أحمد محمد العطاس - بعد حقبة طويلة قضاها اليمنيون في حالة صراع وعاشوها لسنوات طوال في جحيم وآلام ومعاناة التشردم والضعف والتبعية والحروب والصراعات الأهلية التي استنزفت سيلاً جارفاً من دماء خيرة أبناء الوطن، جاء الثاني والعشرون من مايو 1990م والذي يعد علامة فارقة في التأريخ اليمني ونقطة مضيئة في سماء الأمة العربية ونقطة الانطلاق والتحول ومصدر القوة والإلهام والذي بدوره أنهى كل تلك الحروب والخلافات وأطفأ جميع أشكال الفتن والصراعات، وأزاح كل تلك التصدعات،وجعل كل المواطنين متساوين في الحقوق والواجبات في ظل دولة واحدة، وعمل على لم الشمل اليمني ورسم صورة مثالية له.
وإنه لمن دواعي الفخر والإعتزاز أن نحيي الذكرى الـ31 للوحدة اليمنية ونحتفل بهذه المناسبة الكبيرة ونبقى متمسكين بها وشاهدين على بقائها، رغم وجود المؤامرات المستمرة التي تحاك ضدها والعمل الدؤوب من أعداء الداخل والخارج على محاربتها وإنهائها، ولأن الوحدة اليمنية تأصلت في نفوس اليمنيين شمالاً وجنوباً على حد سواء وقد ترسخ الفكر الوحدوي في أعماقهم فإنه من الصعب تجزئته وستظل الوحدة ثابتاً من الثوابت الوطنية مهما تزاحمت حولها المشاريع القزمية والمظاهر التشطيرية، فالوحدة اليمنية إنما وُجدت لتبقى وليس بمقدور أي قوة أن تقف ضدها.
|