أحمد أمين باشا - * كما يبدو ان بايدن المضطرب يستعد لتلقي صفعة سياسية جديدة له عن طريق موسكو بخصوص ملف اوكرانيا وهذا مؤكد . فواشنطن ترسل البعثات العسكرية الامريكية الى قرب منطقة الصراع في دونباس في محاولة منها لتأجيج حدة الصراع وتبعث بمدمرتين حربيتين الى البحر الاسود وروسيا ترد بأن أي مساس بأراضيها سيكون ثمنه احراق اوكرانيا برمتها.. ويبدو من خلال ذلك التصعيد المتبادل ان امريكا ستتراجع كالمعتاد في اللحظات الاخيرة لانها ترى ان قضيتها الرئيسية ليست اقليم دونباس ولا اوكرانيا بل مشروع الغاز المسال المسمى بالسيل الشمالي الذي سيمتد الى المانيا هو كلمة السر في هذه التوترات بين واشنطن وموسكو .
الصفعات السابقة التي تلقاها بايدن تمثلت اولاها بملف خاشقجي الذي لم يستطع فعل شيء بخصوصه بعد الكم الهائل من التهديد والوعيد الذي اطلقه بايدن تجاه ولي عهد السعودية ولم يتحقق منها شيء . وثاني الصفعات تلقاها بايدن من ايران بخصوص العودة الى مفاوضات الملف النووي والذي اشترطت فيه ايران وبحزم إلغاء العقوبات المفروضة عليها من قبل الادارة الامريكية السابقة واذا مابدا بايدن ضعيفاً ورضخ لإيران فبالتالي فإنه بلا ادنى شك سيواجه معارضة شديدة لاي قرار بإلغاء العقوبات من قبل اسرائيل والسعودية .
صفعة آخرى تلقاها بايدن تمثلت بالاتفاق الاستراتيجي الموقع بين الصين وايران والذي سيدر على ايران ارباحاً تقدر بأكثر من تريليون دولار على مدى الثلاثين عاماً القادمة .
ولاننسى العقوبات الجديدة التي وقعتها ادارة البيت الابيض بحق الصين مما ضاعف في زيادة حدة التوتر بين البلدين على عكس التوقعات .
وأخيراً وليس آخر يجد بايدن نفسه واقعاً في مأزق انسحاب القوات الامريكية من افغانستان المزمع تنفيذه في الاسابيع القادمة والتي تعارض هذه الخطوة ابرز المؤسسات داخل امريكا وهي البنتاجون لما يمثل الانسحاب من إضعاف لنفوذ امريكا في تلك المنطقة الحساسة .
* في خلاصة الامر يبدو ان بايدن قد ورث تركة ثقيلة من سلفه ترامب محفوفة بالالغام السياسية والتي يبدو من الصعب عليه ان يتجاوزها بسهولة فهي ملفات عالمية حساسة، لايبدو ان بايدن يمتلك من العقلية ماقد يساعده على تجاوزها..
|