الميثاق نت -

الإثنين, 07-يونيو-2021
كتب/ يحيى علي نوري- رئيس التحرير -
السياسة المتزنة للشقيقة سلطنة عمان تؤهلها دوما للعب أدوار مهمة في رأب الصدع على صعيد العديد من االقضايا الإقليمية وذلك لما تمثله من قبول وما تتسم به أيضاً من تفهم عميق لمختلف القضايا في إطار من الحيادية وعدم الانجرار وراء أية أجندة قد يساء استخدامها وتمثل إضراراً بأمنها واستقرارها بل وأمن المنطقة عموما..

ولهذا تكتسب التحركات العمانية متابعة واهتمام أوساط واسعة بل ويسارع المحللون الاستراتيجيون إلى البناء على هذه التحركات حيث تفتح لهم أفقاً جديداً يحاولون من خلال تحليلاتهم الاقتراب من طبيعة ماستحمله الأيام القادمة من التنبؤ الصحيح لطبيعة التطورات القادمة ، خاصة على صعيد التحرك العماني الجديد ذات العلاقة باليمن وعلى ضوء وصول وفد عماني إلى العاصمة صنعاء..

كما تكسب هذه الزيارة أهمية اكبر في كونها
تأتي بعد زيارة المبعوث الأممي مارتن غريفيت والتي وصفت بالفاشلة ناهيكم عن التصريحات الساخنة للمبعوثين الأممي والأمريكي والتي حملت في طياتها عبارات الفشل والحسرة وكيل الاتهامات لأنصار الله وتحميلهم مسؤولية الإخفاق الذي منيا به..

وعلى ضوء كل هذه المعطيات ومؤشرات الانحسار لكل الجهود المبذولة فإن السؤال الذي يضع نفسه اليوم وبقوة مفاده هل بامكان الأشقاء العمانيين تحقيق مالم يستطع المبعوثان تحقيقه؟.. خاصة وأن الدبلوماسية العمانية حصيفة ومتعمقة في فهمها للمشكلات واستيعابها لتأثيراتها وارتداداتها على صعيد أمن السلطنة بل والأمن القومي العربي عموما..

ومن هذا المنطلق نجد أن هذا التحرك العماني في إطار وفد يمثل مكتب السلطان شخصياً لايخلو من الفهم العميق لاحتياجات  اليمن والمنطقة عموماً للسلام وكذا  فظاعة مظلومية اليمنيين جراء العدوان بل وحاجة اليمن وشعبها الماسة للسلام المشرف الذي لايضر بسيادتهم ولا يعرض مصالحهم العليا للخطر وبالصورة التي تتفق مع حجم تضحياتهم..

وتلك رؤية يدرك الأشقاء العمانيون إن تحركهم في إطارها يُكسبهم زخماً أكبر وتفاعل من قبل مختلف القنوات السياسية ذات العلاقة بالأزمة اليمنية..

وفي هذا الصدد يجب علينا أن لانتجاهل الضغوط الأمريكية المتوالية التي تواجهها مسقط وغيرها والتي تحاول الاستفادة من أي تحرك عماني يدركون انه يستند لحيثيات منطقية وموضوعية لدى صنعاء التي لايمكن أن تنسى الدور العماني المحايد إزاء مايعتمل من عدوان سافر على اليمن وماتقوم به مسقط من دور فاعل في التخفيف من معاناة اليمنيين ،
وعلى كل حال فإن التحرك العماني وإن جاء استجابة لدعوات أكثر من عاصمة فإنه يعد من وجهة نظرنا فرصة لمسقط لنقل أفكار ورؤى جديدة من شأنها أن تفتح افقاً فاعلاً على صعيد معالجة الأزمة اليمنية وهى رؤى قد وجد الأشقاء فيها مايستحق تحركهم ويرون فيها ماقد يساعد على تحقيق إنفراجة سريعة..

ونعتقد من خلال متابعتنا لمواقف الولايات المتحدة الأمريكية أن ما اعلنته الأسبوع الماضي عن خطة تحرك جديدة لها لوقف اطلاق النار باليمن وصفتها الخارجية الأمريكية بالعادلة والتي مازالت حتىهذه اللحظة في طور المناقشة بعيداً عن الاعلام هي الرؤية التي نتوقع أن يحملها الوفد العماني إلى صنعاء علاوة على ذلك المباحثات الهاتفية التي أجريت عشية زيارة الوفد العماني لصنعاء بين وزيري الخارجية الأمريكية والعمانية..

إذاً الجميع ينتظر بشغف كبير النتائج التي ستخلص إليها مباحثات صنعاء ..، وهي نتائج سواء أعلنت أم لم تعلن ستكون خطوة مهمة صوب المزيد من البلورة للحل الناجع والذي ينشده كل اليمنيين.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:43 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60713.htm