الميثاق نت -

الثلاثاء, 04-مايو-2021
الميثاق نت - جمال الورد: -
«نقص الأوكسجين»، في المستشفيات، بالإضافة لعدم وجود كراسي رقود، وعدم القدرة المالية لأغلب الأسر شراء إسطوانة أوكسجين لمرضاهم، على تسبب في وفاة البعض أو حمَّل أسرهم وذويهم مبالغ مالية طائلة للحصول على خدمة طبية توفر لهم أجهزة تنفس صناعية مساعدة، خصوصاً في ظل‮ ‬الازدياد‮ ‬المتسارع‮ ‬للحاجة‮ ‬لهذه‮ ‬الخدمة‮ ‬جراء‮ ‬تفاقم‮ ‬أمراض‮ ‬الجهاز‮ ‬التنفسي‮ ‬والإصابات‮ ‬بفيروس‮ ‬كورونا‮.‬

ومع تزايد حالات الطلب عليه خلال الأيام الماضية، يتعرض المواطنون لحالات كثيرة من الابتزاز والاستغلال الذي يقوم به بعض التجار الذين رفعوا قيمة الإسطوانات، أو محلات التعبئة التي ضاعفت أسعار تعبئة الأوكسجين ثلاثة أضعاف عما كان عليه قبل أشهر، ولم يجد العديد من المرضى‮ ‬أسطوانات‮ ‬الأوكسجين،‮ ‬ما‮ ‬جعل‮ ‬حياتهم‮ ‬مهددة‮ ‬وفي‮ ‬خطر،‮ ‬حتى‮ ‬أن‮ ‬البعض‮ ‬منهم‮ ‬توفي‮ ‬في‮ ‬رحلة‮ ‬البحث‮ ‬عن‮ ‬إسطوانة‮ ‬هنا‮ ‬أو‮ ‬هناك‮.‬



بصيص‮ ‬أمل‮ ..‬

مازالت‮ ‬الدنيا‮ ‬بخير،‮ ‬ومازالت‮ ‬هناك‮ ‬همم‮ ‬ومبادرات‮ ‬إنسانية‮ ‬تسعى‮ ‬لتخفيف‮ ‬الضغط‮ ‬على‮ ‬المرضى‮ ‬والمحتاجين‮ ‬وفق‮ ‬الإمكانات‮ ‬المتاحة،‮ ‬وإن‮ ‬كانت‮ ‬بسيطة‮.‬

صحيفة »الميثاق« قامت بالنزول الميداني إلى مركز الاوكسجين للاعارة الطارئة، التابع لجمعية التحرير التنموية، والذي تم تدشينه يوم 27 مارس 2021، بحضور رئيس لجنة الشئون الاجتماعية بمحلي أمانة العاصمة حمود النقيب، ووكيل أمانة العاصمة عبداللطيف العمري ومدير مكتب الصحة‮ ‬بالأمانة‮ ‬الدكتور‮ ‬مطهر‮ ‬المروني‮ ‬ومدير‮ ‬مستشفي‮ ‬الكويت‮ ‬الجامعي‮ ‬الدكتور‮ ‬أمين‮ ‬الجنيد،‮ ‬ليبدأ‮ ‬المركز‮ ‬نشاطه‮ ‬المجتمعي‮ ‬المتميز‮ ‬رغم‮ ‬الإمكانات‮ ‬الضئيلة‮ ‬إلا‮ ‬أنه‮ ‬يمثل‮ ‬بصيص‮ ‬أمل‮ ‬لكثير‮ ‬من‮ ‬المرضى‮ ‬والمحتاجين‮.‬
حاورت »الميثاق« مدير المركز، الأستاذ. جميل المسوري، الذي تحدث عن خطوات إنشائه منذ كان مجرد فكرة، وصولاً لما هو عليه اليوم، كذلك عن احتياجاته أبرز المعوقات التي تواجهه.. تجدونها في الحوار التالي:

