الميثاق نت- متابعات- صفوان القرشي: - كما هو معروف ان الدراما اليمنية موسمية بشهر رمضان المبارك, وبما يعني فرصة لتقديم عمل درامي ينال رضى المشاهدين المنتظرين لمدة عام ليروا مسلسلاً محلياً منبثقاً من ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم وفي نفس الوقت يلامس همومهم ويحاكي اوجاعهم ويناقش قضاياهم كون الاعمال الدرامية من مسلسلات وافلام ومسرحيات هي تجسيد للواقع المعيش وتأتي غالباً لتناقش قضايا ومشكلات اجتماعية واقتصادية وسياسية بغرض التعريف بها والبحث عن معالجات وحلول لها.. وكلما كان العمل الدرامي قريباً من الواقع ويحمل في مضمونه قضايا وهموماً عامة كان اكثر قابلية من المشاهدين وادركوا ان من يقفون وراءه من كتاب وممثلين ومخرجين وداعمين هم جزء منهم وليسوا بعيدين عن معاناتهم.
وفي هذا العام عرضت اربعة اعمال درامية محلية حيث يعرض على قناة السعيدة (مخلف صعيب.. وخلف الشمس) وهذه الاعمال تعالج قضايا اجتماعية مثل البطالة والخطف والتهريب والقرصنة والاغتراب بحثاً عن عمل والخلافات بين افراد الاسرة والتكاتف بين اليمنين لمواجهة الاخرين.. وبحسب نقاد فإنها اعمال لها معنى ويوجد فيها حبكة درامية واحداث متصاعدة.. الاعمال الأخرى وتعرض على قناة »يمن شباب« وهي كابتشينو، وليالي الجحملية.. ورغم المآخذ على كابتشينو والمطالبة بإيقافه كونه يحمل اساءة ونوعاً من العنصرية ضد البشرة السوداء -بحسب حقوقيين- إلا انه يطرح قضايا مثل البطالة واستغلال حاجة الشباب والتلاعب وسوق النفط السوداء.. اما بالنسبة لليالي الجحملية فقد أثار غضب شريحة واسعة من المشاهدين ونال النصيب الأوفر من النقد من قبل كتاب وصحفيين ومثقفين وحتى مواطنين عاديين، وبصورة.. عامة فقد جاء المسلسل وفق رؤية حزبية لحزب معين وحمل الكثير من الاساءة لسكان الجحملية أولاً ولمشائخ الصوفية ثانياً اضافة إلى النظام السياسي في ذلك الوقت..المسلسل لا يحمل من الجحملية وحياة سكانها الا الاسم كون المسلسل الذي تم تصويره في الاردن يحمل الكثير من المغالطات والاهم من ذلك لا يوجد قضية معينة يناقشها تتصاعد حولها الاحداث بحسب النقاد الذين اعتبروه استهدافاً لتاريخ الحارة وسكانها ولتعز من منظور حزبي بحت..
المسلسل من تأليف وسيم القرشي ومشاركة فهد القرني والمخرج العراقي فلاح الجبوري.. وهنا نستعرض بعض ردود الأفعال حول مسلسل ليالي الجحملية..
الكاتب والصحفي فكري قاسم..ليالي الهوشلية..كان له العديد من الملاحظات عن فهد القرني وعن وسيم القرشي وعن فلاح الجبوري مخرج العمل.حيث كتب
أولا : عادل امام يا فهد القرني طول عمره يمثل ويقدم اعمالا عظيمة وخالدة تلامس هموم المصريين ومحبوب عند غالبية جمهور الفرجة المصري لكن ولا مرة شفنا اسمه في تتر الفيلم او المسلسل ملحق بعبارة " فنان الشعب " وانت يا فهد ممثل عادي بلا أي مهارات ابداعية تقدم أعمالا سطحية في الغالب وكركترك في كل الشخصيات اللي جسدنها واحد وان تغيرت ملابسك ووعيك الفني تعبئة اخوانية صرفة..وحاشر انفك في السياسة مش كمواطن يمني يشوف لليمنيين كلهم بعين واحدة ولا كفنان عنده هموم في سبيل أمته ورفعة شعبه وانما كحزبي يمثل وجهة نظر جماعة بعينها وفرت له كل الامكانات وهيأت له كل الفرص لإيصال صوتها ووجهة نظرها.
ثانياً : يا دكتور وسيم القرشي بحجر الله يا أخي قلي ما قصة المسلسل ؟وحول ايش يدور بالضبط ؟ وما هو الحدث الدرامي الذي تتصاعد حوله الاحداث وتصنع الحبكة الدرامية وعنصر التشويق بالنسبة للمشاهدين؟!
