الميثاق نت -

الإثنين, 31-مايو-2021
عبدالرحمن‮ ‬الصعفاني‮ ‬ -
الكتابات الحزينة المتداعية المشبعة بالكآبة والموغلة في اليأس التي تكتب بها أغلب بناتنا وعزيزاتنا في الفيسبوك على طول الخط، وفي كل حين تقريبا، تدفعنا لتسجيل هذه الدعوة للمراجعة والعودة عن هذا الخط الدامي الباكي الدائم لاعتبارات سيكيولوجية واجتماعية كثيرة، لعلنا‮ ‬نشير‮ ‬هنا‮ ‬لأهمها‮:‬
أولاً: خشية ألا يكون البوح تنفسياً أو تطهيراً للمآسي العاطفية والنفسية بقدر ما يمثّل تدعيماً لوجودها في تلافيف الروح والركون إليها والتعايش معها، وهو تنامٍ للشعور المنكسر، مضر قطعاً على المدى الطويل.
ثانياً‮: ‬تحول‮ ‬البؤس‮ ‬والسوداوية‮ ‬إلى‮ ‬حالة‮ ‬جماعية،‮ ‬تحت‮ ‬ما‮ ‬تُسمى‮ ‬بنظرية‮ ‬العدوى،‮ ‬حيث‮ ‬استحكام‮ ‬التعاطف‮ ‬السلبي‮ ‬مع‮ ‬البؤس‮ ‬وتحوله‮ ‬من‮ ‬الفردي‮ ‬إلى‮ ‬السائد‮ ‬والمستديم‮.‬
ثالثاً: لا قيمة لهذا التكشف الداخلي أمام القوم وتلقيهم السلبي، خاصة والأغلب يسقطها على الكاتبة بصورة آلية حادة وغير حميدة، ويتحول بعض المتابعين إلى راصد شرير، يفسر ويحلل على هواه، وتترسخ لديه تصورات وانطباعات غير إيحابية عن الكاتبة، وهو على كل حال كشف للداخل‮ ‬واعتمالاته‮ ‬تعبيراً‮ ‬عن‮ ‬وعي‮ ‬عام‮ ‬بالمأساة‮ ‬أو‮ ‬بوحاً‮ ‬باعتمالات‮ ‬خاصة،‮ ‬يتم‮ ‬أساساً‮ ‬بشكل‮ ‬مجاني‮ ‬وفي‮ ‬غير‮ ‬مكانه‮..‬
ما‮ ‬أتحدث‮ ‬فيه‮ ‬هنا،‮ ‬هو‮ ‬ذلك‮ ‬الاستمراء‮ ‬الدائم‮ ‬للحزن‮ ‬والأسى‮ ‬والكآبة‮...‬
مع‮ ‬التسليم‮ ‬بأن‮ ‬واقعنا،‮ ‬وفي‮ ‬تفاصيلنا‮ ‬الخاصة‮ ‬والعامة،‮ ‬ما‮ ‬يثير‮ ‬الأسى‮ ‬ويفقع‮ ‬المرارة‮ - ‬كما‮ ‬يقول‮ ‬إخوتنا‮ ‬المصريون‮ - ‬بامتياز‮!‬
واللهم‮ ‬كن‮ ‬لطيفاً‮ ‬بقلوب‮ ‬البنات‮ ‬والشقائق‮ ‬المرهفة‮ ‬واكتب‮ ‬لهن‮ ‬السعادة‮ ‬على‮ ‬الدوام‮..‬

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60691.htm