الميثاق نت -

الإثنين, 22-مارس-2021
د‮/‬أحلام‮ ‬البريهي‮* ‬ -
سجلت‮ ‬المرأة‮ ‬اليمنية‮ ‬مواقف‮ ‬مشرفة‮ ‬في‮ ‬الثبات‮ ‬والصمود‮ ‬في‮ ‬وجه‮ ‬العدوان‮ ‬على‮ ‬مدى‮ ‬ست‮ ‬سنوات،‮ ‬استهدف‮ ‬من‮ ‬خلالها‮ ‬الوطن‮ ‬واستبيحت‮ ‬حرمته‮ ‬وجرح‮ ‬خلالها‮ ‬آلاف‮ ‬الأطفال‮ ‬والشباب‮ ‬والنساء‮ ‬والشيوخ‮.‬
فقد جسدت المرأة اليمنية أروع صور التضحية والعطاء بدفع زوجها وابنها وأخيها إلى جبهات الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره، وكانت المرأة اليمنية كلمة السر التى تكمن خلف انتصارات الوطن من خلال دفعها بأسرتها وتوعيتها لأبنائها ليبذلوا أنفسهم دفاعاً عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية في جبهات العزة والكرامة، وأيضاً من خلال استقبالها جثامين الشهداء بكل فخر وعزة وقوة ورباطة جأش باعتبارهم فخراً وطنياً ومن خلال رفدها للمرابطين في الجبهات والمساهمة في تشكيل فرق عمل بالأحياء والتجمعات السكنية لإعداد وتحضير قوافل الغذاء والكساء‮ ‬وجمع‮ ‬المال‮ ‬لتساهم‮ ‬في‮ ‬استمرار‮ ‬المقاومة‮ ‬وإحراز‮ ‬النصر‮. ‬
وتجلّت عظمة المرأة في تحمل مسؤوليتها كربة بيت تدير شؤون أسرتها وإنشاء العديد من المشاريع الصغيرة المدرة للدخل الأسري والتى تسند الاقتصاد وتخفف عن الأسر شدة العوز والحاجة كالخياطة والحياكة والتطريز وصناعة الحلوى والبخور والعطور والزراعة والرعي والعديد من الأعمال المختلفة لتؤمن لقمة العيش لأسرتها وتخفيف آثار الحصار المطبق على وطننا والذي كان يقصد به تجويع الشعب اليمني وتركيعه وإذلاله كما عملت المرأة على احاطة أسرتها وأطفالها بالدعم النفسي للتغلب على خوفهم من جراء قصف طيران العدوان وماخلفه من آثار سلبية‮ ‬على‮ ‬نفوسهم‮ . ‬
وكان للمرأة اليمنية حضورها الفاعل في كافة الميادين من خلال استمرار تأديتها لواجبها الوطني والذهاب إلى وظيفتها لأجل استمرار عمل مؤسسات الدولة في ظل غياب الرواتب الذي عمد العدوان إلى قطعها عن المناطق اليمنية التي استهدفها لأجل إعاقة استمرار عمل الدولة وتقديم الخدمات للمواطن لكن المرأة اليمنية ظلت عماد بقاء المؤسسات الحكومية وعماد بقاء رمزية الدولة كما تواجدت في مختلف الفعاليات المناهضة للعدوان وأسهمت إسهاماً فاعلاً في مختلف الأنشطة المنددة بجرائم العدوان وانتهاكاته المستمرة بحق أبناء اليمن ومقدراته ومكتسباته‮.‬
وسارعت إلى التنافس في العمل الطوعي بتقديمها خدمات الرعاية لأسر الشهداء والجرحى، ونجحت في تكوين جبهة ثقافية توعوية وجبهة إعلامية لمواجهة آلة الحرب الإعلامية للعدوان الهادفة إلى إضعاف الروح المعنوية وتمزيق النسيج الاجتماعي وزعزعة الأمن والسكينة العامة.
كما اضطلعت المرأة اليمنية بمسؤوليتها في نقل الصورة الحقيقية لمجريات الأحداث وكشف جرائم العدوان ومخططاته الرامية للنيل من الوطن وأمنه وسيادته واستقلاله واستهدافه المتعمد والممنهج للنساء باعتبارهن مصنع ولادة الرجال ورمز البقاء حيث وقد تعمد العدوان قصف صالات الاعراس ومخيمات العزاء والتجمعات النسائية والأسواق العامة وجعل العدوان المرأة هدفاً مشروعاً لصواريخه وقنابله الذكية فقد استهدف في سبتمبر 2015مخيم عرس نسائي في منطقة ذباب نجم عنه استشهاد 70امرأة وإصابة العشرات ،وفي اكتوبر من نفس العام استهدف العدوان مخيم عرس نسائي في محافظة ذمار أدى إلى استشهاد وإصابة 20امرأة ،وفي فبراير 2017استهدف العدوان تجمعاً نسائياً أدى إلى استشهاد 12امرأة والعديد من الجريحات ، وهذا لا يدل الا على مدى حقد العدوان ودناءته وخروجه عن كافة الاعراف العربية والدولية وحتى الإنسانية التي‮ ‬اتفقت‮ ‬جميعاً‮ ‬على‮ ‬عدم‮ ‬إقحام‮ ‬المرأة‮ ‬والأطفال‮ ‬في‮ ‬الصراعات‮ ‬والحروب‮.‬
ولم تكتف المرأة اليمنية بدورها في الأسرة أو الدور الثقافي والتوعوي أو وظيفتها العامة وإنما ضاعفت جهودها لتقدم دوراً ملحوظاً في المجال الطبي والإنساني لتقدم الرعاية الطبية للجرحي والمرضى كلاً حسب إمكاناتها العلمية لتكون بذلك خير معين للمؤسسة الصحية التى‮ ‬باتت‮ ‬تعاني‮ ‬من‮ ‬شحة‮ ‬الإمكانات‮ ‬جراء‮ ‬استهداف‮ ‬العدوان‮ ‬للقطاع‮ ‬الصحي‮ ‬وتدمير‮ ‬بنيته‮ ‬التحتية‮.‬
ولم تتوان عن تأدية رسالتها في مجال التعليم لإخراج جيل متسلح بالعلم والمعرفة رغم الصعوبات التي فرضها العدوان ورغم قصفه المدارس والمنشآت التعليمية والتربوية والشبابية.. ومن هنا يتبين مدى ما أحرزته المرأة اليمنية على مدى ست سنوات من العدوان من نجاحات عدة في مختلف المجالات مما يؤكد أن المجتمع اليمني بنسائه ورجاله كل لا يتجزأ وان المرأة اليمنية تشكل حجر الزاوية في بناء المجتمع اليمني ووقفت إلى جانب أخيها الرجل في معركة الكفاح والنضال لمواجهة قوى الاستكبار والظلم والاعتداء مقدمةً من خلال هذا الدور الذي قامت به أٌنموذجاً رائعاً في الصمود والثبات والبذل والعطاء والصبر والتضحية، النابع من الإيمان بواجبها الوطني والديني الذي يحتم عليها المشاركة في الدفاع عن وطنها وسيادته وعصم دماء أبنائه تاركةً في ذلك دروساً قيّمة سيسجلها التاريخ في أنصع صفحاته ويخلدها‮ ‬في‮ ‬ذاكرة‮ ‬الأجيال‮ ‬المستقبلية‮.‬
‮* ‬عضو‮ ‬اللجنة‮ ‬العامة‮ ‬للمؤتمر‮ ‬
‮* ‬وكيل‮ ‬وزارة‮ ‬الشباب‮ ‬والرياضة
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:43 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60269.htm