الميثاق نت -

الخميس, 10-يونيو-2021
‮ ‬حاوره‮/ ‬جمال‮ ‬الورد -
أكد أ.د حمود العودي -أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء، ورئيس التحالف المدني للسلم والمصالحة- أن المشكلة الأساسيّة التي تؤخر إعادة فتح الطرقات المهمة لتسهيل تنقل المواطنين تكمن في المخاوف الأمنية وانعدام الثقة بين الأطراف المتحاربة، موضحاً أن الخطوات الأخيرة‮ ‬باتت‮ ‬قريبة‮ ‬لفتح‮ ‬الطرقات‮ ‬وسيتم‮ ‬استئناف‮ ‬المتابعة‮ ‬لذلك‮ ‬قريباً‮.‬
وأشار إلى أن عمل التحالف المدني يمضي باتجاهين رئيسين، الاتجاه الأول يتمثل في متابعة حقوق وهموم الناس، ومطالبهم سواء فيما يتعلق بالمعاشات أو الكهرباء، والاتجاه الثاني يسعى للبحث عن حل لمحنة الوطن بشكل عام، في نطاق الثوابت الوطنية للثورة والجمهورية والوحدة وبناء‮ ‬الدولة‮ ‬المدنية‮ ‬الحديثة‮..‬
وأضاف أ.د حمود العودي في حوار مع »الميثاق«: إن ما يعانيه اليمن اليوم، أمر محزن، ومخجل في نفس الوقت، بسبب المناكفات السياسية التي ينتهجها أطراف الصراع، وعدم تقبلهم لبعضهم البعض، وتسييسهم لكل الأمور التي تمس المواطن شمالاً وجنوباً، دون مراعاة الواجب الوطني والأخلاقي‮ ‬والإنساني‮ ‬الذي‮ ‬يفرض‮ ‬عليهم‮ ‬العمل‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬السلام‮ ‬وتقبل‮ ‬كل‮ ‬الرؤى‮ ‬والأفكار‮ ‬التي‮ ‬تؤسس‮ ‬لتعايش‮ ‬سلمي‮ ‬وشراكة‮ ‬سياسية‮ ‬صادقة‮. ‬
كما‮ ‬تناول‮ ‬اللقاء‮ ‬حقيقة‮ ‬المواقف‮ ‬السعودية‮ ‬تجاه‮ ‬اليمن،‮ ‬وما‮ ‬يدور‮ ‬من‮ ‬حراك‮ ‬دولي‮ ‬لإحلال‮ ‬السلام‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬وغيرها‮ ‬من‮ ‬القضايا‮ ‬الفنية‮ ‬تجدونها‮ ‬في‮ ‬طيات‮ ‬الحوار‮ ‬التالي‮ : ‬

