أحمد الزبيري - جزيرة ميون الواقعة في منتصف واحد من اهم المضائق في العالم ,انتظر البعض طويلاً أن يأتي التأكيد من وسائل اعلام امريكية لتحويلها الى قاعدة عسكرية اماراتية وكأن من استجلب تحالف العدوان السعودي الاماراتي الاقليمي والدولي على وطنهم وشعبهم لم يكونوا يدركون حقيقة مخططات هذا التحالف العدواني الاجرامي الطامع لموقع اليمن الاستراتيجي ومناطق الثروات , وليسهل ذلك لابد من تقسيم اليمن الى كيانات متناحرة مسيطر عليها .
ومع ان هذه المخططات واهدافها لم تتحقق على النحو الذي كان يريده العدوان وادواته الداخلية بدأ يعوض فشله باحتلال الموقع الاستراتيجي على سواحل اليمن وجزره وفي المقدمة جزيرتا سقطرى وميون مما لهما من اهمية مرتبطة بأهداف هذه الحرب وبطبيعة الصراع الدولي للهيمنة والسيطرة على المنطقة والعالم .
كان معروفاً للجميع أن السيطرة على محافظات وجزر منذ وقت طويل لغالبية اليمنيين وبالحد الادنى للنخب السياسية بما فيها تلك التي استجلبت المعتدين تحت ذريعة اعادة ما اسموها الشرعية، بات واضحاُ انهم اوجدوها ليبنوا عليها مبررات وذرائع الحرب العدوانية القذرة على اليمن الوطن والشعب .
ولكن الصمود اليمني والمواجهة الطويلة المستمرة للعام السابع على التوالي قد افشلت اهداف العدوان الذي لم يتوقع صمود وصبر اليمنيين على هذا النحو وهو ما جعله يكشف حقيقة اهدافه بدءاً من احتلاله لمحافظات بعيدة ولا علاقة لها بمجريات الحرب مثل سقطرى والمهرة وقبلهما عدن وحضرموت مركّزاً على المناطق الساحلية على امتدادها من شرق اليمن حتى غربه ولكن لم نسمع صراخ من انخرطوا في هذا العدوان الا بعد أن ادركوا انهم ليسوا الا ادوات رخيصة وظهر لهم أن اقتراب تخلصه منهم بات وشيكاً.
سمعنا صراخهم على سقطرى واحتلال الامارات لها ثم المهرة واصبحوا يتحدثون عن غدر التحالف بهم ويصفون وجوده بالاحتلال واليوم يرفعون عقيرتهم على ميون لكنهم في نفس الوقت مازالوا يعولون على شرعية الخائن هادي وحكومة الفنادق العميلة وبشكل استجدائي على النظام السعودي، في حين ان كانوا صادقين انهم ينطلقون من حرص على سيادة اليمن ووحدته يتوجب الدعوة الى وقف الصراعات الداخلية واعلان موقف واضح تجاه العدوان والدعوة لمصالحة وطنية وتوجه جميع اليمنيين لتحرير وطنهم من الغزو والاحتلال السعودي الاماراتي الامريكي البريطاني الصهيوني.
اليوم يأتي الحديث عن بناء قاعدة عسكرية في جزيرة ميون من قبل الامارات وبناء قواعد قبلها في سقطرى في ظل شراكة اماراتية مع العدو الاسرائيلي بعد التطبيع الذي تجاوز كل الحدود الدينية والوطنية والاخلاقية إلى حد اصبحت دويلة الامارات صهيونية اكثر من اسرائيل نفسها التي كان لها طموحات قديمة في السيطرة على باب المندب والبحر الاحمر وبالتالي لم يعد ملتبساً أن كيان العدو الصهيوني جزء من هذا العدوان على اليمن الذي يتصدره النظامان السعودي الاماراتي ومعهما امريكا وبريطانيا .
هذا واضح في رد النظام السعودي على صراخ بعض المرتزقة في تأكيد أن القاعدة التي يجري انشاؤها في ميون هي تابعة للتحالف ويبررونها بذات الاسطوانة المشروخة لتلجيم افواه اولئك المرتزقة الذين يحاولون اليوم ادعاء الوطنية التي كما قلنا تحتاج الى موقف واضح وعملي لمواجهة تحالف العدوان وتحرير كل شبر من ارضهم اليمنية للتكفير عن خطيئتهم والا يبقى عويلهم مشبوهاً.
بكل تأكيد القوى الوطنية الصامدة والمتصدية لهذا العدوان طوال هذه السنوات هي الوحيدة التي تتحمل مسؤولية تحرير كل الارض اليمنية من دنس المحتلين وادواتهم ومرتزقتهم وهي التي تمتلك الايمان والارادة والقدرة على هزيمة كل مشاريع العدوان والانتصار لسيادة ووحدة واستقلال اليمن وحرية وكرامة ابنائه، والباب مفتوح امام من استعاد وعيه وروحه الوطنية للمشاركة في هذه المسؤولية التاريخية أمام الله والاجيال القادمة .
|