الميثاق نت -

الإثنين, 22-مارس-2021
استطلاع‮/‬عبدالرحمن‮ ‬الشيباني -
أيام قليلة ويدخل اليمنيون عامهم السابع من عمر العدوان على بلادهم ويطوون فيها صفحة أخرى من صفحات النضال ويسطرون ملاحم بطولية سيتحدث التاريخ عنها طويلاً ، حيث تجلت الوحشية والوضاعة بكل معانيها ضد شعب شبه أعزل أراد الحرية والكرامة ونفض الوصاية وامتلاك قراره السيادي ، وكأن ذلك جرم استحق أن يعاقب عليه قتلا وحصارا وتدميرا، لم يكن أمام اليمنيين من خيار سوى الثبات فى ساحات الوغى والانتصار لقضيتهم وكان هذا الصمود الذي نراه اليوم بقلب موازين المعركة وتطوير قدراتهم القتالية والصناعية التى أصبحت اليوم تدك العدو فى عقر‮ ‬داره‮..‬
»الميثاق« استطلعت آراء عدد من المتابعين والسياسيين والإعلاميين ليدلوا بآرائهم حول هذا الصمود والثبات الذي سطره اليمنيون خلال سنوات العدوان والحصار الذي يدخل عامه السابع ، فكانت ردودهم فى ثنايا هذه السطور:
يبدأ‮ ‬الإعلامى‮ ‬المعروف‮ ‬الأستاذ‮/‬طالب‮ ‬الحسني‮ ‬حديثه‮ ‬متسائلاً‮: ‬كيف‮ ‬صمد‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬تجاه‮ ‬الحرب‮ ‬العدوانية‮ ‬الواسعة‮ ‬عليه‮ ‬كل‮ ‬هذه‮ ‬السنوات‮ ‬السبع،‮ ‬ولماذا‮ ‬فشل‮ ‬التحالف؟‮ ‬ويجيب‮ ‬قائلاً‮.. ‬
من الناحية العسكرية التحالف الذي تقوده السعودية يمتلك كل مقومات الحسم العسكري المادية، تحالف دولي وإقليمي، أحدث الطائرات العسكرية وامكانات لوجيستية ورصد بالاقمار الصناعية واستخبارات كبيرة، ومقاتلين على الأرض وتفوق جوي وحصار بحري، وتغطية أممية من الإدانة والمحاسبة ، وحتى قرار مجلس الأمن الدولي 2216 يشكل عاملاً مساعداً ومبرراً، مقابل طرف شبه معزول وإمكانية مادية وعسكرية لا يمكن مقارنتها بما لدى التحالف، ووضع اقتصادي صعب وكتلة سكانية كبيرة تحتاج إلى متطلبات معيشية، وعدو داخلي، ومعوقات كثيرة تتخلق مع طول وقت‮ ‬الحرب‮..‬

عدالة‮ ‬القضية‮ ‬
بالتالي الذي يحصل لا يفسر من جانب عسكري إلا لناحية أن هناك مقاومة شجاعة ومقاتلين ميدانيين متمكنين ومؤمنين بقضيتهم ويقاتلون باستبسال لافشال قوات برية يتم اسنادها جويا بكثافة نيران غير مسبوقة ، وهذا فعليا ما يحصل من الناحية العسكرية ، ان هناك فارقاً في المقاتل‮ ‬على‮ ‬الأرض‮ ‬،‮ ‬لاحقاً‮ ‬تمكنت‮ ‬القوات‮ ‬المسلحة‮ ‬من‮ ‬فرض‮ ‬معادلة‮ ‬جديدة‮ ‬،‮ ‬هي‮ ‬تمكنها‮ ‬من‮ ‬استهداف‮ ‬السعودية‮ ‬بصواريخ‮ ‬باليستية‮ ‬وطائرات‮ ‬مسيرة‮ ‬،‮ ‬وهذه‮ ‬المعادلة‮ ‬تصاعدت‮ ‬لتصبح‮ ‬موجعة‮ ‬بشكل‮ ‬واضح‮ ‬ولافت‮..‬
واختتم الحسني بالقول "لكن ليس هذا وحده كان يكفي للصمود في وجه هذه الحرب ، بل هناك عوامل أخرى لها علاقة بموقف الشعب اليمني القوي والصلب في رفض الحرب أولا وثانيا تأييد القوى الحاكمة في العاصمة صنعاء ، ينسحب هذا الموقف على مواقف القبائل ومشائخ القبائل ، الأحزاب‮ ‬السياسية‮ ‬الوطنية‮ ‬،‮ ‬الشخصيات‮ ‬الاجتماعية‮ ‬والعلمائية‮ ‬،‮ ‬والقنوات‮ ‬والاعلام‮ ‬الذي‮ ‬تعكس‮ ‬كل‮ ‬هذا‮ ‬،‮ ‬ولهذا‮ ‬للاعلام‮ ‬دور‮ ‬كبير‮ ‬جدا‮ ‬في‮ ‬الصمود‮ ‬الشعبي‮..‬

