د. عبدالرحمن الصعفاني - سألني صاحبي عن معنى تصفيد الشياطين (ربطهم وتقييدهم)، وحقيقته في رمضان..
فقلت له:
لي رأي في تفسير الأمر وتوجيه معناه، وهو أن التصفيد هنا (معنوي) لا حسي، وهو إشارة إلى أن الحالة الروحانية الإيمانية في رمضان تقيد تأثير الشياطين وتكبح الشهوات، وتحد من وساوس النفس وتسيطر عليها..
ولعل في وصف امرئ القيس لفرسه ما قد يفيد في إيضاح المعنى وجلائه، حيث يقول :
وقد أغتدي والطير في وُكناتها
بمنجردٍ قيد الأوابد هيكل
فقد جعل سرعة خيله المدهشة تسيطر على تلك الأوابد (الحيوانات البرية) مقيدةً لحركتها..
فالسرعة المفرطة مثلت قيدا عطّلت حركة الأوابد ومكنته من السيطرة عليها واحتوائها، فمؤكد أنه لا حبال ولا تصفيد بالفعل المادي، وإنما هو تصوير مجازي وتحقيق معنوي للسيطرة والتحكم بامتياز..
وعليه؛ فمن لم تتحقق فيه روحانية الشهر الكريم وتؤثر في وجدانه، سيظل شيطانه طليقاً يمارس حريته وتأثيره، ربما أعظم من رمضان وأشد..
فاركن يا صاحبي لاستحضار روح الإيمان، فبها وحدها تصفيد الشياطين وكبح جماحها..
|