أ. معاذ أبو شمالة ❊ - قبل 73 عاماً من هذا التاريخ حلت فوق أرض فلسطين نكبة ضياع الأرض واحتلالها من قبل شذاذ الآفاق والجماعات الصهيونية الإرهابية، ففي 15/5/1948م تدنست أرضنا الطاهرة برجس المحتل الصهيوني الذي عاث منذ يومه الأول فيها قتلاً وتشريداً ولم يتورع عن قتل النساء والأطفال والشيوخ في دليل واضح على وحشيته وهمجيته وسلوكه العدواني.
إن هذا السلوك الذي لم يتغير مع الزمن فها هو المحتل وفي القرن الواحد والعشرين يقوم وعلى مرأى العالم ومسمعه بهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها الأبرياء في غزة ويطلق الرصاص نحو الصدور العارية في الضفة الغربية وسائر مدن فلسطين.
إن 73 عاماً من الاحتلال ومازالت عين المحتل على القدس ليهوّدها وعلى الأقصى ليهدمه ليعلنها عاصمة لكيانه المزعوم، لذا فإن المعركة على هوية القدس ممتدة ومتواصلة لا تهدأ، فكانت القدس منبع الثورات والانتفاضات على مدى التاريخ الفلسطيني الجهادي والثوري وفي كل مرة تفشل محاولاته وتظل القدس عصية على الانكسار وتبقى موجهة للصراع، وها نحن اليوم وبعد 73 عاماً تنطلق في فلسطين معركة سيف القدس لتعلن من جديد أن القدس والأقصى خط أحمر لا يمكن أن يقبل الشعب الفلسطيني بأي حال من الأحوال أن تهود أو تقتلع من محيطها العربي والإسلامي.
إن هذه الجولة من جولات الصراع مع هذا العدو لتعلن أن سيف القدس المسلول من غزة البطلة سيقطع يد كل من يحاول المساس بأقصانا ومقدساتنا نيابة عن الأمة وأن الشعب الفلسطيني بكل فئاته ومن خلفه الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم موحدين في دعم خيار المقاومة وأن هذه أولى خطوات النصر بإذن الله تعالى.
إن معركة سيف القدس التي انطلقت دفاعاً عن الأقصى والقدس قد فضحت وعرت كل أولئك المنبطحين الذين هرولوا نحو التطبيع مع المحتل مراهنين على أن الإدارة الأمريكية هي صاحبة القرار على أقصانا وقدسنا ولكن ولله الحمد لم يحصلوا من هذا التطبيع إلا على الخزي والعار وسيكتبهم التاريخ في صفحاته السوداء.
إن فلسطين اليوم إذ تنتفض عن بكرة أبيها لتعلن أن خيار المقاومة هو خيار الشعب الفلسطيني أجمع وأن اتفاقيات أوسلو المشؤومة قد أصبحت من الماضي وأن على أصحابها أن يراجعوا أنفسهم لأن التاريخ والشعب سيلفظهم إن لم يغيروا مواقفهم.
إن الشعب الفلسطيني وشبابه الذين ولدوا مع اتفاقيات أوسلو في الضفة الغربية تحديداً الذين راهن العدو على أنه قد غسل أدمغتهم ها هم اليوم ينتفضون ويزيلون غبار السنين العجاف ونراهم اليوم في الميدان يتوجهون بصدورهم العارية للعدو الصهيوني وجيشه دون خوف أو وجل.
إن موازين القوة العسكرية وإن كانت قد تميل لصالح العدو الصهيوني ولكن القدرة على الصمود تميل لصالح الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والإرادة الأقوى والروح المقاومة وهذه أهم مقومات النصر ومقدمته.
إن الشعوب العربية والإسلامية اليوم وفي مقدمتها الشعب اليمني إذ تقوم بواجبها تجاه القدس والأقصى وتخرج إلى الساحات والشوارع لتعرب عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه آلة القتل والعربدة الصهيونية فإنها وهي تقوم بهذا الواجب تعلن للعدو الصهيوني أنه لن يتم له الاستفراد بالشعب الفلسطيني وأن هذه الشعوب ستظل تدعم هذا الشعب ومقاومته البطلة بكل الوسائل الممكنة والمتاحة حتى النصر والتحرير، »وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ«
إن معركة سيف القدس وحدت الشعب الفلسطيني وان إيماننا بأن تحرير فلسطين لن يكتمل إلا عندما تتوحد الأمة. وما الوحدة اليمنية إلا مقدمة لمشروع الوحدة العربية الكبرى ومحاولة لجمع طاقات الشعب اليمني وصهرها في بوتقة واحدة فالواجب على كل أبناء اليمن ان يبحثوا في الحلول لمشاكلهم وسيجدونها إن شاء الله ويواجهون كل التحديات لان في ذلك تقدم الأمة ورفعتها.
إن الكيان الصهيوني يحارب كل محاولات التوحد بين شعوب المنطقة ويسعى إلى تفتيتها ليتحقق له الاستفراد بكل قطر على حده والشعار الاستعماري القديم فرّق تسد مازال قائماً، فعلى أبناء هذه الأمة الوقوف ضد هذا الخطر.
* ممثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في اليمن
|