‮< ‬لاشك‮ ‬أن‮ ‬العدوان‮ ‬أثر‮ ‬كثيراً‮ ‬على‮ ‬شتى‮ ‬مناحي‮ ‬الحياة،‮ ‬كيف‮ ‬تقيمون‮ ‬ذلك؟
- بالتأكيد أن العدوان السعودي أثر على حياة المواطن اليمني بشكل عام، ودمر البلاد وبنيتها التحتية الطبية والخدمية والاقتصادية، ومن خلال الحصار الذي يفرضه على اليمن زادت المعاناة خصوصاً للمرضى الذين يحتاجون للسفر، أو لأولئك الذين يحتاجون رعاية طبية خاصة، ولكن نقص المواد الطبية جراء العدوان والحصار فاقم من مأساتهم ومعاناتهم، بالإضافة إلى تدهور الوضع المالي للمواطن اليمني خصوصاً الموظفين جراء انقطاع صرف المرتبات وغلاء الاسعار، كل تلك الأمور تسبب بها العدوان بلا شك، ولعل ما ذكرناه يعد نقطة في بحر الفظائع التي خلفها‮ ‬وما‮ ‬زال‮ ‬العدوان‮ ‬الغاشم‮ ‬على‮ ‬بلادنا‮.‬

‮< ‬كيف‮ ‬جاءت‮ ‬فكرة‮ ‬انشاء‮ ‬مركز‮ ‬الاوكسجين؟
- في الحقيقة فكرة انشاء المركز بدأت بها رئيسة مركز العلفي للأمومة والطفولة د. ألطاف ضيف الله، حيث تبرعت باسطوانتين "أوكسجين" قبل عام ونصف للجمعية، وقامت الجمعية وفاعلو الخير بشراء عدد من الإسطوانات ليصبح عددها 10 حتى بداية ديسمبر 2020، حيث كنا في البداية نقدم خدمة الاعارة للمحتاجين من مقر الجمعية خلال العام المنصرم، وفي بداية العام 2021 قمنا بالتشاور والمبادرة من أجل تجهيز مركزالاوكسجين للإعارة الطارئة، والذي تكفلت به في بداية الأمر اللجنة الفرعية (14 -ب) بمديرية التحرير، وكذلك دعم وتشجيع ومشاركة رئيس واعضاء الجمعية وفاعلي الخير، الذين تضافرت كل جهودهم من أجل التبرع واستئجار مقر للمركز وتجهيزه وتشطيبه وتأثيثه وشراء مستلزماته المكتبية وكذلك المستلزمات الطبية الخاصة بالاعارة من الاسطوانات والكراسي المتحركة والعكاكيز وغيرها.
ولك أن تتصور أن الفكرة بدأت باسطوانتين، ثم تم شراء بعض الإسطوانات من قبل الجمعية وفاعلي الخير، وبدأ المركز عمله بـ 10 إسطوانات، ولله الحمد اليوم يمتلك المركز في حدود 60 إسطوانة مختلفة الأحجام ( 10 ، 15 ، 20 ، 40 لتراً) بالإضافة لعدد من الكراسي المتحركة، وكراسي‮ ‬الحمام‮ ‬الخاصة‮ ‬بالمرضى‮ ‬المقعدين،‮ ‬ومشايات‮ ‬ومجموعة‮ ‬من‮ ‬العكازات،‮ ‬فهناك‮ ‬مبادرة‮ ‬من‮ ‬بعض‮ ‬المرضى‮ ‬ونقدم‮ ‬لهم‮ ‬عبر‮ ‬صحيفتكم‮ ‬الشكر‮ ‬والتقدير‮.‬

