إبراهيم الوادعي - أعلنت وزارة الداخلية السعودية انها ستفرض مع بداية شهر رمضان غرامات مالية على دخول الحرم المكي الشريف دون تصريح بواقع ألف ريال سعودي - يعادل 266 دولار- وفرض غرامه مالية باهظة على من يؤدي العمرة دون تصريح تبلغ 10 آلاف ريال سعودي - يعادل 2666 دولار امريكي..
قرار النظام السعودي يعد سابقة تاريخية اذ لم يفرض في التاريخ الإسلامي اية رسوم او غرامات على دخول المساجد تحت أي ذريعة، او دخولها بموجب تصاريح خاصة.
وبحسب وزارة الداخلية السعودية سيجري نشر المئات من الجنود على مداخل المسجد الحرام ، ومداخل مكة المكرمة وحولها ، ما يعني ان مكة المكرمة والحرم المكي سيكونان عمليا تحت حصار مشدد ، والوصول الى الكعبة المشرفة سيغدو من الصعوبة بمكان حتى لقاطني مكة المكرمة .
وفي وقت سابق أعلن ولي العهد السعودي عن عزمه تحويل الحرم المكي الى مقصد سياحي والوصول اليه ممكن لمن يملك المال وقادر على الدفع، وهذا ما قد يعطي فهما للإجراءات السعودية، فمن يستبعد غدا ان يجري فرضها بشكل ثابت كرسم دخول في اطار رفد الميزانية السعودية التي تعاني جراء تكاليف الحرب الباهظة على ليمن وصفقات التسليح المهولة للمملكة، ناهيك عن الفساد المستشري في أوساط العائلة المالكة، وشراء الولاءات داخليا وخارجيا ، وفكرة الحكام السعوديين عن الحرم المكي باعتباره معلما سياحيا يدر المال فقط.
خلال فترة 4 سنوات فقط سلبت الإدارة الامريكية برئاسة دونالد ترامب من المملكة السعودية في زيارة واحد ما يزيد عن 450 مليار دولار امريكي وعلى مدى اربع سنوات قضاها ترامب في الحكم سلب الميد من الخزينة السعودية، حتى اصبح حلب السعودية ودول الخليج إنجازه الوحيد، وفشله في باقي الملفات كالملف الصيني وملف ما سُمّيت بصفقة القرن ، والتي انتهت الى حفلات تطبيع ذابلة .
تحت ذريعة جائحة كورونا عطل النظام السعودي احد اهم الأركان الإسلامية وهو الحج، وهو منذ صعود الملك سلمان ونجله الى سدة الحكم بالتزامن مع ادارات أمريكية ضاغطة للتطبيع مع " إسرائيل "مضى بشكل متسارع في تطبيق اجندة خاصة لم يفصح عن مكنونها، حيث يجري فرض المزيد من القيود على المسلمين لزيارة الكعبة المشرفة او للحج والعمرة .
ويتخوف بعض المحللين في ان النظام السعودي وملكه ونجله قد دخلا في صفقة مشينة مقابل ابقائهما على عرش المملكة واستبعاد الأحقين بالعرش من عمومة ولي العهد ، والترويج لفكرة الديانة الغربية الجيدة المعروفة بالإبراهيمية ، والتي تروج لها الامارات لها علنا كبديل للديانة الإسلامية ، وهو مايوجب تحركا إسلاميا عاجلا لإنقاذ المسجدين المكي والنبوي .
والابراهيمية فكرة صهيونية مغايرة تماما للنهج الوهابي الذي جرى اعتماده بريطانيا بالدرجة الأولى ودعمه على مدى عقود لتدمير الإسلام من الداخل، ولم يؤت اكله بالشكل المطلوب بل ساهم في تمسك المسلمين بدينهم في مواجهة تيار النفاق الوهبي الذي ينقلب اليوم على أفكاره في بلد المنشأ بشكل فاضح.
وعودة الى الجريمة السعودية الأخيرة في حق بيت الله الحرام والمسلمين أكدت الداخلية السعودية فرض طوق أمني حول مكة المكرمة وعلى مداخلها، واخر حول الحرم المكي لضبط المخالفين بدخول المسجد الحرام دون تصاريح رسمية، مايعني ان مكة ستكون تحت حصار أمني مشدد طيلة شهر رمضان المبارك.
ويقبل المسلمون من انحاء العالم على اداء العمرة في شهر رمضان المبارك لما للشهر الفضيل من عظيم المكانة عند الله واجر مضاعف، وابتغاء نيل ليلة القدر المباركة بجوار الكعبة المشرفة.
خلال العامين الاخيرين تسارعت اجراءات النظام السعودي المضيقة على حجاج ومعتمري وزائري بيت الله الحرام تحت ذريعة مواجهة كورونا، في الوقت الذي ابقى فيه صالات المسارح والسينما والملاهي مفتوحة ، وشكلت هذه الإجراءات تتويجاً خطيراً لعمل طويل في السيطرة وصد المسلمين عن بيت الله الحرام عبر الانقلاب على تفاهم أقر مشاركة الدول الإسلامية في إدارة والاشراف على المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف إبان حكم عبد العزيز ال سعود ، وتبع ذلك فرض حصص الحج لكل بلد إسلامي وتقليلها كل عام ، والتلاعب بهذه الحصص وتوزيعها على زعامات غير إسلامية كجوائز سياسية إعطاء الزعيم المسيحي في لبنان والموالي لأسرائيل سمير جعجع 1000 تأشيرة حج مثال ، وفتح اعلاق العمرة بحسب الدول ، وصولا الى منع مواطني دول بعينها من الحج والعمرة كما فعل مع الشعب اليمني منذ ست سنوات شن فيها النظام السعودي حرباً وحصاراً جائراً على اليمن لمطالبتها بالاستقلال والحرية .
واذا ما توسعت زاوية الرؤية شمالاً باتجاه فلسطين المحتلة فإن زائري البيت الحرام وقاطني مكة المكرمة قد يضطرون معاً هذا العام في شهر رمضان للمبيت كما يفعل المقدسيون في الحرم القدسي، حيث تتشابه الإجراءات السعودية الأخيرة بحق المسجد الحرام والداخلين اليه حد التطابق مع سياسات الاحتلال الإسرائيلي والذي يمنع دخول الفلسطينيين الحرم القدسي الا بموجب تصاريح من قبله ويفرض غرامات مماثلة وحرماناً من الدخول لسنوات .
|