الميثاق نت -

الثلاثاء, 27-أبريل-2021
حاوره‮/‬جمال‮ ‬الورد -
قال مستشار وزارة الثقافة وعميد الفنانين اليمنيين الأستاذ علي مقبل الصارم الكوكباني إن ما يحتاجه الوطن في هذه الفترة هو التسامح والتسامي فوق كل الجراح لإعادة اللحمة الوطنية لهذا الشعب، والمحافظة على ما تبقى من النسيج الاجتماعي الذي تميز بالتعايش والقبول بالآخر‮ ‬في‮ ‬مختلف‮ ‬الفترات‮ ‬التاريخية‮.‬

ودعا الكوكباني الأحزاب والتنظيمات السياسية للتخلي عن المفهوم السلبي المتمثل في " انا وبعدي الطوفان" فاليمن وشعبه يستحق من الجميع تقديم التنازلات من اجل تحقيق السلام وضمان وحدة الوطن وسيادته والحياة الكريمة لهذا الشعب.

واضاف الفنان علي مقبل الكوكباني في حوار مع الـ»الميثاق«: إن الدراما اليمنية تعاني من عوائق عدة، من أهمها غياب النص الدرامي المتميز، وقلة الأجور التي يتقاضاها الفنان اليمني مقابل الأعمال والأدوار التي يقدمها، كما تناول اللقاء وضع الدراما اليمنية ومستقبلها وغيرها‮ ‬من‮ ‬القضايا‮ ‬الفنية‮ ‬وغيرها‮ ‬من‮ ‬القضايا‮ ‬الفنية‮ ‬تجدونها‮ ‬في‮ ‬طيات‮ ‬الحوار‮ ‬التالي‮ :‬



‮* ‬أثر‮ ‬الصراع‮ ‬الدائر‮ ‬في‮ ‬بلادنا،‮ ‬والعدوان‮ ‬الخارجي‮ ‬بصورة‮ ‬مباشرة‮ ‬على‮ ‬حياة‮ ‬المواطن‮ ‬اليمني‮ ‬والنسيج‮ ‬المجتمعي‮ ‬بشكل‮ ‬عام،‮ ‬ما‮ ‬السبيل‮ ‬برأيك‮ ‬لإعادة‮ ‬اللحمة‮ ‬الوطنية؟

- لابد من التسامي فوق كل الجراح فنحن أبناء وطن واحد، وتناسي أحقاد الماضي ومآسيه، الكل ناله من الحزن والألم والوجع، وليس لنا إلا أن نتسامح، ونتعاون فيما بيننا للحفاظ على وطننا، وما تبقى من اواصر المحبة والقبول بالآخر، ونبني عليها، العالم لا يهمه شأن هذا الوطن او ذاك، ولا يهتم بأوجاع هذا الشعب او غيره، فما يهم العالم فقط مصالحه، حتى وان كانت على دماء وانات شعوب أخرى، ولذلك علينا ان نلتفت لما فيه صلاحنا وصلاح شعبنا ووطننا، وننسى ما بيننا من خلافات حتى نحفظ بلادنا ونجبر الضرر لبعضنا البعض لنبقى وتبقى بلادنا، ونصل‮ ‬معاً‮ ‬وسوياً‮ ‬الى‮ ‬المستقبل‮ ‬المنشود‮.‬



‮* ‬ما‮ ‬زالت‮ ‬الأحزاب‮ ‬والنخب‮ ‬السياسية‮ ‬حبيسة‮ ‬لصراعها‮ ‬الماضي‮ ‬والأحقاد،‮ ‬ما‮ ‬رسالتك‮ ‬لتلك‮ ‬النخب؟

- رسالتي لكل الأحزاب والتنظيمات السياسية بمختلف مشاربها وتوجهاتها الفكرية أن تفتح أبواب الحوار الجاد والمخلص بروح وطنية صادقة متجردة من كل المصالح الأنانية والشخصية والحزبية، وأن تعمل بكل اخلاص وعقل للالتقاء على طاولة واحدة تطرح فيها كل الأفكار والرؤى ويتم التحاور وفقها وعلى ما هو مختلف عليها بشفافية وانفتاح وتقديم مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية، ففي النهاية الحوار هو المخرج الوحيد لما نحن فيه وتقبل الرأي والرأي الآخر لكي يصل الجميع الى نقطة اتفاق تتضمن مصلحة الوطن وسيادته ووحدته، وتضمن الخروج من هذه الحرب‮ ‬الضالمة‮ ‬التي‮ ‬اكلت‮ ‬الاخضر‮ ‬واليابس‮ ‬ومزقت‮ ‬نسيجنا‮ ‬الاجتماعي‮.‬