صمود‮ ‬واستبسال‮ ‬
الصحفي الأستاذ / احمد الشريف يقول إن الشعب الذي لديه قضيه يؤمن بها مقتنع بها من الطبيعي ان يكون بهذا الصمود والاستبسال.. " اي شعب يتحرر من قيود الارادة الفوقية التي تمثلها السلطة وتجبره على السير في فلكها ويؤمن بقضيته العادلة من الطبيعي جدا ان يكون سر صموده واستبساله ناتجاً عن قناعته المطلقة في الدفاع عن سيادة وطنه وحريته واستقلاله .. وهذا مايحدث اليوم في اليمن .. فمنذ مايقارب من ستة عقود والقرار السياسي اليمني يصنعه الخارج بعد قيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962م حيث كانت الكلمة الأولى في ادارة الدولة للاشقاء في مصر‮ ‬بحجة‮ ‬انهم‮ ‬جاءوا‮ ‬الى‮ ‬اليمن‮ ‬للدفاع‮ ‬عن‮ ‬ثورته‮ ‬وحماية‮ ‬ثوارها‮..‬
واضاف الشريف : أصبحت اليمن ساحة لتصفية حسابات اقليمية بين الشرق والغرب او بعد ما تحققت المصالحة الوطنية عام 1970م فسلم ملف اليمن بالكامل للسعودية عدو ثورة 26سبتمبر الأول واصبحت هي المتحكمة في كل شيء لدرجة انها كانت تقدم اليمنيين للعالم خلال مايقارب نصف قرن‮ ‬على‮ ‬انهم‮ ‬مجرد‮ ‬عمالة‮ ‬يشتغلون‮ ‬لديها‮ ‬وحكام‮ ‬اليمن‮ ‬مجرد‮ ‬موظفين‮ ‬في‮ ‬اللجنة‮ ‬الخاصة‮ ‬بالرياض‮ ‬ومعها‮ ‬حق‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬فمن‮ ‬كانوا‮ ‬يحكمون‮ ‬اليمن‮ ‬تمتلئ‮ ‬بهم‮ ‬اليوم‮ ‬فنادق‮ ‬الرياض‮ ‬كخدم‮ ‬للنظام‮ ‬السعودي‮..‬

