الميثاق نت -

الإثنين, 24-مايو-2021
احمد‮ ‬عبدالله‮ ‬المجيدي‮*‬ -
تهل‮ ‬الذكرى‮ ‬الواحدة‮ ‬والثلاثون‮ ‬للعيد‮ ‬الوطني‮ ‬للوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬وشعبنا‮ ‬اليمني‮ ‬العظيم‮ ‬يعاني‮ ‬من‮ ‬دمار‮ ‬الحرب‮ ‬المفروضة‮ ‬عليه‮ ‬منذ‮ ‬ست‮ ‬سنوات‮ ‬والتي‮ ‬مازالت‮ ‬في‮ ‬ضراوتها‮ ‬حتى‮ ‬اليوم‮ . ‬
مزقت هذه الحرب عرى الوطن اليمني واستقطعت اجزاء من ارضه وارتهنت القرار السيادي الوطني بأيدي قوى اقليمية ودولية ، ولم يعد بيد القوى الوطنية الحقيقية والغيورة على شعبنا وارضنا ما تفعله لانقاذ شعبنا من هذه المأساة التي لم نعرف لها مثيلاً في تاريخ وطننا المعاصر‮ .‬
اننا ، ونحن نحيي شعبنا اليمني العظيم بهذه المناسبة العظيمة ، يؤلمنا ان هناك من بيننا من لا يقدر عظمة ما تحقق في الثاني والعشرين من مايو 1990 م اليوم الذي رفع فيه علم اليمن الواحدبحضورالقيادتين اليمنية وجمع كبير من المناضلين والمواطنين الذين ذرفو الدموع فرحاً بتحقيق الوحدة اليمنية ورفع العلم خفاقا في دار الرئاسة في مدينة التواهي محافظة عدن ، اليوم التاريخي العظيم والخالد الذي لم يأت من فراغ بل كان بفضل نضال وتضحيات شعبنا اليمني الابي وثورتيه سبتمبر واكتوبر الخالدتين . ستظل الوحدة مكسباً يدافع عنه كل الاخيار ليس من ابناء شعبنا وانما من امتنا العربية العظيمة ايضاً، لان الوحدة هي خيار العزة والكرامة واستعادة الحقوق الضائعة.. وما يحدث في وطننا العربي اليوم من عدوان واستباحة لاجزاء عزيزة من اراضية في فلسطين وسوريا والعراق الا نتاج للوضع العربي الهش وانعدام الامن القومي العربي الواحد وتبعثر الرؤى الجامعة للمواقف العربية المشتركة مما ألب علينا القوى الاقليمية المعادية للعرب وفي مقدمتها اسرائيل، ناهيك عن الدول الكبرى الباحثة عن مصالحها على حساب بؤس وشقاء الشعوب والاوطان .
لقد كان بإمكان مشروع الوحدة اليمنية بين شطري الوطن قبل ثلاثة عقود ونيف ان يكون رافعة للوطن اليمني المتوحد الى مصاف الدولة المتقدمة بمواردها وامكاناتها المادية والبشرية بكل المواصفات التي حبا الله وطننا بها لتغدو علامة فارقة في الخارطة الجيوسياسية والديموغرافية‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮ .‬
لذلك لا يجوز اطلاقاً ان نحمل الوحدة -كمكسب عظيم حثنا عليه ديننا الاسلامي الحنيف- اخطاء الافراد والنخب السياسية من الشمال والجنوب من اساءت للوحدة وحولتها الى فرصة للانتقام من الجنوب وتجربته وجيشه منذ حرب العام 1994 م الطامة الكبرى التي كان من تداعياتها الشرخ النفسي والاجتماعي في نفوس ابناء جنوبنا اليمني الحبيب حتى اليوم وهو ما لم يكن موجودا حتى في ظل التشطير ، وادى الى ما ادى اليه من الاحتقان والتمزق والعودة الى المشاريع الصغيرة التي لن تكون اكثر من تعميق للجراح وتفتيت للمفتت وفتح نافذة للاطماع الاجنبية ايا كانت‮ .‬
ولقد‮ ‬سبق‮ ‬ان‮ ‬قلنا‮ ‬ان‮ ‬تلك‮ ‬الاخطاء‮ ‬ليست‮ ‬الوحدة‮ ‬هي‮ ‬المسئولة‮ ‬عنها‮ ‬وانما‮ ‬الانسان‮ ‬هو‮ ‬المسئول‮ ‬عن‮ ‬ذلك‮.‬
لقد كان بامكان ما تحقق في ذلك اليوم الخالد ان يصنع دولة قوية كبيرة في اليمن تأخذ بمحاسن كل شطر وتعتمد الطرق الديمقراطية في ادارة الشأن السياسي ولكن النوايا المبيتة والانحراف عن الاسس التي قامت عليها الوحدة هي ما اوصلتنا الى هذا الوضع البائس ، دون ان ننسى الاعداء التاريخيين للوحدة لبلادنا والذين لم ولن يتركوا امور اليمن ووحدته تسير في طرقها الصحيحة وهو ما يعتبر ضماناً لبلدانهم الذي تهددها نفس المصير الذي يريدون ان يوصلونا اليه.. وعليه ومن باب الحرص على استقرار ندعو اليوم الى فتح صفحة جديدة في علاقاتنا الاخوية‮ ‬بعيد‮ ‬عن‮ ‬الاستعلاء‮ ‬على‮ ‬بعضنا‮ ‬بعضاً،‮ ‬علاقة‮ ‬تؤسس‮ ‬على‮ ‬الاحترام‮ ‬المتبادل‮ ‬
وعلاقات يسودها الصدق والمصالح المشتركة بين البلدين الشقيقين الجارين اليمن والسعودية بعدان بان واضحا ان الحرب والاستقواء بها لايمكن ان يوصل الى مايراد تحقيقه من قبل المتحاربين مهما كانت قوتهم وجبروتهم ،الآن عليهم ان يعودوا الى جادة الصواب ويثقوا ان ما صعب تحقيقه‮ ‬بالحرب‮ ‬يمكن‮ ‬ان‮ ‬نحققه‮ ‬بالسلم‮ ‬وعلى‮ ‬قاعدة‮ ‬لاضرر‮ ‬ولاضرار‮.. ‬واذ‮ ‬صدقت‮ ‬النوايا‮ ‬فإن‮ ‬ذلك‮ ‬ممكن‮ ‬لامحالة‮.‬
‮ ‬التحية‮ ‬لعيد‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬وتحية‮ ‬اجلال‮ ‬وتقدير‮ ‬لشعبنا‮ ‬الصابر‮ ‬الصامد‮ ‬صانع‮ ‬الثورة‮ ‬والاستقلال‮ ‬والوحدة‮ ..‬

‮❊ ‬عضو‮ ‬اللجنة‮ ‬الدائمة‮ ‬الرئيسية‮ ‬للمؤتمر

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:45 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60639.htm