استطلاع/ بليغ الحطابي : - أكد عدد من رؤساء المؤتمر بالمحافظات ان بوادر الانقسام والتشرذم التي تعيشها بعض المحافظات،والمهددة للهدف الاسمى الوحدة والصف الوطني، هي نتاج سياسة دول الجوار التي مافتئت تظهر انزعاجها منذ الوهلى الاولى لتحقيق الوحدة اليمنية،والتي ابدت حينها موقفاً منزعجاً،لكنها وقفت عاجزة حينها عن فعل شيء عندما شاهدت الهبة الشعبية والزخم الجماهيري الذي رافق التوقيع على اتفاقيتها،بقاعة فلسطين،بالعاصمة عدن..
واضافوا ان هذه الدول وجدت ضالتها بعد العام 2011م لبث الاخقاد والضغائن والسموم ومازالت حتى اليوم في اوساط الشعب الواحد والنسيج الاجتماعي الواحد بمساعدة ودعم وتأييد من كانوا اطرافاً في اندلاع معركة التصدي على هذا الحلم اليمني،العام 1994م،حين قفز بعض الساسة على احلام الشعب وتطلعاته.
المؤتمر..وقضيته
بالاضافة الى منهج وثقافة الحوار وضع المؤتمر قضية اعادة تحقيق الوحدة كقضية محورية وهو ماتبدى في حرصه الذي شكل منذ قيامه في 1982م اطاراً تنظيمياً للوحدة الوطنية على ان يكون له شرف الاضطلاع بدور أساسي في الدفع قُدُماً نحو اعادة تحقيق الوحدة ووضعها في صدارة اهتماماته الوطنية باذلاً في سبيلها جهوداً كبيرة.
وجاءت الحقيقة الاولى من الميثاق الوطني تؤكد على هذا التوجه حيث تقول(شعبنا لم يصنع حضارته القديمة الا في ظل الاستقرار والامن والسلام ولم يتحقق له ذلك الا في ظل وحدة الارض والشعب والحكم،ولم تتحقق له الوحدة الا في ظل حكم يقوم على الشورى والمشاركة الشعبية الواسعة).
وانطلاقاً من تلك المبادئ عمل المؤتمر على المضي في سبيل ذلك الهدف بالشراكة مع الحزب الاشتراكي الذي كان يحكم شطر البلاد الجنوبي،حينذاك، ليتحقق الهدف في 22مايو 1990م.
ولم يقف دور المؤتمر على الشراكة في اعادة توحيد الوطن بل كان المبادر في ربط قيام الوحدة بالتزام الديمقراطية والتعددية السياسية نظاماً ونهجاً، كما عمل مع غيره من القوى الوطنية الخيرة من اجل تعزيز وترسيخ الوحدة الوطنية والتصدي لكل مايشوب مسارها، انطلاقاً من مبادئ الميثاق الوطني الذي اجمع عليه.
وعلى الرغم من ظهور اصوات حينها معارضة ومواقف مضادة لقضية الوحدة ومعارضتها لدستور دولة الوحدة خلال عملية الاستفتاء عليه في 91م، الا ان المؤتمر حرص على افساح المجال لتلك القوى في التعبير عن مواقفها العدائية لوحدة الوطن، وبناء واستمرارية عملها في الساحة الوطنية دون استغلال مواقفها في قمعها او في حظر عملها.
الوحدة الخطر
وفي ذلك يؤكد رئيس فرع المؤتمر بمحافظة حجة الشيخ يحيى موسى ان أعداء اليمن يعتبرون أن بقاء اليمن موحداً يمثل خطراً على مشروعهم في المنطقة بأكملها،نظراً لموقع اليمن الاستراتيجي الذي يطل على البحرين العربي والأحمر ويشرف على مضيق باب المندب،وما يختزنه في باطن الأرض من ثروة طبيعية هائلة وما يمتلكه الإنسان اليمني من قيم وأخلاق ونخوة وشهامة وعروبة وقومية، فلو بقيت اليمن دولة واحدة، فإنها ستفشل كل مخططاتهم الرامية إلى السيطرة على العرب جميعا والتحكم بقراراتهم ونهب ثرواتهم،فالوحدة اليمنية هي الشمعة المضيئة في سماء التفرق والشتات العربي..