‮* ‬يقوم‮ ‬التحالف‮ ‬المدني‮ ‬للسلم‮ ‬والمصالحة‮ ‬بجهود‮ ‬كبيرة‮ ‬لفتح‮ ‬الطرق‮ ‬واعادة‮ ‬صرف‮ ‬المرتبات،‮ ‬وتحقيق‮ ‬مصالحة‮ ‬وطنية،‮ ‬الى‮ ‬أين‮ ‬وصلتم‮ ‬في‮ ‬ذلك؟
- أولاً شكراً جزيلاً وأهلاً ومرحباً بالميثاق، وشكراً على هذه الفرصة للحديث عن هموم الوطن بشكل عام وعما يقوم به التحالف المدني للسلم والمصالحة الوطنية على وجه الخصوص، فالتحالف المدني يتبنى اتجاهين رئيسيين في نشاطه.
الاتجاه الأول هو متابعة حقوق وهموم الناس، ومطالبهم سواء فيما يتعلق بالمعاشات أو الكهرباء، حتى المظالم الفردية والعامة، والاتجاه الآخر يتمثل في البحث عن حل لمحنة الوطن بشكل عام، في نطاق الثوابت الوطنية للثورة والجمهورية والوحدة وبناء الدولة المدنية الحديثة، وصلنا في جهودنا هذه على مدى خمس سنوات مضت، ولكي نكون صادقين فقد نجحنا في القليل، وتعثرنا في كثير من الحالات، نجحنا في استعادة معاشات المتقاعدين المدنيين لفترة طويلة كانت تصرف من البنك المركزي في عدن، إلى أن جاء الإصدار الجديد للعملة، برزت أزمة عطلت الموقف بشكل مؤلم، لأنه صدر قرار بوقف التعامل بالإصدار الجديد في المحافظات الشمالية، عاودنا التواصل مع عدن من جديد وقلنا لهم ما ذنب هذا الإنسان الذي دفع ماله في ما يجري من مهاترات سياسية ومناكفات، واتفقنا مع المؤسسة العامة للتأمينات والمعاشات في صنعاء، على أن هناك فارقاً بين الإصدار الجديد والقديم، وتم الاتفاق على أن تتحمل المؤسسة هذا الفارق، وتم ذلك بمحضر موجود، ونزلنا عدن ونجنا والحمد لله وصرف مع بداية هذا العام لثلاثة أشهر، ثم حدثت متغيرات سياسية في عدن أربكت الأمور وللأسف لم نتمكن من استعادة الصرف.
ما يجري بالنسبة للطرق مأساة وخزي في تاريخ اليمن، أن تتحول مسافة الساعة الواحدة إلى عشر وأثنا عشرة ساعة، ونحن نتهم الآخر (الخارج) بأنه يحاصرنا ويعتدي علينا صحيح، ولكن نحن نأمر الناس بالبر وننسى أنفسنا، بل إننا نفعل ما هو أسوأ منه، ولك أن تتصور أن أهم منافذ التواصل الاجتماعي في الوطن مغلقة، مثل كرش - الشريجة كطريق تاريخي رسمي لملايين الناس وكذلك الضالع - قعطبة - دمت، بالإضافة الى صنعاء - مارب، وكذلك لودر - مكيراس وعقبة ثرة، وأينما ذهبت تجد كارثة، ولذلك نحن بذلنا جهداً في هذا المجال بشكل مكثف، وتواصلنا مع الأطراف هنا في صنعاء، مع (أنصارالله) ومع الطرف الآخر، وكانت هناك بوادر طيبة، وخطوات حتى الآن نعتبرها أساساً لحل هذه المشكلة، كما استطعنا أن نتواصل مع أطراف مختلفة في الجنوب كالانتقالي والشرعية، والسلطات المحلية واستطعنا أن نقنعهم بضرورة فتح الطرق، وتوصلنا معهم إلى حلول طيبة ومرضية جداً وموثقة، بقيت بعض الإجراءات المتعلقة بالترتيبات، فأنصار الله هنا في صنعاء رحبوا بالأمر كونه أمراً جيداً وتحركنا مع الأخ محافظ الضالع مشكوراً على جهوده ومواقفه التي يجب أن نسجل الشكر والتقدير لها، وبرغم المحاذير التي تحدثت عنها صنعاء بضرورة وضع ترتيبات وضوابط للحركة، فالمخاوف تظل مخاوف أمنيه وانعدام الثقة بين الأطراف هي من تؤجل فتح الطرقات، ولكننا إن شاء الله الآن في الخطوات الأخيرة التي نتطلع أن تستأنف خلال الأيام القادمة.

‮* ‬ما‮ ‬تقييمك‮ ‬لمدى‮ ‬تجاوب‮ ‬الاطراف‮ ‬مع‮ ‬ما‮ ‬تقومون‮ ‬به؟
- تقييمنا كمجتمع مدني ونحن شهود حق غير معنيين بأي موقف، بأن الكل يراهن على المناكفات السياسية وعلى أن يسجل مواقف وحسابات سياسية ويستخدم كل شيء للسياسة حتى الطريق للأسف الشديد، وإن مثل هذه الأمور محزنة ومؤلمة من جانب الطرفين.

