الميثاق نت -

الثلاثاء, 04-مايو-2021
الميثاق نت - نادية صالح: -
تحقق‮ ‬المرأة‮ ‬في‮ ‬جميع‮ ‬أنحاء‮ ‬الشرق‮ ‬الأوسط‮ ‬نجاحات‮ ‬جديدة‮ ‬في‮ ‬عالم‮ ‬الأعمال‮ ‬والتجارة،‮ ‬مثل‮ ‬تأسيس‮ ‬الشركات،‮ ‬والتوسع‮ ‬في‮ ‬أسواق‮ ‬جديدة،‮ ‬وتولي‮ ‬مناصب‮ ‬عليا‮ ‬في‮ ‬المؤسسات‮.‬
لكن‮ ‬أحد‮ ‬الفروق‮ ‬المهمة‮ ‬يظل‮ ‬موجوداً‮ ‬بينهن‮ ‬وبين‮ ‬أقرانهن‮ ‬من‮ ‬الرجال،‮ ‬وهو‮ ‬فرق‮ ‬يمنع‮ ‬الكثير‮ ‬منهن‮ ‬أيضا‮ ‬من‮ ‬التقدم،‮ ‬ألا‮ ‬وهو‮ ‬الإحجام‮ ‬عن‮ ‬الإعلان‮ ‬عن‮ ‬إنجازاتهن‮.‬
وما‮ ‬يزال‮ ‬كثير‮ ‬من‮ ‬النساء‮ ‬اليمنيات‮ ‬الناجحات‮ ‬غير‮ ‬معروفات،‮ ‬ويوجهن‮ ‬اهتمامهن‮ ‬إلى‮ ‬العمل‮ ‬بدلا‮ ‬من‮ ‬الإعلان‮ ‬عن‮ ‬نجاحهن‮ ‬خلال‮ ‬المقابلات‮ ‬الإعلامية،‮ ‬والكتابة‮ ‬عبر‮ ‬مدونات‮ ‬الإنترنت،‮ ‬ومقالات‮ ‬الصحف،‮ ‬والمؤتمرات‮.‬
ويقول‮ ‬البعض‮ ‬إن‮ ‬الوقت‮ ‬قد‮ ‬حان‮ ‬لتغيير‮ ‬ذلك،‮ ‬وبالتالي‮ ‬تُظهر‮ ‬نساء‮ ‬أخريات‮ ‬أشياء‮ ‬قوية‮ ‬لتذكر‮ ‬بما‮ ‬يمكن‮ ‬للمرأة‮ ‬أن‮ ‬تنجزه‮ ‬من‮ ‬أعمال،‮ ‬حتى‮ ‬في‮ ‬المجتمعات‮ ‬العربية‮ ‬التي‮ ‬تغلب‮ ‬عليها‮ ‬سيطرة‮ ‬الذكور‮.‬
وبما أن الحال كذلك، فإن هناك عدداً من النساء اليمنيات اللاتي يظهرن كنماذج يمكن الاقتداء بها في المنطقة العربية ككل. برغم العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية التي لا تزال تفضل الرجال على النساء بوجه عام.
بهذا الصدد تقول نورية محمد- موظفة مالية تحولت إلى سيدة أعمال وصاحبة مشغل خياطة ومعرض ملبوسات في أمانة العاصمة: "أرى أن هناك الكثير من النساء اللاتي يعملن دون ظهور، لكنهن يتمتعن بقوة لا تصدق.. وأقول في نفسي، ماذا لو أنهن وضعن ما لديهن من طاقة وذكاء في عمل‮ ‬يمكن‮ ‬رؤيته‮ ‬وتطويره‮ ‬أكثر‮ ".‬
وتضيف نورية: أرى أن هناك كثيراً من النساء اليمنيات المفكرات والمبدعات في مختلف المجالات التجارية والمالية والإبداعية، يجب أن يظهرن وأن يخرجن للنور، ويتم إظهارهن بطريقة تسويقية إيجابية باعتبارهن نموذجاً يحتذى به، لنخلق مجتمعاً منتجاً ومساهماً في عملية بناء الوطن‮ ‬ورفعته‮".‬
وأردفت : "أعرف العديد من الفتيات لهن من الإمكانيات والقدرات والملكات الكثير، ولكنهن يفتقرن إلى الثقة في إحداث تغيير في حياتهن وبالتالي في مجتمعهن ككل.. وباعتقادي أن كل ما تحتاج إليه الفتاة والمرأة اليمنية هو برامج توعوية وتأهيلية وتشجيعية لزيادة الوعي بين مثل‮ ‬هؤلاء‮ ‬النساء‮ ‬والأجيال‮ ‬القادمة،‮ ‬حتى‮ ‬يتركن‮ ‬بصمات‮ ‬من‮ ‬أجلهن‮ ‬ومن‮ ‬أجل‮ ‬وطنهن‮".‬

