الميثاق نت -

الثلاثاء, 25-مايو-2021
م‮.‬هشام‮ ‬شرف‮ ‬عبدالله‮ ❊‬ -
يحتفلُ شعبنا اليمني هذه الأيام بالعيد الوطني الواحد والثلاثين لإعادة اللُحًمة اليمنية وإعادة تحقيق الوحدة المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990م ،حدث بارز وانجاز جبار قام به نخبة قادة اليمن في ظروف يعرف الجميع تحدياتها على المستوى الاقليمي والدولي ، ولكن احتفالنا بهذه الذكرى العزيزة والغالية يأتي في ظل ظروف صعبة وبالغة التعقيد على أكثر من صعيد ومستوى، ففي الوقت الذي يفترضُ فيه أن نحتفل بتحقيق انجازات ومشاريع للشعب اليمني على مستوى الوطن اليمني الكبير ، نجدُ أننا بين مطرقة العدوان والحصار البربري الغاشم‮ ‬من‮ ‬جهة‮ ‬وبين‮ ‬واقع‮ ‬التفرق‮ ‬والتشظي‮ ‬الداخلي‮ ‬الذي‮ ‬يغذيه‮ ‬مال‮ ‬وسلاح‮ ‬ونفوذ‮ ‬أعداء‮ ‬اليمن‮ ‬ووحدته‮ ‬واستقراره،‮ ‬وهم‮ ‬مستمرون‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬واهمين‮ ‬بتحقيق‮ ‬مآربهم‮ ‬الخبيثة‮!! ‬
نحن في المؤتمر الشعبي العام، ومن منطلق حب اليمن وصد العدوان ، وبتحالف وثيق مع كافة القوى الوطنية الصامدة في المناطق غير المحتلة من الوطن وبحمد الله وفضله نقاوم العدوان السعودي الاماراتي وصلفه منذ الـــ 26 من مارس 2015م، والآن نستطيع القول بأن صنعاء قد تجاوزت ذلك وأصبحت وبعون الله وفضله وتوفيقه في موقع الهجوم بدلاً من الدفاع باتجاه تحرير كامل التراب اليمني الطاهر من دنس الاحتلال والعدوان الغاشم ، ويمكن أن نكون أقوى من ذلك بكثير إن عاد البيت اليمني الواحد إلى وضعه الطبيعي موحداً قوياً حراً كريماً أبياً‮ ‬شامخاً‮ ‬لا‮ ‬تهزه‮ ‬عواصف‮ ‬العدو‮ ‬ولا‮ ‬تنال‮ ‬منه‮ ‬مؤامراته‮ ‬الشيطانية‮ ‬ومزاعمه‮ ‬الكيدية‮ ‬التي‮ ‬ظاهرها‮ ‬الرحمة‮ ‬وباطنها‮ ‬العذاب‮!! ‬
ألم يكن تحقيق الوحدة اليمنية وعودة البيت اليمني الواحد، هو حلم كل يمني من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، الم تكن سر قوتنا ونهضتنا واستقرارنا هي وحدتنا العظيمة التي تحققت بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل النخبة من أبناء اليمن المخلصين الشجعان الذين يدين‮ ‬لهم‮ ‬ابناء‮ ‬اليمن‮ ‬بالشكر‮ ‬والعرفان؟‮ ‬
لكن لم يرق لأعداء اليمن كل تلك النجاحات التي تحققت واعظمها واهمها الوحدة المباركة فسارعوا مباشرةً إلى حبك المؤامرات ومحاولة شق الصف ودعم محاولة الانفصال الفاشلة في صيف 1994م ، ومايزالون والى يومنا هذا وسيستمرون يدعمون كل ما من شأنه عودة اليمن إلى الحروب الأهلية والنزاعات الداخلية الضيقة التي تخدم الأعداء ومشاريعهم التدميرية في وطننا الغالي وتسهل مهمة الأعداء ايضاً في تحقيق أهدافهم وتنفيذ مؤامراتهم وبأقل التكاليف وذلك من خلال تمويل ودعم بعض الأطراف والفصائل هنا وهناك تحت مسميات حقوقية أو إنسانية، وهي في حقيقتها‮ ‬شيطانية‮ ‬استعمارية‮ ‬تخدم‮ ‬أجندة‮ ‬أعداء‮ ‬الوطن‮ ‬بشكل‮ ‬خاص‮ ‬وأعداء‮ ‬العروبة‮ ‬والإسلام‮ ‬بشكل‮ ‬عام‮. ‬
لابد ان يعلم الجميع في وطننا الغالي أن مايو الوحدة مكمن القوة لمستقبل واعد رغم كل شيء حدث ، ولأن اليمن يستحق من الجميع أن يعمل من أجله وان يبذل التضحية اللازمة تجاهه وبما يخدم المصلحة العامة لكل أبناء اليمن عموماً وفي ظل الوضع الراهن والمعاناة الكبيرة التي يعيشها شعبنا اليمني الصبور جراء العدوان والحصار، فالمطلوب والمنتظر من الجميع باختلاف المشارب السياسية نبذ الخلافات جانباً والعمل من أجل ترميم البيت اليمني الكبير من الداخل ليقاوم هجمات وأطماع ومؤامرات الخارج.. وليعلم الجميع ان هذا الموقف هو بمثابة سفينة النجاة لهذا الشعب العظيم وهو ما سيساعدنا على الصمود وهزيمة من يعادينا وافشال مخططاتهم اللتي وضعت منذ عقود حسداً وحقداً وغيرةً من وحدتنا وحضارتنا وتاريخنا العريق وحقيقة توافر طاقات وامكانات ثرواتنا المتعددة والمتجددة والتي يحاولون افشال جهودنا في‮ ‬اكتشافها‮ ‬ووضعها‮ ‬حيز‮ ‬الاستخدام‮. ‬
متأكدون من توافر عوامل وظروف امكانية إعادة بناء وتطور اليمن ليكون قوة اقليمية لها شأنها السياسي والاقتصادي والعسكري ، هذا إن وقفنا جميعاً صفاً واحداً مؤمنين بمبدأ المشاركة والعمل الجماعي وتوحيد الصفوف والعمل على بناء دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية‮ ‬والعدالة‮ ‬الاجتماعية‮ ‬ووضع‮ ‬مصلحة‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬نصب‮ ‬الأعين‮ ‬بالدرجة‮ ‬الاولى‮. ‬
يذهب‮ ‬الحكام‮ ‬وتتغير‮ ‬الأنظمة‮ ‬وتبقى‮ ‬الشعوب‮ ‬أبداً‮..‬


‮*‬عضو‮ ‬اللجنة‮ ‬العامة‮ ‬بالمؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬
‮*‬وزير‮ ‬الخارجية‮ ‬بحكومة‮ ‬الإنقاذ‮ ‬الوطني
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60652.htm