‮* ‬الآلة‮ ‬الاعلامية‮ ‬تعلي‮ ‬خطاب‮ ‬الكراهية‮ ‬والعنف،‮ ‬هل‮ ‬تشكل‮ ‬عائقاً‮ ‬امام‮ ‬ما‮ ‬تقومون‮ ‬به؟
- نحن من جانبنا نكرس ثوابت لا نكل ولا نمل من طرحها، أن الحرب مرفوضة بكل المقاييس، ولا يوجد على الإطلاق ما يبررها نهائياً، والشيء الآخر أن الكراهية والعنف أخطر من القتل والقتال، لأن القتال قد يخرب بيتاً، ولكن الكراهية تكرس أجيالاً وتشب الوجدان الاجتماعي لزمن غير محدود، وبالتالي تكريس الكراهية بين الناس أخطر بكثير من مجرد الحرب، نحن في اليمن نتقاتل سياسياً ونتقاتل قبلياً، نتقاتل منازعات أشخاص، ولكن ليس هناك جذر للكراهية، إذا توافقنا انتهى الأمر، ولكن عندما يتم تكريس ثقافة القتل باعتبار الآخر عدو الله،وقتله تقرب من الله ،هذا الأمر الخطير يصبح صعباً علاجه، وهنا تكمن الخطورة، وهنا أقول لرواد الكراهية والمتحمسين لها من الطرفين، وكيفما كانوا، أقول لهم بأنهم يعرضون تجارة بائرة في اليمن، لأن اليمن ليست وطناً للكراهية، في تاريخنا لم نتقاتل دينياً على الإطلاق، ولن نفعلها‮ ‬إن‮ ‬شاء‮ ‬الله،‮ ‬وبالتالي‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬الناس‮ ‬الخيرين‮ ‬أن‮ ‬يتنبهوا‮ ‬لهذا‮ ‬الأمر‮ ‬ويحموا‮ ‬أنفسهم‮ ‬منه،‮ ‬على‮ ‬الأقل‮ ‬يحصنوا‮ ‬أنفسهم‮ ‬من‮ ‬هذا‮ ‬المرض‮ ‬الذي‮ ‬تروجه‮ ‬السياسة‮ ‬بدون‮ ‬أخلاق‮ ‬أو‮ ‬مخافة‮ ‬من‮ ‬الله‮ .‬

‮* ‬دعا‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬الى‮ ‬ضرورة‮ ‬تجاوز‮ ‬اخطاء‮ ‬الماضي‮ ‬واحقاده‮ ‬والتوجه‮ ‬نحو‮ ‬شراكة‮ ‬ومصالحة‮ ‬وطنية‮ ‬من‮ ‬اجل‮ ‬اليمن‮.. ‬ما‮ ‬تعليقكم؟
- انا لست في المؤتمر ولم أكن يوماً في المؤتمر، ولكني سأكون شاهد حق، وفي تقديري أن المؤتمر الشعبي العام كان هو أفضل القواسم المشتركة بين الناس، والمساحة التي كانت تتسع لكل الألوان والأطياف بكل تأكيد، وبالتالي فهو البيئة المناسبة لفكرة العمل السياسي الذي يتجاوز المنطقة والمذهب والقبيلة، وكل الأحزاب الوطنية والقومية بلا استثناء، ولكن لأن المؤتمر جاء في فترة ولديه صدر أوسع بكثير من غيره، وبالتالي نقول بأن دعوته إذا ما توحد هو وراءها، ولم شعثه، وترك التشتت والتجزؤ حتى لا يذهب حيث ذهب الآخرون، هو خير من يدعو والناس سيجدون فيه خير من يستجاب له، لأنه الأقرب للرأي العام، ولهذا نرجو أن يستعيد المؤتمر مكانته ويحمل رسالة جديدة، وما ذهب قد ذهب، ونبقى منشغلين بالماضي والصور، لأن هذه الأمور لن تعيد شيئاً، وإنما يتوجب التأمل فيما أخطأوا وننطلق لمعالجتها ونتفاداها.