عدوان‮ ‬بربري‮ ‬
ويسترسل الشريف ويقول : حين حاول اليمنيون ان يثوروا على هذا الوضع المزري عام 2011م - حسب وجهة نظره - سرعان ما تحولت "ثورتهم" الى بورة حيث استولى عليها الاخوان المسلمين وأوصلوا اليمن الى وضع اسوأ مما كان عليه قبل ماعرف بثورة الشباب بل ان الخارج هو من كان يصنع‮ ‬القرار‮ ‬اليمني‮ ‬داخل‮ ‬صنعاء‮ ‬ويفرض‮ ‬على‮ ‬اليمنيين‮ ‬مشيئته‮ ‬وخاصة‮ ‬امريكا‮ ‬والسعودية‮..‬
ويضيف :حتى جاءت - ما اسماها - ثورة 21سبتمبر الشعبية عام 2014 م بهدف تصحيح المسار ورفعت شعار - كما يقول - تحرير اليمن من الهيمنة الخارجية فاصطف ابناء الشعب اليمني الأحرار حولها وهو ما ازعج الخارج الذي عمل على انشاء تحالف كوني بهدف اجهاضها وشنوا عدواناً بربرياً على اليمن مضى عليه حتى الآن ستة اعوام ولم يحققوا هدفهم بفضل مواجهة احرار اليمن لهذا العدوان الكوني مسترخصين حياتهم في مختلف الجبهات وفيما وراء الحدود في سبيل الدفاع عن الوطن وسيادته واستقلاله وهذا لم يحدث في اي مرحلة سابقة فكان النصر حليفهم وبفضل الله تحولت‮ ‬اليمن‮ ‬بفضل‮ ‬تضحياتهم‮ ‬الى‮ ‬دولة‮ ‬مصنعة‮ ‬للسلاح‮ ‬بما‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬السلاح‮ ‬الاستراتيجي‮ ‬رغم‮ ‬الحصار‮ ‬المفروض‮ ‬وقلة‮ ‬الموارد‮..‬
واختتم الشريف مداخلته بالقول : من يتابع ماتنشره مراكز الأبحاث العالمية العسكرية سيجد ان المقاتل اليمني قد قلب معادلة الحروب واعطى درسا للشعوب المظلومة والمعتدى عليها عن كيفية الدفاع عن نفسها والتخلص من الحكام الظلمة .. وقريباً بإذن الله سيتحقق الانتصار العظيم‮ ‬الذي‮ ‬سيصبح‮ ‬اليمن‮ ‬من‮ ‬خلاله‮ ‬سيد‮ ‬نفسه‮ ‬وسيد‮ ‬قراره‮..‬

مراجعة‮ ‬الحسابات‮ ‬
الصحفى / صلاح حيدره - رئيس موقع اجراس يقول فى هذا الصدد : لقد استطاع الشعب اليمني أن يثبت خطأ كل الحسابات التي كان يراهن عليها اعداء الوطن ..فبعد مرور ست سنوات من الحرب الظالمة وحلول العام السابع..
بات على الجميع أن يراجع تصوراته وحساباته ونظراته تجاه الشعب اليمني الذي يتمتع بالنفس الطويل والصبر والجلادة والقدرة على الانتاج بمختلف المجالات لتثبيت دعائم الصمود .. سنوات الصمود الأسطوري تخبرنا أن ما يتمتع به الشعب اليمني من قدرات ومهارات يمكن البناء عليها‮ ‬لطموحات‮ ‬كبيرة‮ ‬وكثيرة‮ ‬تصل‮ ‬بنا‮ ‬الى‮ ‬حد‮ ‬ملامسة‮ ‬عنان‮ ‬السماء‮ ‬وصناعة‮ ‬المجد‮ ‬والوصول‮ ‬الى‮ ‬قمم‮ ‬المجد‮ ‬مستقبلاً‮..‬
وتابع حيدرة بالقول: وبقدر مرارات الحرب والحصار والأوضاع المعيشية الصعبة إلا انها صقلت الهمم وفجرت الطاقات وشحذت العزائم للقبول بالتحدى.. من يصدق اليوم انه وبعد مرور هذه السنوات تحول اليمن من موقع الدفاع الى موقع الهجوم وبات يحسب له الف حساب ..ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نوجه الشكر لله أولاً ثم للقيادات السياسية والعسكرية والشرفاء والأمهات والرأسمال الوطني ونجل ونقدر كل التضحيات التي قدمها الشهداء والجرحى في سبيل تحقيق هذا النصر الذي باتت بشائره تلوح بالأفق مبشرة بمستقبل قوي ومزدهر وحر يفرض على الاعداء التعامل‮ ‬مع‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬من‮ ‬منطلق‮ ‬هذه‮ ‬المكاسب‮ ‬التي‮ ‬سيفاخر‮ ‬بها‮ ‬الأبناء‮ ‬والأجيال‮ ‬القادمة‮..‬

