الميثاق نت: - مازال المبعوث الأمريكي الخاص باليمن تيموثي ليندركينغ يدور في نفس الحلقة المفرغة التي لا تعني اليمنيين في شيء .. والبعيدة كل البعد عما يهم الشأن الوطني وفي مقدمتها وقف العدوان ورفع الحصار ،والبدء الجاد والمسئول بحوار بين القوى اليمنية من جهة وبينها وبين النظام السعودي كطرف رئيسي في هذا العدوان الذي شنته منذ اكثر من ستة أعوام.
يحاول هذا المبعوث في كل تحركاته وتصريحاته تمرير المخطط العام الذي من اجله شنوا هذا العدوان على اليمن واليمنيين ، والتسويق لمشاريع غير موضوعية مثل تقاسم النفوذ والسيطرة على المواقع الاستراتيجية اليمنية المهمة كجزيرتي ميون وسقطرى وغيرهما من المواقع الأخرى التي لا يمكن لليمنيين القبول بالتخلي عنها أو السماح باحتلالها والسيطرة عليها من أي قوة كانت.
منذ ست سنوات واليمنيون يواجهون هذا العدوان بكل قوة وثبات واصرار وصبر وتحدٍ من أجل الحفاظ على وحدة واستقلال وسيادة الوطن ، والتخلص من كل صور واشكال الوصاية الخارجية أياً كان نوعها ومن أي بلد كان.
قالها الشعب اليمني منذ البداية لا للتبعية والعمالة والارتهان.. لا للوصاية الخارجية والمساومة على القضايا الوطنية.. لا للخنوع والاستسلام ..، وبعد كل هذه السنوات من المقاومة والصمود وسقوط عشرات الآلاف من المدنيين اليمنيين وفي مقدمتهم الأطفال والنساء وغيرهم من شهداء الجيش اليمني واللجان الشعبية الذين سقطوا في كل جبهات الشرف والبطولة لا يمكن للقوى الوطنية أن تقبل بتمرير أهداف العدوان التي عجز عن تحقيقها عسكرياً ، كون القبول بذلك لا يعني سوى خيانة دماء كل من سقطوا في جبهات الدفاع الوطني وكل المدنيين الذين استهدفهم العدوان بصواريخه الإجرامية.
كما أن محاولة المبعوث الأمريكي الإيحاء بأن هناك علاقة بين الملف النووي الايراني والعدوان على اليمن لا يعدو عن كونه فهماً خاطئاً لطبيعة الأمور وقفزاً على الحقيقة.
أين هي إيران من اليمن وأين النظام السعودي من إيران ..؟! ، وحتى متى سيظل نظام آل سعود وحلفاؤه الكبار وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية يستمرون بمحاربة إيران في اليمن.. وما شأن اليمنيين بالملف النووي الإيراني ليتم ربط العدوان على اليمن بهذا الملف؟!
قرار اليمن في صنعاء وليس في إيران وحتى لو أن إيران اشترطت أو ربطت حل ملفها النووي بالقضية الإيرانية فاليمنيون لن يقبلوا الا بوقف العدوان ورفع الحصار ، وعلى المبعوث الأمريكي إن كان يريد ان يكفّر عن مشاركة بلاده ودعمه اللامحدود لدول العدوان عليه أن يعلن موقفاً صريحاً لوقف العدوان ورفع الحصار والبدء بمفاوضات جادة تحقق الأمن والاستقرار ليس لليمن فحسب وإنما للنظام السعودي والمنطقة عموماً.
الملف النووي واللعبة مع إيران يجب ان تحلها الولايات المتحدة والدول الغربية مع إيران ولا علاقة لليمن واليمنيين بذلك ، وفيما يخص العدوان على اليمن يجب التفاهم حوله مع القوى الوطنية الحقيقية التي واجهت هذا العدوان في اليمن.
كما يجب على القوى الإقليمية ودول المنطقة -وفي مقدمتها النظامان السعودي والإماراتي- التي تشن هذا العدوان للعام السابع على التوالي أن لا تظهر نفسها كوسيط فهي جزء من المشكلة وينبغي ان يكون هناك حوار حقيقي معها وخاصة الجارة الكبرى التي تقود هذا العدوان ، وتاريخها العدواني مع اليمن معروف ولا يحتاج إلى توضيح وشرح..
ومن هنا نقول إن أي محاولة لتحقيق الأجندة التي لم تتحقق عسكرياً لا يمكن ان تتحقق سياسياً ، وإن ظلت محاولات المبعوث الأمريكي تدور في نفس الدائرة فعلى الولايات المتحدة أن تبحث لها عن مكان آخر تواصل فيه لعبتها المكشوفة والمفضوحة.. كون اليمن ليست المكان المناسب للعبتها القذرة.
|