الميثاق نت -

الإثنين, 31-مايو-2021
استطلاع‮ : ‬عبد‮ ‬السلام‮ ‬الدباء -
ما ان تأتي مناسبة الوحدة اليمنية الا ويتبادر الى الذهن مطلع تلك الاغنية الوحدوية العظيمة التي صدحت بها الفنانة المبدعة / امل كعدل والتي تقول في مطلعها: ياجيل صاعد قل للعقول الجامدة.. البيت واحد والاسرة اسرة واحدة..
ومع حلول الذكرى الواحدة والثلاثين لقيام الوحدة اليمنية المباركة، يطفو على السطح تساؤل مهم عن جيل الوحدة الذي تربى ونشأ في ظل الوحدة المباركة، وكيف يفكرون وينظرون إليها بعد عقود من قيامها على يد الزعيم علي عبدالله صالح في 22 مايو من عام 1990م، ولذلك فقد جاءت الفكرة بعمل استطلاع للشباب (اولاد وبنات) من مواليد بعد الوحده اليمنية (من عام 1990م الى عام 2010م)، لمعرفة رؤاهم ووجهات نظرهم حول ما يعرفونه من الوضع الذي كان قائماً قبل الوحدة، ثم التعرف على اهمية الوحدة للشعب والوطن من وجهة نظرهم، وماذا تعني لهم، باعتبارهم‮ ‬جيلاً‮ ‬نشأ‮ ‬وتربى‮ ‬في‮ ‬ظلها‮ ‬الى‮ ‬الوقت‮ ‬الراهن‮..‬

* في البداية تحدث الينا الشاب طارق عبدالجبار الحداد (طالب) ثاني ثانوي من محافظة إب، قائلاً: قبل الوحدة كان اليمن منقسماً الى دولتين، دولة في الشمال ودولة في الجنوب، وكانت اليمن في صراعات وحروب بين الشمال والجنوب، وكانت الطرق مقطوعة وكل مناطق محافظة إب الحدودية‮ ‬وما‮ ‬جاورها‮ ‬من‮ ‬محافظات‮ ‬الجنوب‮ ‬مثل‮ ‬لحج‮ ‬والضالع‮ ‬كلها‮ ‬كانت‮ ‬مناطق‮ ‬تماس‮ ‬وصراع‮ ‬مستمر‮ ‬بين‮ ‬ابناء‮ ‬البلد‮ ‬الواحد‮.‬
‮(‬الوحدة‮ ‬أنهت‮ ‬حالات‮ ‬الصراع‮ ‬بين‮ ‬شطري‮ ‬الوطن‮)‬
ويضيف بالقول : لكن بعد الوحدة اليمنية المباركة فقد برزت أهميتها في إنهاء حالة الصراع المستمر بين أبناء اليمن في الشمال والجنوب ووحدت بين ابناء الشعب الواحد وجمعت وبين الأسر التي كانت مشتته بين الشمال والجنوب، والتقى الأخ بأخيه والابن بأبيه وامه واصبح المواطن‮ ‬يتمتع‮ ‬بالحرية‮ ‬الكاملة‮ ‬في‮ ‬الإقامة‮ ‬والتنقل‮ ‬بين‮ ‬مختلف‮ ‬محافظات‮ ‬الوطن‮ ‬من‮ ‬المهرة‮ ‬الى‮ ‬صعدة‮.‬
مستطرداً: وبعد ان تحققت الوحدة اليمنية المباركة فقد اصبح للوطن قيادة واحدة وجيش واحد وتوحدت الموارد الطبيعية وشقت الطرقات وبنيت الجسور وافتتحت المشاريع وانفرجت الحياة السياسية من خلال تعدد الاحزاب السياسية والسماح بحرية الرأي والرأي الآخر وعاش اليمن في ظل مناخ‮ ‬ديمقراطي‮ ‬متقدم‮ ‬على‮ ‬مستوى‮ ‬الوطن‮ ‬العربي‮ ‬والإقليم‮ (‬جنوب‮ ‬غرب‮ ‬آسيا‮).‬
ويتابع الشاب طارق بالقول: وبالنسبة لنا كجيل نشأ وتربي في ظل الوحدة اليمنية المباركة، فإن الوحدة تعني لنا الحرية والديمقراطية والأمن والأمان وفرص العيش الكريم والمستقر، وهي صمام أمان حاضر ومستقبل اليمن.