صمام أمان المنطقة
منوهاً ان الوحدة اليمنية تعتبر نواة للوحدة العربية والإسلامية، وهي كذلك حجر عثرة أمام مشاريع الصهاينة في الوطن العربي،وهي صمام أمان لليمن والعرب جميعاً، والنيل منها هدف من أهداف العدو،وهذا ما يقوم به تحالف العدوان ومرتزقته فعلاً على ارض الواقع في عدن وحضرموت وشبوة وتعز والمخا والساحل الغربي وسقطرى ولحج،.
مبيناً ان الحفاظ على الوحدة اليمنية واجب وطني علينا جميعا نحن اليمنيين من شمال الوطن إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.
عزتنا وقوتنا
ويضيف رئيس مؤتمر حجة أن قوتنا وعزتنا ومجدنا في الحفاظ على وحدتنا اليمنية أرضاً وانساناً، فلا احترام ولا مكانة لنا بين الدول إلا بوحدتنا، فالوحدة اليمنية هي إرادة شعب وهي قدر ومصير لليمن جميعا، والوحدة وُجدت لتبقى،وبحفاظنا على وحدتنا نكون قد أفشلنا أهداف ومخططات تحالف قوى العدوان.
تفكيك داخلي
ويرى نائب رئيس فرع المؤتمر بأمانة العاصمة عايض الشميري أن هناك عوامل داخلية تعمل على تفكيك أواصر الوحدة ولكن هذه العوامل الداخلية هي أيضاً نتيجة من نتائج العدوان الذي يقوده التحالف على بلادنا وأداة من أدوات ذلك العدوان الغاشم..
موقف ثابت وراسخ
لكنه في ذات الوقت يؤكد انه رغم كل الأحداث الأليمة التي بدأت تعارك الوحدة وتقوض أركانها ومازالت مستمرة حتى الآن إلا أننا نجد أن المؤتمر الشعبي العام برئاسة الشيخ صادق بن أمين أبو راس ومعه القيادات العليا والوسطية والقاعدية ومناصرو المؤتمر ثابتون على الموقف ومازالوا متمسكين بالوحدة اليمنية والدفاع عنها كون ذلك مبدأً أصيلاً نابعاً من قيم المؤتمر وأدبياته ونظامه الأساسي والذي ليس لكل مؤتمري إلا الالتزام بها والعمل في إطارها، وتوجُّه القيادات المؤتمرية وسياساتها وبياناتها ومواقفها وتصريحاتها وصمودها ومشاركتها وكوادرها في الدفاع عن الوطن ضد العدوان الغاشم في كل الاتجاهات والجبهات في إطار العمل على ترسيخ الوحدة اليمنية والعمل على لم الشمل اليمني وتوحيد مكوناته للوصول إلى حلول يمنية - يمنية تحفظ استقراره ووحدته.
ويشير الشميري الى بعض النقاط الواجب توافرها والتمسك بها لتجسيد الموقف الوحدوي واصطفاف جميع القوى والمكونات اليمنية الداخلية أولاً للوقوف ضد العدوان والمشاركة في دحر وتحرير كل المناطق المحتلة.
إيمان كل طرف بالآخر وبقناعة كاملة (أي بشكل عصري) للعمل معاً في عمل اطار موحد يضمن لليمن الأمن والاستقرار والدفاع عن أراضيه.
دعوة كل اليمنيين داخلياً وخارجياً للتوحد نحو وطنهم اليمن الغالي على الجميع.
فتح ودعوة الجميع إلى حوار يمني - يمني والخروج بحلول يمنية بعيداً عن الانفصال والتشرذم.
ويعتقد الاستاذ عائض الشميري ان ذكرى الوحدة راسخة في عقول ووجدان جميع اليمنيين والمؤتمريين على وجه الخصوص،باعتبار تنظيمهم كان له الدور الاساس في تحقيق هذا الانجاز القومي الفريد..