كما أن من الضروري على النخب السياسية والأحزاب والتنظيمات أن تتخلى عن المفهوم السلبي المتمثل في " انا ومن بعدي الطوفان" فهذه الكلمة (انا) طردت إبليس من الجنة وكل مشكلة ولها حل اذا صلحت النوايا، فالوطن أنا وأنت وليس إما أنا أو أنت.

ولهذا على كل المكونات السياسية والحزبية ان تتخلى عن تطرفها والبحث عن مصالحها الانانية وتبحث عن الحلول التي لا تطرف فيها ولا تعصب،وأن ترفض تجار الحروب الذين لا يهمهم الا مصالحهم على حساب دماء واشلاء الضحايا من ابناء هذا الشعب الصبور.



‮* ‬دعا‮ ‬حزب‮ ‬المؤتمر‮ ‬مؤخراً‮ ‬لتجاوز‮ ‬اخطاء‮ ‬الماضي‮ ‬واحقاده،‮ ‬وضرورة‮ ‬التسامي‮ ‬فوق‮ ‬الجراح‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬الوطن‮.. ‬ما‮ ‬تقييمك‮ ‬لذلك؟

- الحقيقة التي لابد أن يعيها الجميع هي أن المؤتمر سيظل دوماً صمام الأمان الذي يتكئ عليه الشعب ويراهن عليه، وسيبقى التنظيم الشعبي الوسطي المعتدل الذي جاء من الشعب والى الشعب، والذي يضم الملايين من خيرة ابناء هذا الشعب المستنير الذي صاغ ميثاقه الوطني بعقلية يمانية‮ ‬ثورية‮ ‬وحدوية،‮ ‬اتفقت‮ ‬على‮ ‬صيغته‮ ‬مختلف‮ ‬الفئات‮ ‬الوطنية‮ ‬من‮ ‬علماء‮ ‬وادباء‮ ‬ومناضلين‮ ‬وسيظل‮ ‬الميثاق‮ ‬مشروع‮ ‬اليمانيين‮ ‬المتوهج‮ ‬بكل‮ ‬خير‮ ‬للجميع‮ ‬

وما دعوة المؤتمر الشعبي العام لتناسي أحقاد الماضي إلا دليل واضح على وسطية هذا الحزب وتساميه فوق الجراح، ورغبته الصادقة في السلام والوصول إلى بر الأمان بعيدً عن الصراعات والحروب والثارات والانتقامات، فهي دعوة العقلاء الذين يقدمون مصلحة الوطن والشعب على المصالح‮ ‬الذاتية‮ ‬والحزبية‮ ‬الضيقة‮.‬



‮* ‬بإعتبارك‮ ‬عميداً‮ ‬للفنانين‮ ‬اليمنيين،‮ ‬وعلماً‮ ‬كبيراً‮ ‬في‮ ‬الدراما‮ ‬اليمنية،‮ ‬ما‮ ‬تقييمك‮ ‬للحال‮ ‬الذي‮ ‬وصلت‮ ‬الحياة‮ ‬الفنية‮ ‬في‮ ‬اليمن؟

- الدراما اليمنية في الحاضر تأثرت تأثراً كبيراً بالاوضاع المأساوية التي يعاني منها كل مواطن على مستوى الوطن اليمني الكبير بسبب الحرب الظالمة والعدوان الغاشم على وطننا وشعبنا ممن لا يريدون الخير لوطننا ويحملون الحقد الكبير على هذا الشعب وتاريخه وحضارته وموروثه الفكري والثقافي، ولكن وبرغم ما نعانيه ويعانيه الوطن، فهناك بارقة أمل لإنعاش الدراما اليمنية واعادة دورها في نشر ثقافة المجتمع وتناول تاريخنا وحركتنا الوطنية ومعالجة كل مشاكلنا الاجتماعية، فالدراما على مستوى المسرح والوسائل الاعلامية الاخرى مهمة جدا واملنا‮ ‬في‮ ‬الجهات‮ ‬المسئولة‮ ‬ان‮ ‬تهتم‮ ‬بهذا‮ ‬الجانب‮.‬



