إبراهيم الحجاجي -
تحل علينا بداية السنة السابعة من العدوان الغاشم على اليمن، الذي يشنه التحالف العربي بقيادة النظام السعودي والإماراتي وبإشراف أمريكي وبريطاني وغيرها من أنظمة دول المنطقة والدولية، ست سنوات من عدوان لم يشهد له التاريخ مثيلاً، أمام صمت اقليمي ودولي مخزٍ.
هذا العدوان غير المبرر ارتكب وما زال خلال ست سنوات وتحديداً منذ 26 مارس 2015 أبشع الجرائم الوحشية بحق الشعب اليمني المسالم، قصفاً بأحدث الطيران والبوارج الحربية، التي دمرت مقدرات بلد في مختلف المجالات، ودمرت منازل مواطنين فوق ساكنيها حتى راح ضحيتها عشرات الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ والشباب، عدوان لم يفرق بين منشآت عامة أو خدمية وخاصة أو مزارع مواشي أو مرافق صحية، عدوان لم يستثن حتى مجالس العزاء والأعراس والمناسبات الاجتماعية ومن بينها مجالس مناسبات نسائية، استهدف الأسواق وكل البنى التحتية، الى جانب كل ذلك فرض حصاراً جوياً وبرياً وبحرياً خانقاً على مدى ست سنوات، حال دون وصول الغذاء والدواء بشكل كاف، عدوان يترجم إرهاباً حقيقياً بحق شعب بأكمله.
بالمقابل هناك ستة أعوام من الصمود الاسطوري والانتصارات العظيمة التي سطرها ويسطرها الشعب اليمني، بطريقة أذهلت العالم وأسمعت من به صمم بأن إرادة الشعوب لا تُقهر، حتى وإن كان العدوان يملك الاموال الهائلة لشراء ذمم دور القرارات الدولية وعدد من أنظمة دول المنطقة والعالم، حتى وإن كان يملك أحدث الآلات العسكرية، جوية، وبحرية، وبرية، ولوجيستية، حتى وإن كان يملك في جيبه طابوراً طويلاً من الخونة والعملاء اليمنيين، الذين انضموا الى صف العدوان على حساب وطنهم وحياة شعبهم، إلا أن كل تلك الضخامة في العدة والعتاد أصبحت سراباً أمام صمود شعبنا اليمني وثبات القيادات السياسية الوطنية وضربات الجيش واللجان الشعبية بإمكانات متواضعة، التي لا يمكن لعاقل أو حتى مجنون أن يعمل أي مقارنة لإمكانات الطرفين.
انتصارات العدوان تمثلت بقتل عشرات الآلاف من المواطنين الابرياء وتدمير المنشآت الخدمية الحيوية، وحصار شعب بأكمله عن دخول الغذاء والدواء، بينما تمثلت انتصارات اليمنيين العظماء بالثبات والصمود الاسطوريين أمام تحالف دولي بأحدث آلات العصر، تمثلت بضرب العديد من الاهداف العسكرية الحساسة والمهمة في عمق أراضي العدوان.
الانتصارات يصنعها دائماً عظماء، ويصيغ أدبياتها حكماء، وتكتب حروفها بدماء الشهداء، وبالتأكيد يقف خلف هذه الانتصارات الكبيرة في المقدمة أبطال الجيش واللجان الشعبية، وبإدارة قوى سياسية وطنية استشعرت المسؤولية في أصعب ظرف مر على تاريخ اليمن، وفي مقدمة هذه القوى المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله.
ونحن نحتفل بالذكرى السادسة من الصمود والانتصار الاسطوريين، نسلط الضوء على الدور الوطني الكبير لحزب المؤتمر الشعبي العام في مواجهة العدوان، وهو دوراً وموقف ليس بجديد أو غريب عليه، كونه امتداد لمواقفه الوطنية العظيمة في مختلف المراحل والظروف منذ تأسيسه حتى الآن، حيث كان المؤتمر وما زال في مقدمة الصفوف دفاعاً عن الوطن، إحساساً وشعورا، قولاً وعملاً، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، بالمواقف وفي الميدان، من أعلى هرم القيادة الى مستوى كافة قاعدته الشعبية ذات السواد الأعظم من الشعب اليمني المنتشرة في كل انحاء الوطن.
المؤتمر الشعبي العام ومنذ اللحظة الاولى لتدشين العدوان من واشنطن فجر خميس 26 مارس 2015، أعلن موقفه الواضح والطبيعي بانحيازه الى قضية الوطن الكبرى والى صف الشعب لمواجهة العدوان، سواء عبر قيادته السابقة ممثلة بالزعيم علي عبدالله صالح رحمه الله، أو بخلفه الشيخ صادق بن أمين ابو راس الذي يعتبر منارة لتفاصيل وطنية كبيرة، عطفاً على الدور الكبير الذي لعبه بلملمة المؤتمر في أصعب ظرف واجه الحزب والوطن بشكل عام، ليواصل هذا الحزب الرائد أداء دوره الوطني إدارياً وسياسياً واقتصادياً، تشريعياً وتنفيذياً وشوروياً وشعبياً، إذاً أن للمؤتمر الشعبي العام وعبر كوادره وأعضائه الدور الكبير في الحفاظ على مؤسسات وهيئات الدولة بأن تظل قائمة، رغم العدوان والحصار وعزل اليمن عن العالم الذي فرضه العدوان.
المؤتمر الشعبي العام حاضر سياسياً من خلال مواقفه المناصرة لقضايا الوطن وفي مقدمتها مواجهة العدوان، من خلال الشراكة التي أقامها مع أنصار الله عام 2016م.. ليس طمعاً في السلطة، بل من أجل الحفاظ على مؤسسات وهيئات الدولة لإبقاء السلطة قائمة لتسيير أمور الدولة وشؤون المواطنين، من خلال الحضور الفاعل كطرف جوهري في المباحثات السياسية وغيرها، اقتصادياً من خلال تقديم الرؤى والمعالجات عبر كوادره المؤتمرية المنتشرة في مؤسسات الدولة وهيئاتها، اجتماعياً من خلال توعية المجتمع بالصمود والثبات والصبر، رغم كل المعاناة التي تسبب بها العدوان وحصاره الجائر.
أي مؤسسة عندما تثبت وجودها في ظل ظروف قاهرة تعتبر مؤسسة رائدة، وكذلك هو المؤتمر الشعبي العام وتحت أزيز طائرات العدوان وحصاره والاوضاع الأمنية المترتبة على ذلك، إلا أنه وبقيادة المناضل الوطني الغيور الشيخ صادق بن أمين ابو راس عاد الى الثبات رغم أنه كان آيلاً الى السقوط، ويكفي أن نختصر إنجازه على المستوى التنظيمي وهو اختصار لتفاصيل كثيرة، باجتماع اللجنة الدائمة الرئيسية في العاصمة صنعاء 2019 في أصعب ظرف، واختيار قيادة جديدة للحزب، وهذا يعتبر انتصاراً كبيراً أمام العدوان.
ختاماً:
مرت ست سنوات من العدوان والحصار، والشعب اليمني يؤكد يوماً بعد يوم أنه أكثر إصراراً وعزيمة للصمود والثبات حتى تحقيق النصر المؤزر بإذن الله.
|