‮< ‬كم‮ ‬عدد‮ ‬المستفيدين‮ ‬من‮ ‬هذا‮ ‬المركز،‮ ‬وما‮ ‬آلية‮ ‬العمل‮ ‬فيه؟
- آلية العمل في المركز تقوم على إعارة أي شيء طبي يستفيد منه المريض ويكون قابلاً للاعارة، فما على المستعير سوى الحضور للمركز وتقديم البيانات المطلوبة والمحددة في استمارة الاعارة وتقديم التأمين الخاص بالاعارة المطلوبة واخذ سند تأمين بذلك سواء أكان نقدياً أو عينياً، ونحن تقوم بتحريز الرهن العيني برقم السند ورقم الاستمارة وتوقيع صاحب الاعارة، من ثم نقوم بتصوير الشيء المعار (إسطوانة أو منظم اوغيرها) وكذلك نقوم بتصوير الرهن العيني المقدم ونقوم بتقديم خدمات المركز بالمجان، ولله الحمد يستفيد من المركز الكثير من المرضى‮ ‬خصوصاً‮ ‬أولئك‮ ‬الذين‮ ‬لا‮ ‬يستطيعون‮ ‬تحمل‮ ‬تكاليف‮ ‬المستشفيات‮ ‬أو‮ ‬شراء‮ ‬أجهزة‮ ‬التنفس‮ ‬الاصطناعي‮.‬
وبحمد الله، وبرغم هذه الفترة الوجيزة منذ تدشين المركز رسمياً، بلغت عدد الإعارات وفق السجل الرسمي للإعارات إلى 154 إعارة، منها 29 إعارة في شهر فبراير - أي أثناء فترة تجهيز المركز وتشطيبة- وكذلك 43 إعارة في شهر مارس، و82 إعارة خلال شهر إبريل الحالي، وهذا يدل‮ ‬على‮ ‬عدد‮ ‬المستفيدين‮ ‬من‮ ‬المركز‮ ‬وكذلك‮ ‬الطلبات‮ ‬المتزايدة‮ ‬للخدمات‮ ‬المجانية‮ ‬التي‮ ‬يقدمها‮ ‬للمرضى،‮ ‬خصوصاً‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬تفشي‮ ‬الأمراض‮ ‬التنفسية،‮ ‬ولعل‮ ‬الزيادة‮ ‬في‮ ‬شهر‮ ‬إبريل‮ ‬لطالبي‮ ‬الإعارة‮ ‬خير‮ ‬دليل‮ ‬على‮ ‬ذلك‮.‬

