د. علي محمد الزنم ❊ - اليوم ونحن نتحدث عن الذكرى 31 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي مرت وتمر بأحداث جسام جعلت من هذا الأنجاز الأكبر والحلم الذي كان يراود كل يمني وبعد تحقيقه بعد رحلة طويلة أمتدت لعقود من المفاوضات واللقاءات والزيارات المتبادلة بين قيادات الشطرين المتعاقبة منذ قيام الثورتين 26 سبتمبر و14 أكتوبر وبعد كل تلك الجهود والعناء والمواجهات المسلحة استقر الحال إلى أهمية إعادة تحقيق الوحدة اليمنية كضروره لايستقر الوضع إلا بها وكأستحقاق تأريخي وجغرافي وسكاني وكل مقومات التوحد متوافرة وكان ينقصها الإرادة السياسية التي كانت متأرجحة مابين متحمس للوحدة وآخر متقاعس وثالث يرى عبثية الوحدة ورابع مرتبط بأجندة خارجية هي الراعي الرسمي لعرقلة إعادة تحقيق الوحدة اليمنية،
إلى أن حدثت متغيرات دولية وأقليمية منها انهيار الاتحاد السوفييتي والصراع الخليجي مع العراق وعوامل صنعت الفرصة المناسبة لإقتناصها من قبل قيادات لاشك أنها تأريخية وصعب أن نتحدث عن الوحدة ولا نعرج على من توافرت فيهم الإرادة السياسية والتي ترجموها عملياً في الـ 22 من مايو 1990م وهما الرئيس الأسبق المرحوم علي عبدالله صالح والأستاذ المناضل علي سالم البيض وكل القيادات الوطنية في الشطرين ،
بعد ذلك توالت الأحداث ومازالت الوحدة اليمنية التي تحققت علي حين غرة كما يقال كانت محل نظر وتقييم مستمر لدى دول الخليج وتحديداً السعودية والامارات وبعد ذلك تم الاتفاق على اجهاض مشروع الوحدة اليمنية الناشئة وتم استمالة قيادات من الحزب الاشتراكي، ومن قوى أخرى للبدأ بالترتيب لافتعال الأزمات وصولاً إلى تفجير حرب صيف 94م والتي وقفت دول الخليج مجتمعةً عدا دولة قطر مع الأنفصاليين وسخرت كل إمكاناتها لإنجاز الانفصال إنفاذاً لأحقادهم ومؤامراتهم الدنيئة التي مازالت في غيها حتى يومنا هذا..
ورغم الانتصار الكبير في حرب صيف 94م ودحر قوى الأنفصال إلا أن تلك الأحداث التي دعمت خليجياً أسست لوضع وطني غير مستقر وأحقاد تنامت وغذيت ممن لاخير فيهم في الداخل والخارج ،
عموماً لا نطيل ماذكرناه الهدف منه هو تقييم واقع الوحدة اليمنية بصدق وتجرد والتي تعد مبعث فخر وإعتزاز لكل اليمنيين والعرب وعشاق وحدة الأوطان والشعوب أينما كانوا ، لكن واقع اليوم ينذر بخطورة بالغة تستهدف المشروع الوطني الوحدوي والنسيج الاجتماعي والترابط الجغرافي، باختصار تستهدف الأرض والأنسان اليمني الموحد من صعدة حتى المهرة،
وإلا ماذا تسمون عدواناً غاشماً على اليمن منذ ست سنوات كل هدفه تمزيق اليمن وتجزئته بعد أن أفشلت مشروع الأقلمة وبنفس الأدوات والرعاة الرسميين السعودية وأخواتها التي تبنت خطر الوحدة عليها أو أستدرجت إلى هذا المستنقع.. وفي حقيقة الأمر الوحدة اليمنية هي عامل استقرار لليمن والمنطقة والعالم ، وعكس ذلك يصنع وضع مضطرب في المنطقة كما هو حاصل اليوم لأن أعداء اليمن لهم قراءات أخرى وهم يسعون لمصادرة سيادة اليمن وأمنه واستقراره وتنميته وأن يكونوا هم فقط البوابه الرسمية لأي مشروع يمني يمكن إنجازه..
هذه حقيقة مرة وبالتالي اليوم نحتفل بإعلاء أصواتنا بذكرى الوحدة اليمنية المباركة ونذكر الجميع بأنها إنجاز لكل اليمنيين ولا يجب مناصبتها العداء لأن من حققها صالح والبيض أو نكايةً بهما أو بأحدهما ، يجب أن تدرك كل القوى السياسية والمكونات الفاعلة اليوم وكل أبناء الشعب اليمني أن الوحدة اليمنية يجب الحفاظ عليها بحدقات العيون ويمكن نتفاهم حول سلبيات الماضي وتصحيح مسار الوحدة اليمنية بما تكفل استيعاب كل المستجدات والتطورات التي شهدتها اليمن واستيعاب كل ذلك في مشروع وطني وتحت العنوان الرئيسي لعزة وكرامت وأمن واستقرار اليمن وهي الوحدة اليمنية المباركة التى لا تحمل في طياتها الضم والإلحاق والاستحواذ على السلطة والثروة ، وإنما أسس تحقق العدالة في كل شيء كي لايزايد عليها من يستلمون الثمن على حساب الثوابت الوطنية وفي المقدمة الوحدة اليمنية..
وختاماً.. نعم الوحدة مهمة لنا كيمنيين ويجب أن نعترف بأنها تمر بأصعب مراحلها رغم الأصوات الوحدوية التي تتعالى من قلب الجنوب وتهتف للوحدة وترفض الانفصال ، لكن ومع كل ذلك بات وطننا بحاجة إلى علاجات وإن كانت قاصية ومرة لكن من أجل سلامة الجسم اليمني الذي نحن ذراته ومكوناته وشركاء بل ومسؤولون مسؤولية تأريخية عن الحفاظ على مستقبل الأجيال المتعاقبة.
❊ عضو اللجنة الدائمة الرئيسية للمؤتمر الشعبي العام
عضو مجلس النواب
|