أحمد أحمد علي الجابر ❊ - شهدت سنوات الحرب الست الماضية في اليمن تحوّلاتٍ سياسية وعسكرية واقتصادية مختلفة، غيّر بعضها من مسار الحرب ومجرياتها بشكل كامل، فيما قلَب بعضها الآخر خريطة النفوذ السياسي الإقليمي والدولي في المنطقة. بالتوازي، كانت ثمّة تحوُّلات أخرى، لا تقلّ أهمية، تُحدث أثرها بعيداً عن الأضواء، من دون أن تحظى بمقاربة موضوعية لطبيعتها وتداعياتها.
تتجلّى استثنائية الحرب اليمنية في حقائق عدة منها الخسائر الاقتصادية والاجتماعية المهولة التي تسبّبت فيها هذه الحرب، وتحديداً في ما يتعلّق بظواهر الفقر وانقطاع الرواتب والدمار الذي لحق بمكوّنات رأسمال المال، والتحوّلات السياسية والعسكرية والاقتصادية الكبرى التي تخلّلت سنواتها الست، وقادت إلى جملة متغيّرات على الساحتين الإقليمية والدولية، لن يكون من السهل تجاوز تأثيراتها في المدى المنظور.
وإذا كانت الفترة الماضية قد سجّلت جهوداً بحثية وأممية متكرّرة، هدفت في جانب منها إلى تسليط الضوء على حجم الكارثة اليمنية من بوّابة الخسائر الاقتصادية والاجتماعية، ونجحت في ذلك نوعاً ما، فإن الحديث عن التحوّلات الكبرى التي ميّزت هذه السنوات من الحرب، بقي في إطار التوثيق المباشر لمجريات المعارك العسكرية المهمّة، أو المتغيّرات الإقليمية والدولية ذات الصلة، من دون أن تكون هناك مقاربة موضوعية لطبيعة التحوُّلات العميقة غير المنظورة التي كانت تجري توازياً.
صحيح أن اليمن باتت، لأسباب كثيرة، محوراً لتجاذبات دولية، يعتقد البعض أنها قد تكون بداية مخاض لنظام عالمي جديد، إلا أن ذلك أدّى في المقابل إلى تحوُّل كبير في الدور الإقليمي الذي كانت تضطلع به اليمن.. إن التحوّل الأساسي في الأزمة اليمنية هو في انتهاء الدور الإقليمي الذي رافق صنّاع القرار منذ الاستقلال، إذ إن البلاد فقدت فائض السيادة الذي جعل منها دولة محورية، وجعل تأثيرها يتجاوز مكانتها الجغرافية، فهي اليوم ليست أمام احتلالات عسكرية فقط، بل أمام ولاءات مختلفة تتوزّع باتجاه ايران، تركيا، السعودية .
شكّلت اليمن محوراً لتجاذبات دولية يَعتقد البعض أنها قد تكون بداية مخاض لنظام عالمي جديد ..
ولتعلمو أن ثورة المؤتمر الشعبي العام استطاعت عبر العقود الماضية إحداث نهضة تنموية واقتصادية واجتماعية وإدارية وتعليمية وصحية وثقافية جعلت من اليمن دولة متطوّرة ورائدة في المنطقة ومؤثّرة في صناعة القرار السياسي العالمي، وان المؤتمر كان منذ بداية الحرب على اليمن مستهدفاً في مشروعه الوطني، الذي بنى اليمن الحديث بمؤسساته العريقة، ومستهدفاً في مشروعه القومي العروبي وتبنيه للقضايا العربية، ومازال صامداً ، ورغم صعوبة الظروف التي تمر بها منطقتنا، أكثر تمسكاً بمشروعه القومي العروبي، كونه السبيل الوحيد لتخليص أمتنا العربية مما تعانيه من صعوبات وتحديات.
من هاهنا نعبر عن اعتزاز المؤتمريين بما قدموه للتصدي للمؤامرة والحرب ضد اليمن حيث كانوا في مقدمة- ومازالوا المدافعين عن استقلال الوطن ووحدة أراضيه ، وبعيداً عن التضليل وعن المضلَّلين، فإن المؤتمريين وبقية التكتلات والمكونات وابناء الشعب في هذا المعترك يقفون موقفاً واحداً وسيبقون، شعباً ودولة ونظاماً سياسياً وقيادة، مخترقين الحدود المتداخلة بين التعريفات، لأنهم مستهدفون جميعاً.
فلندافع معاً، بوعينا وانتمائنا وقوتنا وقيمنا، عن اليمن والمؤتمر شعباً ودولة وجيشاً ونظاماً سياسياً وقيادة، ولنطبق حكمة الشهيد الحي الزعيم علي عبدالله صالح وصموده نبراساً، بقوله (الأمل معقود على الجميع في أن تتضافر جهودهم لإنقاذ وطن الثاني والعشرين من مايو العظيم من المآل الكارثي والمأساوي الذي وصل إليه، ليظل وطناً شامخاً موحّداً ينعم في ظله كل أبناء الشعب بالأمن والأمان والاستقرار والعدل والمساواة.. تسودهم روح الإخاء والمحبة والتكاتف) ..
لذلك لا ينساه الأعداء ولا يتسامحون، هم وذيولهم، معه، ولا يمكن أن تُغمض لهم عين أمام قوّة حقيقته الأبدية أيضاً ..
ستبقى اليمن شامخة صامدة تثبت للعالم أجمع أن أسوارها لا يمكن أن تنهار وسيبقى أبناؤها متمسكين بالثوابت الوطنية وثوابت ميثاق المؤتمر الشعبي الميثاق الوطني ..
❊ عضو اللجنة الدائمة
مسؤول شباب المؤتمر بمحافظة عمران
|