الميثاق نت -

الإثنين, 24-مايو-2021
عادل‮ ‬خاتم -
الوحدة اليمنية كمشروع وطني جامع لكل الاطياف السياسية هي بمثابة القاسم المشترك الذي لا يستطيع اي من التكوينات المتواجدة على الساحة اليمنية تجاوزه وهذه الحقيقة يجب ان يدركها الجميع لا سيما تلك الجماعات الايديولوجية التي تحاول فرض نفسها في المشهد السياسي .
نقول ذلك من وحي الشواهد التاريخية التي اثبتت انه لا مناص لنا كيمنيين في الشمال او الجنوب في هذه الرقعه الجغرافية الا ان نكون مستوعبين الاهمية القصوى التي تشكلها الوحدة اليمنية كمشروع سياسي وانجاز تاريخي لم يكن من السهل تحقيقه لولا توافر الارادة الوطنية والقيادات المخلصة في كلا الشطرين التي كان لها شرف انجاز هذا المشروع الوطني وشكل لحظة فارقة في مسار الحياة السياسية بشكل عام جعل من اليمن قوة لا يستهان بها في المنطقة وعزز من حضورها السياسي الفاعل على الخارطة .
لا نجافي الصواب ان قلنا ان الحرب التي تدور رحاها ومرت عليها نحو ست سنوات بقدر ما ادت الى اضمحلال الدولة وحولت اليمن الى بؤرة لصراع المصالح وتصفية الحسابات لقوى كانت الاحزاب هي السبب في ذلك نقول هذه الحقيقة المرة وبالرجوع الى قراءة المشهد السياسي من قبل 2011م وصولاً الى ما سمي بالربيع العربي لم تمارس هذه الاحزاب الا المزيد من تأزيم الصراع وادارة الصفقات المشبوهة التي نقلت الوطن من مربع الوصاية الى مربع الاستهداف وتدمير كل مقوماته بما في ذلك وأد السيادة، وتمزيق اوصاله وانبعاث المشاريع المناطقية التي تم دفنها بأرقى‮ ‬انجاز‮ ‬تاريخي‮ ‬وهو‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮.‬
ديمومة الصراع والحرب هي الطامة الكبرى التي جنت بها الاحزاب على نفسها وعلى الوطن وابعدتها عن اي توافق سياسي يمكن ان نتوقعه او التوصل الى حل سياسي لانها ببساطة باعت نفسها وهي تناور حالياً خارج الحلبة ولم يعد لها اي قيمة وطنية فالامر ببساطة ليس بيدها والامور اصبحت‮ ‬تدار‮ ‬خارج‮ ‬اي‮ ‬ضوابط‮ ‬ومرجعيات‮ ‬وطنية‮ .‬
خلاصة القول اي مشروع سياسي قادم أياً كان شكله إنْ لم يؤمن باهمية الوحدة اليمنية ويستوعب هذا المشروع الوطني ويؤمن بالشراكة الوطنية التي تحترم حق الآخرين في التعايش فهو يمارس المزيد من تعقيد الوضع وتأزيم الحياة وهو عبث يضاف الى تراكمات المشايع غير الوطنية المشبوهة‮ ‬التي‮ ‬تهدم‮ ‬ولا‮ ‬تبني‮ ‬وتعطل‮ ‬آليات‮ ‬بناء‮ ‬الدولة‮ ‬وفي‮ ‬السنين‮ ‬العجاف‮ ‬الماضية‮ ‬من‮ ‬الدروس‮ ‬ما‮ ‬يفقه‮ ‬اللبيب‮ ‬لو‮ ‬ان‮ ‬قومي‮ ‬يعلمون‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60640.htm