنية اليمنية المستمدة من إيمان شعبنا وتاريخه الحضاري المجيد والتي جسدها الميثاق‮ ‬الوطني‮.‬
اليوم وبعد هذه السنوات التي عانى فيها الشعب اليمني الدمار والخراب والابادة لأبنائه بالحرب العدوانية والحصار .. بات واضحاً للعالم كله ان هذا العدوان لم يعد في صالح الدول المعتدية وأدواتها الداخلية وان الجنوح للسلام المشرف الذي يحفظ لكل الاطراف سيادتها واستقلالها واستقرارها وكرامتها هو الطريق الذي ينبغي السير فيه، وأول متطلبات استحقاقاته وقف إطلاق النار ورفع الحصار دون ابطاء والذهاب إلى حل دبلوماسي وسياسي جدي وصادق لطالما دعا إليه المؤتمر الشعبي العام طوال سنوات العدوان، ونجدد الدعوة إليه اليوم خاصة وان الظروف‮ ‬ومتغيرات‮ ‬الأوضاع‮ ‬داخلياً‮ ‬وإقليمياً‮ ‬ودولياً‮ ‬تصب‮ ‬في‮ ‬صالح‮ ‬هذا‮ ‬التوجه‮.‬
وفي ذات السياق ندعو الاطراف اليمنية إلى استعادة وعيها الوطني بعد ان تكشفت أمامها الكثير من الحقائق واتضحت أهداف المخططات الخارجية والتي بدأت بضرب الوحدة الوطنية وتمزيق النسيج الاجتماعي لأبناء شعبنا عبر اثارة النعرات الطائفية والمناطقية والمذهبية ومن ثم شن العدوان‮ ‬المستمر‮ ‬والذي‮ ‬يقترب‮ ‬من‮ ‬عامة‮ ‬السابع‮ ‬وغايته‮ ‬تمزيق‮ ‬الأرض‮ ‬والانسان‮ ‬إلى‮ ‬كيانات‮ ‬متناحرة‮ ‬والسيطرة‮ ‬على‮ ‬موقع‮ ‬اليمن‮ ‬الاستراتيجي‮ ‬والاستيلاء‮ ‬على‮ ‬مناطق‮ ‬الثروات‮ ‬وهو‮ ‬ما‮ ‬لا‮ ‬يجب‮ ‬ان‮ ‬يكون‮ ‬ولن‮ ‬يكون‮.‬
لذا نقول لجميع أبناء شعبنا وفي مقدمتهم الاطراف السياسية ان يغادروا أحقادهم وضغائنهم ويتساموا فوق الجراح ويذهبوا إلى حوار يضع نصب عينيه مصلحة وطنهم وشعبهم وهذا يتطلب الدخول بعقلية متحررة من الوصاية الخارجية وتأثيرات المصالح الإقليمية والدولية التي اتضح بشكل‮ ‬قاطع‮ ‬ان‮ ‬أجندتها‮ ‬تتعارض‮ ‬مع‮ ‬سيادة‮ ‬ووحدة‮ ‬واستقلال‮ ‬واستقرار‮ ‬اليمن‮.‬
لقد أصبح اليوم - وبعد ست سنوات من العدوان الذي دمر كل شيء على الأرض اليمنية واستباح دماء أطفال ونساء وشيوخ شعب حضاري لم يعتد على أحد ولم يكن منطلقاً للعدوان على أحد من جيرانه عبر تاريخه- أصبح هناك متغيرات دولية وإقليمية تفتح فرصاً للسلام تستدعي من دول العدوان قراءتها جيداً خاصة السعودية والإمارات وان الشعب اليمني لم يعد كما كان في بداية هذا العدوان على الأقل عسكرياً وسياسياً ومن مصلحتهما وقف عدوانهما وحصارهما والذهاب إلى مفاوضات تؤدي إلى حل عادل وشامل ينهي كافة أشكال الهيمنة والوصاية ويحقق مبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ويحفظ كرامة الجميع وبناء علاقات تقوم على الندية والتعاون بما يخدم مصالح شعوبنا في هذه المنطقة.. وعلى الاطراف اليمنية ان تستوعب الدرس وتتحاور وتتصالح وتتسامح متجاوزةً أخطاء الماضي التي لا ينبغي الالتفات إليها إلا بالقدر الذي يجعلنا أكثر تركيزاً على متطلبات الخروج مما أوقعنا أنفسنا ووطننا وشعبنا فيه والتفكير بالمستقبل الذي يليق بهذا الشعب الصابر المناضل الذي أذهل العالم بصموده الاسطوري وانتصاراته الملحمية التي ينبغي تجسيدها اليوم في بناء سلام يرتقي إلى مستوى تضحياته وبما‮ ‬يحقق‮ ‬آمال‮ ‬وتطلعات‮ ‬أبنائه‮ ‬في‮ ‬بناء‮ ‬دولته‮ ‬الوطنية‮ ‬المدنية‮ ‬الديمقراطية‮ ‬القوية‮ ‬والقادرة‮ ‬والعادلة‮.‬


* رئيس المؤتمر الشعبي العام
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 12:51 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60265.htm