واضاف: لو انت نفسك اصلاً فاهم ما هو الموضوع بالضبط يا دكتور وسيم أتحداك تنشر نص القصة المكتوبة التي ارهقت نفسك بكتابتها وارهقتنا معك بملاحقة خطوط درامية مفككة في قصة بلهاء من اساسها ومبنية على أفكار سطحية..تشتي تقول ان الجحملية حارة في تعز جسدت النعايش المجتمعي وانها نسخة مصغرة من البيت اليمني الكبير..الراس فاضي يا دكتور والجيب مليان زلط!!
ثالثاً : وانت يا اخي فلاح الجبوري قلي بحجر الله كيف لم تشوف مخرج يقولك معي مسلسل اسمه ليالي الفلوجة وترتزع قدام الشاشة لمشاهدة الفلوجة المعروفة والمألوفة ولكنك لا تجد الفلوجة ولا روحها المكانية وتجد ما يفلج قلبك وبس؟ هذا ايش يسموه مغالطة فنية.. صح؟
رابعاً: في المسلسل نجوم كبار قدراتهم الفنية عالية على اية حال ولكن ايش تعمل القدرات الابداعية لما يكون النص الدرامي من اساسه مهلنيش اصلاً؟
الصحفي شوقي اليوسفي : الجحملية حارة ابتلاها الله بعد سبعة اعوام من الحرب والشتات بعدوان فني سافر، عدوان على هيئة عمل درامي لا قتل فيه ولا ذبح لكنه يشبه محاولة سحل تاريخ من الحكايات اللذيذة..سوف نخوض هنا في تلوث درامي من العيار الثقيل ونتحدث عن حجم العفن وكمية السخافات في مسلسل ليالي الجحملية..لكني وددت اولاً لو اعرف ما الذي منع طاقم المسلسل من تصوير الاحداث في الحارة ذاتها ؟ ولماذا قفزوا الى العاصمة الاردنية عمان مع ان تعز اقرب وكان بإمكانهم أن يصوروا مسلسلهم في أزقة وشوارع الحارة ولن يعترضهم احد؟
مسلسل ليالي الجحملية تعمد تشويه حارة الجحملية، وكاتب المسلسل اعطى نفسه الحق في ان ينقل للناس صورة مشوهة عن حارة توارث الناس فيها منظومة من القيم والمبادئ فكانت على مدى التاريخ مصنعاً للرجال رغم ما كان يعتمل فيها من احداث فوضوية.
واضاف: يؤدي..فنان الكعب..فهد القرني دور الفقيه الذي ما ان يصحو الى ان ينام يتحرش بمن يلتقيهن من نساء الحارة نهاراً جهاراً واحياناً يتحرش بهن في منامه لا يفقه فهد ان دوره بالمسلسل ومشاركته في تأليفه يسيئ اليه ويضعه في مقدمة من نتهمهم بانتهاك حقوق سكان حارة يعرفون قدر انسهم ويرفضون بشكل قاطع أن تقحم حارتهم في صراع سياسي عفن..واما وسيم القرشي كاتب القصة ربما لم يحالفه الحظ في ان يعيش في الجحملية والا كان استبدل دور عبدالكريم مهدي كلص إلى دوره كأديب وشاعر او كطبيب اسنان.. انا لا اقول إن الجحملية خلت من اصحاب السوابق لكن المسلسل ركز على استحضار قبح من كتب القصة فحاول أن يبعث رسائل مستوحاة من خياله العفن..كان الاولى بوسيم القرشي وفهد القرني ان يمزجا بين صور عدة فكما جاءوا عبثاً بدور الفقيه فاقد الاخلاق كان يمكنهما ان يأتيا بشخصية مرادفة له تعكس حقيقة وجود أدباء في الحارة كانوا على قدر كبير من الادب والاتزان والشهامة.
لو كنت واحداً من طاقم فريق المسلسل ولمست خبث ثلاثي العفن وسيم وفهد والجبوري لكنت اعتذرت عن المشاركة في جريمة لن تغفر لنخبة من الممثلين قبلوا أن يشوهوا انفسهم بأدوار تهريجية وبمسلسل لا هدف له سوى النيل من تعز عبر حارة كانت ولا تزال خلاصة اليمن في الوطنية والتاريخ والحضارة.
فهد القرني اطلق على نفسه فنان الشعب لا ندري من يقصد بالشعب الذي يرى فيه فناناً يجدر بهم احترامه.. أنا واحد من هذا الشعب لكني لا أحترم فنه لأنه لم يكن فناً خالصاً وإنما عفن سياسي مقيت!.