مشيراً الى عوامل داخلية وخارجية على شكل مؤامرات تحاول افتراس هذا المنجز والانقضاض على هذا المشروع العروبي..لتتجسد آخر هذه المؤامرات في العدوان الفاشي على مقدرات الشعب اليمني وتدمير بنيته ونهب ثرواته،.معتمدة على تفكيك اواصر الاخاء والترابط الوثيق بين ابناء الشعب الواحد.
تجسيد قيم ومُثُل الوحدة
وفي ذلك يقول الشيخ حسن محمد عبدالرزاق- رئيس فرع المؤتمر بذمار ان المؤتمر وميثاقه الوطني ومنذ التأسيس مثلا تجسيداً عملياً لتوحيد التوجهات والرؤى والأفكار المنبثقة من قناعات القوى الوطنية وإيمان شعبنا العظيم بأهمية التلاحم وتحقيق الوحدة الوطنية على طريق إعادة اللحمة اليمنية بين شطري الوطن قبل تحقيق المنجز العظيم بإعلانها ورفع رايتها في كافة أرجاء الوطن.
ويضيف:-ومثلما بادرت القيادة التنظيمية والسياسية في المؤتمر الشعبي العام، فقد تلقفت أيضا بإيجابية وحرص ومسئولية وجدية عالية كل الفرص التي كان من شأنها التقاء قيادتي الشطرين في حينه على تنفيذ وتحقيق الحلم الذي انتظره الشعب ردحاً من الزمن حتى تنفس الصعداء فرحاً وفخراً في صبيحة يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م العظيم.
صور التلاحم الوطني
وحسب رئيس مؤتمر ذمار فقد جسد المؤتمر الشعبي العام برئاسة الزعيم المؤسس المشير علي عبدالله صالح رحمه الله أروع صور الالتزام نحو الحفاظ على هذا المنجز في إطار ديمقراطي فريد وشراكة وطنية يعتز بها منتسبو هذا التنظيم الرائد وفي ذات الوقت أثار حفيظة وأغاظ أعداء الوطن والوحدة وعملاءهم خشية من النموذج الذي قدمه اليمانيون على طريق تحقيق الوحدة العربية ووحدة الأمة، لتسعى هذه القوى الفاسدة والحاقدة للانقضاض على اليمن الموحد ووضع العراقيل والمشاكل أمام استقراره وتقدمه.
عدو قديم حديث
مستطرداً بالقول: تماماً كما هي مخططات الصهيوأمريكية العالمية في صنع شرق أوسط جديد مفكك ومقسم ومتصارع ومنشغل عن قضية الأمة الرئيسية الهادفة للوحدة وتحرير الأرض الفلسطينية المحتلة والقدس الشريف من المغتصب اليهودي المحتل وبالتالي افشال مخطط السيطرة على مقدرات وثروات الأمة وتبعية الأنظمة العميلة.
مؤكداً ان مواقف المؤتمر الشعبي العام كانت ومازالت قوية وواضحة تجاه الوحدة الوطنية وقضايا الأمة ولاشك أنه دفع الكثير ثمناً لتلك المواقف، ولكن الاصرار والعزيمة التي تتسلح بها قيادة وقواعد المؤتمر مازالت وستظل تجسد رؤيتها وأهدافها في الدفاع عن الوحدة الوطنية رغم أنف العدوان وعملائه وتعمل بمسئولية وحس وطني عالٍ مع شركاء العمل السياسي في المجلس الأعلى وحكومة الانقاذ الوطني على مواجهة التحديات التي تواجه الوطن ووحدته.
وستظل قواعد المؤتمر من المهرة إلى صعدة وفية لميثاقها الوطني وولائها لليمن ووحدته وتمثل دون شك النموذج المتميز لمقاومة مخططات العدو وعملائه.
بينما يرى الدكتور محمد عبدالولي السماوي -رئيس فرع محافظة البيضاء -ان الاحداث والتحولات التي شهدتها الساحة الوطنية منذ العام 2011م كانت تمثل تهديداً حقيقياً لاستمرار الوحدة وذلك بدعم وتمويل خارجي ليصبح الدعم والتمويل واضحاً بشكل فاضح ولعل العدوان الغاشم اليوم على بلادنا يمثل ثمرة ذلك الدعم وخلاصة المؤامرات والمخططات التي حيكت ضد الوحدة واليمن بشكل عام،وهي التي ساهمت وبشكل واضح في صنع او خلق عزلة بين الشمال والجنوب.
