سليم عامر - أربعون عاماً مضت تقريباً منذ إقرار الميثاق الوطني .. تغيرت خلالها أشياء كثيرة في وعي اليمنيين ..
الميثاق الوطني وثيقة مهمة استطاعت جمع القوى السياسية المختلفة مطلع ثمانينيات القرن الماضي لكنها ليست وثيقة جامدة مقدسة، ولا يفترض بها أن تكون كذلك، بل هي (أو هكذا يفترض) وثيقة قابلة للتعديل بما يواكب المتغيرات العديدة التي مر بها الوطن وتراكُم الوعي المجتمعي اليمني خصوصاً بعد تجربة الأيديولوجيات اليسارية الماركسية واليمينية الكهنوتية بمختلف أطيافها واتجاهاتها .
الميثاق الوطني ليس قرآناً منزلاً، ولا مجهوداً فردياً جامداً ومقدساً، ككتب ماركس ولينين و ميشيل عفلق.
الميثاق الوطني وثيقة سياسية جاءت نتاج حوار وطني متنوع ومتعدد ..
كان الميثاق الوطني وثيقة جميع القوى السياسية التي شاركت في صياغته لكنه الآن لم يعد كذلك ..
الميثاق الوطني الآن ليس سوى وثيقة وطنية خاصة بحزب المؤتمر الشعبي العام ، وحتى لا يظل حبيس الادراج أو طي النسيان يجب أن تتم مراجعته وتعديله بما يتماشى مع الخط السياسي الديمقراطي للمؤتمر.. المسألة تحتاج جرأة ..
يحتاج المؤتمر ان يفصح بكل جرأة وشفافية عن خطه السياسي الوطني العلماني الذي يرفض الأيديولوجيات المستوردة والذي ينزّه الدين وينأى به عن الاستغلال السياسي من قبل تيارات الإسلام السياسي المتعددة ، وبما يكفل حماية المجتمع من الاحتيال والتطرف الذي تمارسه هذه القوى.
هذا باختصار ما يحتاجه الميثاق الوطني ليكون وثيقة ومرجعية دائمة تميّز المؤتمر الشعبي العام عن غيره من القوى السياسية ككيان سياسى وطني رائد وقابل للاستمرارية ..
|