الصحفي والناشط جميل الشجاع قال: فهد القرني ودوره المشوه لفقهاء الصوفية في مسلسل ليالي الجحملية اسقطه من تقمص فنان الشعب الى فنان الدعاية الاخوانية وسمومها الكهنوتية ليس الا.. الملاحظ من مسلسل ليالي الجحملية اولاً، انفصام تام بين ذلك المسلسل وبين اسمه الذي يحمله من حيث الحواري الممزوجة بالمدنية النقية والريف البريئ ونمط العيش المدني البعيد عن اية هوية مريضة لابناء حواري الجحملية.. ثانياً، الاخواني فهد القرني في هذا المسلسل السخيف لم يكن موفقاً في تقمص دور الفقيه الذي اراد منه او كما رسم له التشويه بفقهاء تعز بشكل عام وفقهاء الجحملية بشكل خاص الذين كانوا وما يزالون يمثلون القيم الايجابية لأخلاق الدين وقيمه وتسامحه وقبول التعايش مع الآخرين ونبذ المناطقية والطائفية ومقاومتهم للظلم والطغيان على مدى التاريخ ثم يأتي القرني يتقمص الدور المشوه لسلوك الفقهاء بالمغازلة للنساء واتخاذ الذكر والموالد للابتزاز وجني المال وذلك في مشهد عندما أتت امرأة تريد منه الدعاء وقدمت بيضيتين له فتعامل باستهتار مع الآيات القرآنية حسب المزاد فتلا لها (... النار وقودها الناس والحجارة) فردت المرأة اقلك زوجي مات واشتيك تدعي له فرد القرني باستهتار جبت لي بيضتين وايش تشتي (جنة عرضها السموات والارض اعدت للمتقين) هذه تشتي كبش ومولد فوافقت المرأة، وهذا تشويه متعمد من قبل القرني ومن رسموا الدور له لتلك الكوكبة النيرة من علماء وفقهاء تعز بشكل عام والجحملية بشكل خاص.. والظاهر ان من رسموا واعدوا ذلك المسلسل الذي اقل وصف له بالتافه وذلك الدور المهين للفنان الأخواني فهد القرني كان همهم كيف يحصدون الاموال من الداعمين دون مراعاة ادنى ابجديات صدقية المشاهد الفنية والدرامية الهادفة وهنا يثبت فهد القرني ان تقمصه اسم فنان الشعب لا يروق له ولا يستحق ذلك لان فنان الشعب هو الفنان الذي يكون طرحه الفني هادفاً ومعبراً للجمهور ومواضيع درامية معبرة وهادفة وحتى ان كانت نوعاً من الفكاهية، أما ان يأتي بدور الفقيه المراهق بعد النسوان والاستهتار بالآيات القرآنية حسب المزاد وعمل موالد مبالغ فيها وينسبها لفقهاء تعز وموالدهم، وتعز واهلها يعلمون ان فقهاء تعز والجحملية اكبر من هرطقات فهد القرني ومن رسموا له الدور حتى وهو بذلك اللقف المبتم الذي ظن انه سيزيد من بهجته الا انه زاد وضوحاً ان ذلك الدور هو من ضمن الدور الذي رسم وانه لايملك شخصية الفنان المبدع وبالتالي يتضح ان ذلك المسلسل له هدف بث سموم الفكر الاخواني الكهنوتي ولا صلة له بالعمل الدرامي.
المستشار طه الدقمي قال: تابعت كغيري مسلسل ليالي الجحملية التي تبثه قناة يمن شباب وتوقفت عن المتابعة عند الحلقة الخامسة وفي الحقيقة أنني كنت أترقب عرض مسلسل ليالي الجحملية بشغف خاصة وان موعد عرضه كان في شهر رمضان المبارك، وهو شهر ديني روحاني يولد في النفس البشرية مشاعر عاطفية مرتبطة بالماضي بشكل كبير.. الأسرة والاصدقاء والبيت القديم والحارة والشارع والمدرسة والأهل والجيران وذكريات بالغة الحميمية والخصوصية لأنها مرتبطة بالحنين للماضي المفقود سيما في هذا الزمن الذي تفرق فيه الناس، وصارت أرواحهم بعيدة حتى عن أقربائهم، وغابت عنا كثير من القيم والأخلاق والتضحية والنخوة والبساطة التي كان يملكها رجال ونساء تلك الأيام من أهلنا وناسنا أبناء الجحملية الكرام.. تلك الأسر اليمنية العريقة والأصيلة التي سكنت وعاشت واستوطنت منطقة الجحملية فصنعت تاريخاً مليئاً بفائض فلكلوري اجتماعي وإنساني بالغ الروعة والجمال.. نعم يا وسيم ويا جبوري ويا فهد القرني لا أدري هل تعمدتم وسعيتم لهذا السقوط المدوي الذي وقعتم فيه وبإصرار غريب وعجيب على الفشل.. فلا يوجد نص درامي مترابط تتصاعد فيه الأحداث ولم نلمس مطلقاً أي حبكة درامية ولا تشويق ولا تصوير واقعي لشخصيات أبناء الجحملية!
|