إبراهيم الحجاجي - خطاب رئيس المؤتمر الشعبي العام الشيخ صادق بن أمين ابو راس الأحد الماضي 28 مارس 2021 أمام اللجنة والأمانة العامتين للمؤتمر، وضع النقاط على كثير من الحروف، وحمل جُل الصراحة والموضوعية، خطاب نابع من حس وطني بحت يعبر عن نهج حزب رائد بحجم المؤتمر الشعبي العام.
أبو راس استعرض صمود اليمنيين وفي مقدمتهم المؤتمر الشعبي العام في وجه العدوان على مدى ست سنوات أمام قصف بأحدث آلات العصر وحصار جائر وصل الى انقطاع المرتبات وشحة الدخل بل وانعدامه لدى الكثير، استعرض الدوافع الجوهرية لهذا العدوان وأكد حتمية فشله واندحاره أمام أحقية اليمنيين بقضيتهم وانتصارهم لها، استعرض دور المرأة والمعلمين الذين يؤدون رسالتهم التعليمية لتعليم ابنائنا بدون مرتبات والاطباء الذين يصمدون رغم انتشار العديد من الاوبئة، حيث أشار الى من ضحوا بأرواحهم وهم يؤدون واجبهم الوطني والانساني المقدس، وحيا دور الأمن ورجال المرور والتجار النظيفين الذين حرصوا على توفير السلع الضرورية للمواطنين بأرباح بسيطة، استعرض ظروف وأوضاع الناس الصعبة في ظل شحة وعدم الدخل، مشيراً الى أن كل ذلك صمود لا يقل شأناً عن صمود الأبطال في الجبهات.
الخطاب لم يفوت دور إحدى أهم الجبهات المساهمة في الصمود وصنع الانتصارات، الإعلام الوطني الذي يؤدي دوراً بطولياً وبإمكانات متواضعة جداً استطاع أن يهزم إعلام العدوان ذا الإمكانات الهائلة التي لا يمكن بأي حال وضع أدنى مقارنة، إلا أن الأهم في ذلك أن الخطاب لم يتطرق الى اعلام يقال إنه وطني وهو في الأساس ينخر في لحمة الجبهة الداخلية ويسيئ باستمرار للقيادات الوطنية وفي مقدمتها قيادة المؤتمر الشعبي العام، وهذا يعبر عن سمو وعلو ابو راس بأنه أكبر من ذلك.
خطاب ابو راس استعرض حاجات ومتطلبات حوالي 30 مليون يمني، وأن إعادة بناء اليمن وتلبية تطلعات المواطنين لن يتحقق من خلال النبش في الماضي وإلقاء اللوم في أي اخطاء على السلطات السابقة في مختلف المراحل من تاريخ اليمن، بل يتحقق من خلال العمل الوطني المخلص والنظر الى متطلبات الراهن والمواطنة المتساوية، وتحقيق السلام الشامل العادل.
موقف المؤتمر مما سمي بالمكتب السياسي الذي أعلن في المخا كان واضحاً على لسان رئيسه ابو راس، وهو الرفض القاطع، بل وضح مخالفة ذلك الإجراء لدستور الجمهورية اليمنية والقوانين ومنها قانون الأحزاب والتنظيمات السياسية، إذ أن الغرض من انشاء هذه التكوينات أو الكنتونات هو تقسيم المقسم وزيادة التجزئة بين ابناء اليمن الواحد، حيث إن هذه المكاتب والمجالس التي تم ويتم انشاؤها تابعة لأجندة خارجية واقليمية ولا تمت للعمل السياسي الوطني الذي يخدم اليمن وشعبها بأي صلة.
وتطرق رئيس المؤتمر الى سوء إدارة الأمم المتحدة للأزمة اليمنية، من خلال المفاوضات التي ترعاها او تتبناها، وأنها هي من أطمعت هؤلاء بإنشاء تكوينات سياسية من أجل مشاركتهم في المباحثات القادمة، لأن هذا الذي صدر شيء واحد بعده سيصدر أشياء أخرى من جهات أخرى، والاعتراف هو بيمن واحد من أقصاه الى أقصاه، من حوف المهرة الى كمران ومن صعدة الى سقطرى.
خطاب رئيس المؤتمر يعتبر من أهم الوثائق التي يجب أن تؤرشف في تاريخ شعبنا، والذي أكد أن اليمن لا يمكن أن ينعم بأمن وأمان ورخاء ونهضة وتقدم إلا من خلال سلام شامل وعادل يحفظ له وحدته وسيادته وذلك لن يتحقق إلا عبر ابنائه دون أي تدخل خارجي.
|