‮(‬بعد‮ ‬الوحدة‮ ‬ذابت‮ ‬الشخصيتان‮ ‬الدوليتان‮ ‬لشطري‮ ‬اليمن‮ ‬في‮ ‬شخصية‮ ‬دولية‮ ‬واحدة،‮ ‬هي‮ ‬الجمهورية‮ ‬اليمنية‮)‬
* اسماء سعيد عبدالرقيب (طالبة جامعية) من محافظة عدن، تقول: كل ما اعرفه ما قبل الوحدة ان اليمن كان مقسماً إلى دولتين مستقلتين بكل شيء حكومة وعملة وعلماً ونظاماً ولم يكن مسموحاً لأبناء عدن بالانتقال إلى الشمال واذا استطاع أي شخص منهم ذلك فإنه قد يعيش ويبقى هناك‮ ‬ولن‮ ‬يتمكن‮ ‬من‮ ‬العودة‮ ‬الى‮ ‬عدن‮..‬
وتضيف بالقول: ومع ذلك فقد كانت وحدة الشطرين في اليمن تمثل هدفاً للأحرار من أبناء اليمن في الشمال والجنوب، وفي 1990م وبالتحديد في يوم 22 من مايو، أصبحت وحدة اليمن واقعاً ملموساً بعد أن رفع علم اليمن الموحد على سارية مجلس الشعب بعدن من قبل الرئيسين السابقين للشمال والجنوب (علي عبدالله صالح وعلى سالم البيض) وبعد الوحدة ذابت الشخصيتان الدوليتان لشمال الوطن وجنوبه في شخصية دولة واحدة هي الجمهورية اليمنية، وأصبح لنا في اليمن رئيس واحد وعلم واحد ونشيد واحد وأصبح الوطن كبيراً في مساحته الجغرافية وفي طاقته البشرية.
وتواصل الطالبة اسماء حديثها فتقول: وبعد توحيد اليمن تم لم الشمل وتوحدت قدرات الشعب والوطن واصبح لدينا دولة مهمة في العالم، كما اصبح بإمكان اليمنيين الوقوف أمام أعداء اليمن في مواجهة المؤامرات والتهديدات التي تواجه اليمن في وحدته وفي معركته في سبيل التنمية والتطور‮ ‬وهي‮ ‬نفس‮ ‬المخاطر‮ ‬التي‮ ‬مازالت‮ ‬تواجهه‮ ‬حتى‮ ‬اليوم‮.‬
مختتمةً‮: ‬بالنسبة‮ ‬لي‮ ‬كطالبة‮ ‬نشأت‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية،‮ ‬أؤكد‮ ‬أنها‮ ‬الدرع‮ ‬الواقي‮ ‬والحماية‮ ‬الحصينة‮ ‬لليمن‮ ‬أرضاً‮ ‬وشعباً‮ ‬وموارداً‮ ‬وحاضراً‮ ‬ومستقبلاً‮.‬

‮(‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬فتحت‮ ‬الحدود‮ ‬والقلوب‮ ‬والعقول‮ ‬للمحبة‮ ‬والابداع‮ ‬والتنمية‮)‬
* من جانبه تحدث الشاب ناصر محمد علي من محافظة أبين (مقيم في العاصمة صنعاء من قبل الوحدة) حيث قال : قبل الوحدة المباركة كان اهلنا في عدن وابين وكنا نحن مقيمين في صنعاء بعد نزوحنا الى الشمال بفعل الصراعات السياسية التي كان يشهدها الشطر الجنوبي من الوطن من حين الى آخر وكان آخرها الصراع الدموي المعروف بـ 13 يناير 1986م، وكنا نعاني كثيراً نتيجة البعد عن الاهل والاقارب، ونحلم بأن نسافر ونتنقل بين شطري الوطن بكل حرية وامان في يوم ما، وكان أهلنا في الجنوب يحلمون باليوم الذي نأتي فيه لزيارتهم..
مضيفاً: الوحدة اليمنية فتحت الحدود ولمت شمل ابناء الوطن الواحد ولم تكتف بفتح الحدود فقط بل فتحت معها القلوب والعقول للتسامح والتصالح والمحبة والانطلاق في معركة البناء والإعمار والابداع وصناعة المستقبل الجديد لليمن.