رهانات‮ ‬خاسرة
"نقف على مشارف العام السابع وتفصلنا أيام قلائل لنواصل مسيرة الصمود والتحدي ضد أعتى وأشرس عدوان إجرامي في العالم" .. بهذه العبارة تبدأ الإعلامية زينب الشهاري حديثها ، وتواصل قائلة : تمضي السنوات تباعا وحين راهن العالم على هزيمتنا وكان واثقا من ان ذلك سيتم في غضون أسبوعين هاهو كما كل مرة يتفاجأ بأن الشعب الذي تشن عليه مئات الغارات الجوية وتعصف به الأمراض ويعاني من شظف العيش نتيجة الحصار المطبق يزداد قوة وتماسكا فرغم كل ما مورس بحقه فهو لا يزال يحقق الانتصارات على كل المستويات وخصوصا على صعيد الجبهة العسكرية، فالثبات‮ ‬وعدم‮ ‬الاستسلام‮ ‬يعتبر‮ ‬انتصارا‮ ‬عظيما‮ ‬أيما‮ ‬انتصار‮ ‬وعلاوة‮ ‬على‮ ‬هذا‮ ‬الثبات‮ ‬والصمود‮ ‬الأسطوري‮ ‬نراه‮ ‬يتفوق‮ ‬ويلحق‮ ‬بالأعداء‮ ‬الهزائم‮ ‬ويقلب‮ ‬الموازين‮ ‬ويتحول‮ ‬من‮ ‬حالة‮ ‬الدفاع‮ ‬الى‮ ‬الهجوم‮..‬

تكافل‮ ‬مجتمعي
وتضيف الإعلامية زينب الشهاري قائلة : فمن كان بالأمس مستضعفاً مضطهداً هاهو اليوم يهدد ويتوعد وينفذ ويرعب ويؤدب دول العدوان بضربات عسكرية كبيرة وموجعة؛ إن أسباب هذه الانتصارات وهذا الصمود الأسطوري تكمن في معية الله وتأييده للشعب المظلوم الذي لم يقف مكتوف الأيدي فواجه ودافع وصنع واستهدف، وتكمن ايضاً في نعمة القيادة القرآنية فبالقائد العلم وتعليماته مضينا من مرحلة الصمود الى مرحلة الرد ومتجهون نحو مرحلة الانتصار والحسم القريب إن شاء الله، إن تحويل التحديات الى فرص والعمل الدؤوب في مجال التصنيع العسكري والتكافل المجتمعي هي من أهم أسباب الصمود والمواجهة؛ فاليمنيون انتصروا بصمودهم الكبير لأعوام خلت في وجه آلة الدمار والقتل التي لم ترهبهم؛ وانتصروا حين قلبوا الموازين وغيروا المعادلات وباتوا يهددون أمن دول العدوان الذي منع عنهم الغذاء والدواء والمشتقات النفطية بالأسلحة‮ ‬المتطورة‮ ‬المحلية‮ ‬الصنع‮..‬
واختتمت الشهاري بالقول :" القوة لا تجابه إلا بالقوة، وإعداد العدة مطلوب وهذا ما سار عليه الشعب اليمني ومن خلاله أسقط كل رهانات العدوان وأوراقه وبها يزلزلهم ويرعبهم؛ فقد ذاقوا وبال الأسلحة اليمنية المتطورة التي هي في طور التطوير والتصنيع المستمر وأصبحت خطراً يهدد اقتصاده واستثماره لأنه لم يستطع ردعها وباتت تطال أماكن واهدافاً حساسة أكثر وأكبر والحسم بات قريباً، فقد تورطوا في حربهم وخسروا وانفضحوا هم وأسيادهم وأثبت الشعب للعالم اجمع أنه بالله أقوى ولا قوة في الكون تستطيع هزيمته.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:06 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60266.htm