‮< ‬ما‮ ‬العراقيل‮ ‬والصعوبات‮ ‬التي‮ ‬تواجهونها؟
- في الواقع هناك جملة من العراقيل لعل أهمها، عدم وعي المجتمع أو أهل المريض بالاحتياج الفعلي للمرض، فهناك من يكون لديه إسطوانة أو إثنتين أو ثلاث، ويأتي ليستعير وهذا ناتج عن عدم وعي أو لنقل خوف وهلع على مريضهم، وبهذا الشكل يتعرض المركز لضغط المرضى وقد يصل إلى مرحلة عدم قدرته على تقديم إسطوانة لحالات طارئة وضرورية جراء هذا التكديس الذي يقوم به البعض، ولذلك نحن نقول تعاونوا معنا، ولنتفهم جميعنا ماذا يحتاج المرض، وكم الكمية التي يحتاجها، فإسطوانة بحجم كبير تكفي بدلاً من أخذ عدد من الإسطوانات، فهذا قد يستبب في حرمان‮ ‬أناس‮ ‬محتاجين‮ ‬ومرضى‮ ‬منهكين‮.‬
بالإضافة إلى أن ما نواجهه هو ارتفاع قيمة الإسطوانات خصوصاً في ظل الإقبال عليها خلال هذه الفترة، فالحقيقة إن سعر الإسطوانة قد ارتفع بواقع 20 -30٪ عما كان عليه منذ فترة، وكذلك الغلاء والاستغلال الذي يتعرض له المريض وأيضا المراكز أثناء تعبئة الأكسجين، ورفع السعر‮ ‬لأضعاف‮ ‬عما‮ ‬كان‮ ‬عليه،‮ ‬فليس‮ ‬منطقياً‮ ‬أن‮ ‬ترتفع‮ ‬قيمة‮ ‬تعبئة‮ ‬الإسطوانة‮ ‬الكبيرة‮ ‬من‮ ‬2500‮ ‬إلى‮ ‬5000‮ ‬أو‮ ‬10000‮ ‬ريال،‮ ‬فهذا‮ ‬استغلال‮ ‬بشع‮ ‬وإجرام‮ ‬بحق‮ ‬المرضى‮ ‬والإنسانية‮ ‬بشكل‮ ‬عام‮.‬
زد على ذلك أن من ضمن الإشكاليات التي نواجهها وإن كانت قليلة في الحقيقة، أن البعض ما أن يتشافي مريضه أو يموت يتساهل في إرجاع الإسطوانة أو المستلزمات الطبية المعارة، ولولا المتابعة الحثيثة التي يقوم بها المركز لظلت لأسابيع دون إرجاع، ولكننا ولله الحمد نقوم بمتابعة‮ ‬كل‮ ‬مستعير‮ ‬ونسأله‮ ‬عن‮ ‬حالة‮ ‬مريضه‮ ‬وهل‮ ‬اكتفى‮ ‬من‮ ‬الجهاز‮ ‬المقدم‮ ‬له،‮ ‬ومتي‮ ‬يعيده‮ ‬وهكذا‮ .‬
وأكبر المعوقات عدم وجود أي دعم للمركز، فنحن نحتاج لموظف أو أثنين ونظام إلكتروني خاص بالمركز، ولكن غياب الدعم يجعلنا نعتمد على الجهود الذاتية وأحد المتطوعين الذين يساعدوني في المركز دون أي أجر، ولهذا نرجو أن نتحصل على دعم يوفر لنا المصاريف التشغيلية للمركز، وراتب موظف أو اثنين، حتى نتمكن من تلبية طلبات المحتاجين والحالات الطارئة في أي وقت، ولعل من المفارقات الرائعة أخي الكريمأنني أسكن في ذات المبنى الذي فيه المركز وهو ما يجعلني ألبي طلبات الناس حتى في ساعات متأخرة لأن هذه حالات مرضية طارئة لا تقبل أي تأخير .
‮< ‬ما‮ ‬خططكم‮ ‬المستقبلية،‮ ‬ويمَ‮ ‬تدعون‮ ‬المجتمع‮ ‬ورجال‮ ‬الأعمال‮ ‬؟
- الخطط والآمال المستقبلية كثيرة ولعل أهمها إيجاد معمل تعبئة خاص بالمركز، وإنشاء فروع متعددة في مختلف مديريات أمانة العاصمة وليس في منطقة التحرير فقط، فنحن نطمح لتقديم خدماتنا المجانية الإنسانية في عموم أمانة العاصمة.
فأهمية إيجاد معمل تعبئة خاص بالمركز تكمن في الرغبة بتقليل معاناة المرضى، خصوصاً الفقراء الذين يحتاجون لأجهزة تنفس لساعات طويلة، وهذا يكلفهم الكثير، حيث تصل تكلفة تعبئة الإسطوانات إلى حوالي 10000. ريال لكل يوم للمحتاجين الاكسجين بصورة دائمة.
وفي هذا الصدد أتوجه بدعوة رجال المال والاعمال الى الالتفات للمركز، وزيارته للاطلاع على ما يقدمه من خدمات مجتمعية وإنسانية مجانية ونوعية في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها الوطن والمواطن، خصوصاً في ظل انتَشار جائحة كورونا، فالمركز يقدم خدماته معتمداً على دعم‮ ‬فاعلي‮ ‬الخير‮.‬

‮< ‬كلمة‮ ‬أخيرة‮..‬
- نتقدم بالشكر من خلال صحيفتكم الى كل من ساهم في تجهيز المركز وقام برفده بالمال وبالمستلزمات الطبية.. وندعو وزارة الصحة وامانة العاصمة الى دعم المركز لانه يقدم خدمة ملموسة ويحتاجها الجميع بدون استثناء.

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 01:06 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60526.htm