راسل القرشي -
هلَّ علينا شهر مضان الكريم .. شهر البر والإحسان شهر اختصه الله سبحانه وتعالى بفضائله ومكارمه على عباده ، وفتح معه ابواب السماء رحمة ومغفرة لتقرب العبد إلى ربه بالِطاعات وفعل الخيرات.
رمضان هو هبة ربانية لأهل الأرض من بني البشر تحيي في انفسهم صفات الإنسانية وتقوي لديهم روابط الألفة والرحمة التي ينبغي أن يكونوا عليها في كل الأيام والليالي .. وهذا هو كنه الوجود والطريق إلى إعلاء قيم ومبادئ الأخلاق التي تقربنا إلى الله أكثر .. فديننا هو دين الأخلاق في المقام الأول وهو دين التعايش والمحبة والسلام مع جميع بني البشر بمختلف عقائدهم وتوجهاتهم الدينية.. ومن هنا ينبغي على الجميع أن يدرك ان الله هو المحبة وهو الحق والخير والعدل وهو السلام .. خلق الإنسان ليعمر الأرض لا ليدمرها .. وليؤسس عليها حياة يطمئن بها خلقه وعباده.
شهر رمضان يمثل لنا شهراً ربانياً لإصلاح النفس وتغييرها نحو الأفضل وإرساء قيمه وتعاليمه ليس في رمضان فحسب وإنما في كل أيام العام.
إننا اليوم ونحن نعيش هذه الأجواء الروحانية ينبغي علينا أن نتذكر أن هناك الكثير ممن يعيشون بيننا هم بأمس الحاجة إلى الالتفات إليهم ومساعدتهم بكل ما يغنيهم ويعينهم على صيام رمضان دون تعب أو ألم.
الكثير من اليمنيين يعيشون في ظروف قاهرة منذ أكثر من ست سنوات ولا يجدون ابسط مقومات الحياة التي تحفظ لهم إنسانيتهم .. وينبغي هنا على الحكومة وجميع الخيرين أن ينظروا إليهم بعين الرحمة ، وبالذات اولئك الذين نحسبهم أغنياء من التعفف ..، وهم أولى الناس لمن يمد لهم يد العون والمساعدة.
ولتكن القاعدة الرئيسية في هذا التوجه المحافظة على كرامة الإنسان والابتعاد عن المن والأذى ..، وعن كل اشكال الدعاية الإعلامية .. كون الدعاية ليس مكانها تقديم المساعدات للأسر الفقيرة ولا تصوير طفل أو امرأة أو رجل يذرفون الدموع التي قد تكون دموع الشعور بالذل.
ومع هذه الأيام الفضيلة لشهر رمضان نسأل الله العلي القدير أن يرشدنا بحكمته لا بحكمتنا .. ويدلنا على ما يشاء لا على ما نشاء
ربنا أنت صاحب الأمر ونحن ليس لنا من الأمر شيء.
| 
شهر البر والإحسان