مؤكداً ان على المؤتمر ان يعمل جاهداً للحفاظ على هذا المنجز وتجسيده باعتباره من الثوابت الوطنية التي لايمكن التنازل عنها او التفاوض حول العودة الى ماقبل 22 مايو 1990م.. وليكن التوافق على اصلاحات سياسية تساهم في تحقيق المطالب الشعبية لأبناء المحافظات الجنوبية ان وُجدت ولاتغير من مضمون الوحدة او اتفاقها ودستورها.
ويرى السماوي ان ذلك يتطلب جهداً كبيراً ومتواتراً ووضع استراتيجية مدروسة ومشتركة من خبراء السياسة والاقتصاد والقانون والتخطيط الاستراتيجي والادارة والإعلام والاكاديميين.. الخ، والمؤتمر زاخر بهذه التوليفه من الخبراء ولقد ساهم تحالف العدوان في فك شفره ماذا يريد منا وأصبح الشعب واعياً بما يجري حوله.. وبالمقابل علينا أن نعرف ماذا نريد نحن.
ويرى القائم بأعمال رئيس مؤتمر محافظة عمران الشيخ باكر علي باكر أن ماتواجهه الوحدة اليمنية اليوم من مؤامرات وتحديات كبرى ليست وليدة اليوم او حديثة وانما خلقت مع هذا الانجاز العظيم وترافقت معه، وما العدوان الذي نشهده اليوم ويشنه تحالف من "17" دولة عربية وغربية وهناك من استطاع اختراق الجبهة الداخلية وعمل على تمويل عملية النخر في جسد الوطن ووحدة ابنائه ببث سموم الاحقاد والضغائن والتمايز والعنصرية والمناطقية في اوساطه شماله وجنوبه، وهو تآمر واضح وجلي يصب في مصلحة الانفصاليين والعناصر التي سلمت ارادتها للمحتل الجديد وتنفيذ سيناريوهاته وهي تلك التي استهدفت وتستهدف تطلعات اليمنيين،ومشروع الوطن الكبير.
معتبراً أن الوحدة اليمنية مثلت انتصاراً ضد سيناريوهات التآمر، فضلاً عن كونه اعاد لكل الوحدويين العرب الامال العريضة ببلوغ الوحدة العربية.
ويستطرد القائم باعمال فرع عمران بالقول: لاشك ان ذلك يمثل السياج القوي والصلب لحماية الوحدة ويتطلب من شعبنا والمؤتمريين على وجه الخصوص دعم هذا السياج، ودعم قيادة المؤتمر الحالية ممثلة بالشيخ صادق بن امين ابو راس بمزيد من الوعي والاصطفاف في مواجهة التحديات الكبرى التي يواجهها اليمن وعلى رأسها العدوان الغاشم الذي بات يستهدف كل شيء في الحياة اليمنية..
وفي ظل اطلالة ذكرى الوحدة نجد كم هوعظيم تنظيمنا الرائد المؤتمر الشعبي العام وهو بكل قياداته وقواعده يشارك جماهير شعبنا افراحها بهذه المناسبة الوطنية الغالية، كما انه ليس غريباً على المؤتمر ان يحتفي بهذه المناسبة فهو صانع الوحدة مع مختلف القوى السياسية اليمنية في الانتصار لها حتى اقامتها في الـ22 من مايو 1990م..
خلاصةً.. أدعو كل جماهير شعبنا إلى توحيد الصف والكلمة وبذل المزيد من التضحيات في سبيل الدفاع عن سيادة الوطن وأمنه واستقراره ونبذ الأحقاد والضغائن وبث روح الاخاء والتسامح بين أبناء الوطن الواحد وجعل مصلحة اليمن العليا فوق كل الاعتبارات.. سائلين المولى عز وجل أن يعيد علينا هذه المناسبة وقـد تحقق لشعبنا اليمني العظيم كل ما يصبو اليه من نصر وعزة وتقدم وازدهار.
|