‮(‬اليمن‮ ‬بعد‮ ‬الوحدة‮ ‬اصبح‮ ‬بلداً‮ ‬موحداً‮ ‬سياسياً‮ ‬واقتصادياً‮ ‬واجتماعياً‮.. ‬ورقماً‮ ‬مهماً‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮ ‬والعالم‮)‬
* ويضيف الى ما سبق الشاب : عبدالله صغير فتيني من محافظة الحديدة بقوله: كان الوضع قبل الوحدة شيئاً بكل المقاييس من حيث تفجر الصراع بين الشطرين في أوقات مختلفة، وكان السفر عبر الحدود بين الشطرين الشمالي والجنوبي - وهذا نادراً ماكان يحصل- يتم بصعوبة بالغة واحياناً‮ ‬عبر‮ ‬التهريب‮ ‬من‮ ‬مناطق‮ ‬وعرة‮ ‬وغير‮ ‬مأهولة‮ ‬وربما‮ ‬يتعرض‮ ‬المسافر‮ ‬فيها‮ ‬إلى‮ ‬المزيد‮ ‬من‮ ‬المخاطر‮ ‬الطبيعية‮ ‬أو‮ ‬مخاطر‮ ‬حرس‮ ‬الحدود‮ ‬بين‮ ‬الشطرين‮.‬
مستطرداً: وكان الناس عندما يسافرو من الشمال إلى الجنوب والى عدن يشعرون بأنهم اغراب وفي دولة مختلفة من حيث للنظام والعلم والسلطة السياسية التى كانت تميل النظام الاشتراكي في ذلك الوقت والذي لم يكن يسمح بالحرية الاقتصادية الفردية والملكية الخاصة وكان يميل الى‮ ‬دول‮ ‬المعسكر‮ ‬الشرقي‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬الوقت‮.. ‬وكانت‮ ‬العملة‮ ‬في‮ ‬عدن‮ ‬اسمها‮ ‬الشلن‮ ‬وهي‮ ‬مختلفة‮ ‬عن‮ ‬الريال‮ ‬اليمني‮ ‬المعروف‮ ‬حالياً‮..‬
ويتابع الشاب عبدالله فتيني بقوله: لكن بعد الوحدة اليمنية المباركة فقد اصبح اليمن بلداً واحداً موحداً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأصبح رقماً مهماً في المنطقة والعالم وتوحد قدرات اليمن البشرية والاقتصادية وأصبح غنياً بالثروات المعدنية وبمختلف الثروات الأخرى،وقد عملت الوحدة على اتاحة الفرصة لابداعات الشباب واعطائهم فرص العمل في شتى المجالات، وأصبح اليمن يتمتع بساحل بحري طويل جداً يمتد من حدود سلطنة عمان شرقاً الى حدود السعودية غرباً وبكل ما يحتويه هذا الساحل من ثروات سمكية وبحرية في غاية الاهمية ان تم استغلالها‮ ‬بشكل‮ ‬فعال‮ ‬لصالح‮ ‬الوطن‮ ‬ومستقبل‮ ‬أبنائه‮.‬
مشيراً الى المخاطر التي واجهت اليمن بعد الوحدة حيث: ان موقعها الجغرافي قد جعلها عرضة للأطماع الخارجية من الدول التي تطمع بالنفوذ على الحدود والحصول على خيراتها وثرواتها، وهذا ما دفع بالاوضاع الى المزيد من المخاطر والتآمرات التي اوصلت البلاد الى مانحن فيه اليوم من فرقة وانقسام واصبح الناس يحلمون بتلك الأيام الجميلة التي عاشها الوطن في ظل الدولة والوحدة والأمن والاستقرار، فقد كانت الوحدة بالنسبة لابناء الشعب اليمني وعلى وجه الخصوص نحن الشباب والجيل الذي نشأ بعد الوحدة، بمثابة الام التي تضم ابناءها وتحميهم من اي‮ ‬خطر‮ ‬يمكن‮ ‬ان‮ ‬يواجههم‮ ‬في‮ ‬مختلف‮ ‬الظروف‮.‬
وفي الختام فقد كان من الضروري ان لا ندع مناسبة الذكرى الواحدة والثلاثين لقيام الوحدة اليمنية المباركة تمر دون ان نتعرف على ما يدور بخلد جيلها من ابناء اليمن الذين ولدوا وتربوا وعاشوا في ظلها، وخصوصا مع ماشهده اليمن في السنوات الأخيرة من تطورات واحداث اثرت‮ ‬على‮ ‬طرق‮ ‬التفكير‮ ‬والرأي‮ ‬عند‮ ‬البعض‮ ‬تجاه‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬متأثرين‮ ‬بمصالحهم‮ ‬الشخصية‮ ‬وارتباطاتهم‮ ‬الخارجية‮..‬
غير ان الذي يبعث على التفاؤل هو ماجادت به رؤى هؤلاء الشباب من جيل الوحدة الذين مازالوا ينظرون إليها برؤى وطنية مخلصة ويعتبرونها بمثابة سفينة النجاة الذي سيرسو بالوطن وابنائه الى شاطئ الأمان..
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60687.htm