‮* ‬هناك‮ ‬حالة‮ ‬من‮ ‬التذمر‮ ‬في‮ ‬اوساط‮ ‬المجتمع‮ ‬لهزالة‮ ‬الدراما‮ ‬اليمنية‮ ‬والأعمال‮ ‬الفنية‮ ‬الحالة،‮ ‬برأيك‮ ‬ما‮ ‬الذي‮ ‬ينقص‮ ‬الدراما‮ ‬اليمنية؟

- من حق شعبنا أن يتذمر لما اصاب أعمالنا الدرامية والفنية بمختلف انواعها من الاحباط، فهو يريد ان يشاهد أعمالاً جادة تعالج مشاكلها الاجتماعية من كل الجوانب وتتناول تاريخه المشرق في الماضي والحاضر والمستقبل بشفافية وبدون تزييف، فالتاريخ أمانة واذا اردنا دراما صادقة وواعية، فعلينا ان نفتح الابواب للكُتاب المستنيرين والمعتدلين ذوي الفكر والأمانة الأدبية والاقتدار الفني، وتحتضن انتاجهم الأدبي والدرامي الذي يقومون بتأليفه بأمانة وصدق وإنصاف، وروح يمنية ثورية سبتمبرية وحدوية، ونقوم بإنتاج الاعمال الجادة وتحويلها إلى دراما حقيقية تواكب الدراما العربية، فلدينا تاريخ غني وخصب اذا صلحت النوايا، ولابد أن ندرك أنه من جد وجد ومن زرع حصد ومن سار على الدرب وصل، وحتماً إذا ما توافرت المقومات من قصة وسيناريو ودعم وتشجيع سوف تصل الدراما اليمنية إلى المستوى المطلوب والمنافس بلا شك‮.‬



‮*‬ما‮ ‬أبرز‮ ‬المعوقات‮ ‬أمام‮ ‬الفنان‮ ‬اليمني‮ ‬بشكل‮ ‬عام؟

- بلا شك أن هناك معوقات كثيرة، واهمها ما يعانيه الفنان اليمني من صعوبات معيشية أثقلت كاهله وضيقت الحياة من حوله، بالإضافة إلى تدني مايتقاضاه من أجر "بخس" لا يرقى الى مايقدمه من أعمال وأدوار، وكل ذلك جعل الفنان اليمني يعاني الأمرَّين سواءً الفنان الدرامي أو‮ ‬الموسيقي‮ ‬أو‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬ينتمي‮ ‬الى‮ ‬مهنة‮ ‬الفن‮ ‬بمختلف‮ ‬انواعه‮ ‬ولكن‮ ‬هذا‮ ‬واقعنا‮ ‬الذي‮ ‬نرجو‮ ‬أن‮ ‬يتغير‮ ‬للأفضل‮ ‬بإذن‮ ‬الله‮.‬



‮* ‬كلمة‮ ‬أخيرة‮ ‬تود‮ ‬قولها؟

‮- ‬كلمتي‮ ‬الأخيرة‮ ‬أرجو‮ ‬ان‮ ‬أرى‮ ‬حركة‮ ‬فنية‮ ‬جادة‮ ‬متطورة‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬جوانب‮ ‬حياتنا‮ ‬الثقافية‮ ‬وغيرها،‮ ‬وان‮ ‬ارى‮ ‬الجهات‮ ‬المسؤولة‮ ‬تكرس‮ ‬جهودها‮ ‬وترصد‮ ‬جزءاً‮ ‬من‮ ‬اعتماداتها‮ ‬وميزانيتها‮ ‬المالية‮ ‬لإنعاش‮ ‬الحركة‮ ‬الفنية‮.‬

وأسأل الله حسن الختام وأن يرحم كل من فقدناهم وغادروا دنيانا الفانية، وأدعوه ان يتحقق الامن والامان والسلام والاستقرار لوطننا الغالي، وان يوحد صفوف اليمانيين على كلمة سواء.. حمى الله شعبنا من كل مكروه وحفظ اليمن ووحدته من شرور التآمر ومخططات التمزيق التي يراد‮ ‬لها‮ ‬أن‮ ‬تكون‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬البلد‮ ‬الطيب‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 06:54 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60495.htm