الأربعاء, 27-فبراير-2008
الميثاق نت -    حسن عبدالوارث -
*الدكتور جايكل المستر هايد.. شخصيتان متناقضتان لشخص واحد . وبرغم أن هاتين الشخصيتين- أو هذه الشخصية المزدوجة، بالأصح- من الخيال النابت في مشتل الإبداع الروائي العالمي النفيس ..إلا أن وجودها لا ينعدم في الحياة الواقعية وان ندر هذا الوجود أو أكثر . فالشخصية الانفصامية- أو الشخصية ذات الوجود أو الأقنعة المتعددة تتوافر بالحياة بقدر اضمحلال القيم والمثل الرفيعة .. وفي الحياة السياسية تتجسد هذه الحالة في أقبح صور وأسوأ الأمثلة، وهي تتسيد حينا وتضمر أحيانا غير أنها لاتزول أبدا، إذ تضل قائمة في الوعي والواقع . إن العمل السياسي قد يتطلب قدراً من المناورة والتبطين والتقييم لدى ممارسيه.. غير ان تجاوز هذه الحالات إلى افتراق التظليل الضار بالوعي الجمعي او التحايل السافر على مصالح المجموع، يثلم الأخلاق العليا ويهدم المصلحة العامة .. وذالك يغدو عملا إجراميا جسيما يستوجب العقاب الشديد .. ما الذي هنا يدعوني هنا إلى استحضار هذه الظاهرة "الشاذة" في الحياة العامة والحياة السياسية على نحو خاص ؟! إنها "حالة" " الشيزوفرينيا" التي تسكن وعي ووجدان مجموعة غير محدودة من المشتغلين بالعمل العام، وفي الوسط السياسي بالذات.. فهم مع الديمقراطية مادامت هذه الديمقراطية.. قائمة بعيدا عن قاماتهم وقوائمهم !! وهم مع حرية الصحافة ..طالما ان هذه الحرية تنام كالحورية- في اخر الليل -بين احضانهم !! وهم مع قضية المرأة إذا كانت المرأة المقصودة لا تمت إليهم بصلة رحم أو نسب أونكاح شرعي !! هل أزيد وأعيد في النماذج والأمثلة؟! اعتقد أن ما سلف من سطور كان كافيا للغاية.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:29 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-6068.htm