راسل القرشي - هو واحد من رجال الدولة الفريدين الذين كانت تحتم عليهم مسؤولياتهم أن ينظروا للوطن وأبناء الشعب من منظار الإنسان البسيط غير المتعالي وغير المتعجرف وغير المتغطرس، عكس كثيرين ممن يدَّعون اليوم بأنهم رجال دولة ومناضلين وهم لا يعرفون عن المسئولية الوطنية سوى اسمها إضافة إلى أن قلوبهم مليئة بالكراهية والحقد للآخر المختلف.
عاصر عدداً من الرؤساء اليمنيين وتحمل معهم مسئولية إدارة شئون البلاد والعباد ..، لم يعتذر عن منصب أوكل إليه من منطلق الإيمان الصادق بأن المسئولية في أساسها ليست استعراض أوخطاب تعنيف وتخويف وترهيب وإنما هي تشريف وخطاب تكليف .. وقليلون من المسئولين هذه الأيام من يعكسون هذا المفهوم الكبير والواسع للمسئولية.
عمل طيلة حياته بصمت واقتدار في كل مواقع المسئولية التي تولاها منذ بداية حياته العملية كمدرس في كلية بلقيس في عدن.
إنه الأستاذ المناضل الشهيد عبدالعزيز عبدالغني القامة السامقة التي قدمت للوطن الكثير والكثير وكان لها الدور الكبير في بنائه طيلة الخمسين سنة الماضية من عمر الثورة اليمنية المباركة "سبتمبر واكتوبر"..، وهو واحد ممن اغتالتهم يد الشر والتآمر والإرهاب وهو يصلي في بيت من بيوت الله العلي العظيم في أول جمعة من شهر رجب الحرام قبل عشر سنوات من الآن.
هذا هو الشهيد عبدالعزيز عبدالغني صاحب السيرة الخالدة .. الانسان والمعلم والأب الحنون لكل أبناء اليمن، والمسؤول الذي يعي ويدرك ماذا تعني المسؤولية.
عاش عزيزاً وكبيراً يستعصي على كل لغات الحقد والكراهية ، وعلى كل أشكال التآمر ومسميات الوقيعة والدس.. وسيبقى إسمه يسطع في سماء هذا الوطن ولن يستطيع أحد محوه من الذاكرة الوطنية والإنسانية ..، ومات شهيداً من أجل اليمن، وليس من أجل السعي لمنصب زائل أو مصلحة ذاتية.
لقد مثّل استشهاد عزيز اليمن فاجعة حقيقية لليمنيين جميعاً .. حيث كان علماً من أعلام السياسة والاقتصاد ورجل دولة قلّ أن نجد مثيلاً أو شبيهاً له اليوم.
كما كان واحداً من مؤسسي المؤتمر الذين عملوا بكل الصدق والمسئولية من أجل تحديث وتجديد المؤتمر وكان لهم الدور الكبير في جعل المؤتمر الحزب الرائد على الساحة الوطنية.
رحم الله الشهيد والقامة الوطنية الشامخة عبدالعزيز عبدالغني الذي كان مثالاً وقدوة في كل ماجسده من سلوك إنساني رفيع وصفات قيادية نادرة خلال مسيرة حياته الحافلة بالنضال من أجل حرية الشعب واستقلاله ووحدته وتقدمه وازدهاره.
|