الرؤية‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬الغير
عندما‮ ‬تكون‮ ‬هناك‮ ‬نماذج‮ ‬أمام‮ ‬النساء‮ ‬يُحتذى‮ ‬بها،‮ ‬فمن‮ ‬المحتمل‮ ‬بشكل‮ ‬أكبر‮ ‬أن‮ ‬يشجعهن‮ ‬ذلك‮ ‬على‮ ‬دخول‮ ‬قوة‮ ‬العمل،‮ ‬وجلب‮ ‬المواهب‮ ‬والمهارات‮ ‬التي‮ ‬تفيد‮ ‬الجميع،‮ ‬كما‮ ‬يقول‮ ‬بعض‮ ‬الخبراء‮.‬
كما أن النساء في اليمن والشرق الأوسط بشكل عام، في المتوسط لديهن ميل أكثر من الرجال لدخول الجامعة، لكن نسبة مشاركتهن في سوق العمل تبلغ فقط 26٪، وهي نسبة أقل بكثير من المتوسط الخاص بالدول الضعيفة الدخل، والمتوسطة الدخل، والذي يبلغ 39 ٪، وفقا للبنك الدولي. وهذه‮ ‬إشارة‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬النساء‮ ‬المؤهلات‮ ‬جيداً‮ ‬لا‮ ‬يدخلن‮ ‬سوق‮ ‬العمل‮.‬
وتقول ديما دبوس- وهي مستشارة رفيعة المستوى في شؤون الإعلام والمساواة بين الجنسين في منظمة الأمم المتحدة للتعليم والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، وتقيم في بيروت بلبنان: "إذا لم تر النساء نساء أخريات من اللاتي صنعن إنجازاً، فربما يفكرن في أن ذلك (الحصول على عمل‮) ‬ليس‮ ‬مناسباً‮ ‬لهن‮".‬
وتضيف‮: "‬يعود‮ ‬الأمر‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬بدقة‮ ‬إلى‮ ‬أننا‮ ‬لا‮ ‬نراهن‮ ‬في‮ ‬مجال‮ ‬الأعمال‮ ‬في‮ ‬قمة‮ ‬هرم‮ ‬القيادة،‮ ‬وهو‮ ‬ما‮ ‬يروج‮ ‬لفكرة‮ ‬أن‮ ‬النساء‮ ‬لا‮ ‬يستطعن‮ ‬شق‮ ‬طريقهن‮ ‬في‮ ‬مجال‮ ‬يسيطر‮ ‬عليه‮ ‬الرجال‮".‬
وتعد إقامة شبكة للعلاقات القوية أحد الأمور التي تعتقد ريما دبوس أن على المرأة العربية الناجحة أن تهتم بها لإبراز صورتها.. كما تشجع دبوس المرأة العربية على السعي نحو المناصب القيادية العليا، حتى لو كان لديها عائلة تريد الاهتمام بها، لأن ذلك سيجعل الآخرين يرون‮ ‬أن‮ ‬المرأة‮ ‬لا‮ ‬تحتاج‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬تختار‮ ‬بين‮ ‬عملها‮ ‬وعائلتها‮.‬
وتضيف‮ ‬ديما‮: "‬نجحت‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬النساء‮ ‬في‮ ‬تحقيق‮ ‬نجاح‮ ‬في‮ ‬كلا‮ ‬الأمرين‮".‬

دور‮ ‬الموجهين
ويمثل الموجهون (أو المدربون) أيضا أهمية كبيرة في نجاح عمل المرأة في الشرق الأوسط، فبينما يمكن أن يكون ذلك مفيداً في كل مكان في العالم، فإنه يمثل أهمية خاصة في أماكن تقل فيها رؤية نماذج للنساء في مواقع بارزة.
وتؤمن مجد شويكة- وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأسبق في الأردن- بقوة بأهمية وجود موجهين لمساعدة المرأة، فقد كانت مجد تقدم استشارات لطلاب المشروعات والأعمال التجارية من خلال منظمة "إنجاز" غير الحكومية التي تهتم بتقديم تعليم تطوعي، كما أنها أسست شركة‮ ‬إقليمية‮ ‬للتدريب‮ ‬تحمل‮ ‬اسم‮ "‬مشارك‮" ‬في‮ ‬2013م‮..‬
وكان‮ ‬أغلب‮ ‬عملاء‮ ‬مجد‮ ‬من‮ ‬النساء‮ ‬اللاتي‮ ‬كن،‮ ‬رغم‮ ‬المؤهلات‮ ‬الجيدة‮ ‬لديهن،‮ ‬في‮ ‬حاجة‮ ‬إلى‮ ‬مساعدة‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬بدء‮ ‬مشروعاتهن،‮ ‬والوقوف‮ ‬على‮ ‬أقدامهن‮ ‬في‮ ‬عالم‮ ‬الشركات‮ ‬التجارية،‮ ‬وذلك‮ ‬رغم‮ ‬حصولهن‮ ‬على‮ ‬مؤهلات‮ ‬جيدة‮.‬
ومع‮ ‬أن‮ ‬هناك‮ ‬عوائق‮ ‬في‮ ‬المجتمع‮ ‬بالتأكيد،‮ ‬توصلت‮ ‬مجد‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬النساء‮ ‬في‮ ‬بعض‮ ‬الأحيان‮ ‬هن‮ ‬من‮ ‬يمنعن‮ ‬أنفسهن‮ ‬من‮ ‬التقدم‮.‬
وتقول: "لقد شهدت تحديات ظهرت في طريقي، وأنا مؤمنة قوية بأن الأمر كله يتعلق بما يدور في عقولنا.. إن التحدي هو أن تثبت نفسك، لكن لا تقبل كل النساء ذلك التحدي، فهن بحاجة إلى أن يتمتعن بروح القتال الصحيحة من أجل إثبات ذاتهن، وليس هذا دائماً شيئاً يأتي بمفرده".
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 05:12 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60529.htm