‮* ‬يقود‮ ‬الشيخ‮ ‬صادق‮ ‬جهوداً‮ ‬لإعادة‮ ‬هيكلة‮ ‬وتنظيم‮ ‬ولملمة‮ ‬الحزب،‮ ‬باعتباره‮ ‬أصبح‮ ‬حزباً‮ ‬خارج‮ ‬السلطة‮.. ‬ما‮ ‬تعليقكم؟
- الشيخ صادق بن أمين أبو راس، أخ وصديق وزميل وعزيز، وقضينا معه فترات طويلة أيام الإدارة المحلية والعمل التعاوني، وصادق هو صادق، وهو صاحب رأي وصاحب موقف، ولكن عندما نقول خارج السلطة فيها صعوبة نوعاً ما، ليس ميزة أن يكون خارج السلطة أو على رأسها، المهم ماذا يفعل أينما كان، بالعكس المؤتمر الشعبي العام لايزال له عناصر فاعلة في السلطة ويفترض أن لا يفقدوا مبادرتهم وموقفهم، ويفترض أن يكونوا صوتاً عالياً ومرتفعاً وناصحاً أميناً للإخوان أنصار الله، لأن من يزين لأنصار الله فعلهم أو يسكت عليهم هو العدو الحقيقي لهم، وبالتالي‮ ‬يعول‮ ‬على‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬وعناصره‮ ‬داخل‮ ‬السلطة‮ ‬أن‮ ‬يشكلوا‮ ‬حضوراً‮ ‬قوياً،‮ ‬ويقوّموا‮ ‬الأخطاء‮ ‬ويكونوا‮ ‬صادقين‮ ‬ليس‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬المؤتمر‮ ‬بل‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬الوطن‮.‬

‮* ‬التدخل‮ ‬الخارجي‮ ‬المتمثل‮ ‬في‮ ‬العدوان‮ ‬السعودي،‮ ‬لم‮ ‬يقدم‮ ‬نموذجاً‮ ‬تنموياً،‮ ‬بل‮ ‬قدم‮ ‬صورة‮ ‬بشعة‮ ‬للأطماع‮ ‬والسيطرة‮.. ‬ما‮ ‬تعليقكم‮ ‬على‮ ‬ذلك؟
- اذكر القارئ أن علاقتنا للأسف الشديد مع جيراننا والسعودية على وجه التحديد، مبنية على أزمة خطيرة منذ أن نشأت هذه الدولة قبل 90 سنة، لأن لديهم وصية من مؤسس هذه الدولة (الملك عبدالعزيز) تقول لأولاده بأن خيركم في شر اليمن، وشركم في خيرها، هذه وصية مثبتة ومايزالون يطبقونها وبالتالي لا يمكن على الإطلاق أن يتوقع منهم خير، إلا إذا غيروا هذه المقولة الخرقاء، وانا دوماً أكتب وأناشد وأطالب وأقول لا .. لا تقولوا بأن خيركم في شرنا، وشركم في خيرنا، بل خيرنا في خيركم وشركم في شرنا، فاليوم العالم قرية صغيرة، وإذا كان عبدالعزيز‮ ‬قال‮ ‬هذه‮ ‬المقولة‮ ‬في‮ ‬زمن‮ ‬وأفق‮ ‬ضيق،‮ ‬فاليوم‮ ‬العالم‮ ‬مفتوح‮ ‬ونحن‮ ‬أولى‮ ‬ببعض‮ ‬ومصالحنا‮ ‬مشتركة،‮ ‬لكنهم‮ ‬للأسف‮ ‬لم‮ ‬يتجاوزا‮ ‬هذه‮ ‬المقولة‮.‬
وبالتالي كانت علاقتهم بالأزمة المتعلقة باليمن مبنية على الاطماع والغزو والاحتلال وعلى تحقيق ما لم يتمكنوا من تحقيقه على مدى سنوات، لم يكونوا معنيين على الإطلاق بانتصار شرعية، ولا جمهورية ولا حتى أنهم يهزمون الحوثي، فهم يعرفون انه عدوهم التاريخي ويعرفون انه صلب ولن يهزموه، فهم يقارنون مواقفهم بالبرجماتية (مصالحهم) فقط سواءً قتالهم مع الجمهورية في السابق أو اليوم. وبذلك يفكر أنه إن لم يسيطر على اليمن بكامله، سوف يسيطر على بعضه، وهذا التفكير الذي ينتهجونه تفكير خاطئ.

‮* ‬لليمن‮ ‬موقع‮ ‬استراتيجي‮ ‬مهم،‮ ‬وللجزر‮ ‬اليمنية‮ ‬اهمية‮ ‬بالغة،‮ ‬ما‮ ‬رسالتكم‮ ‬للحكومة‮ ‬مما‮ ‬يجري‮ ‬في‮ ‬ميون‮ ‬وسقطرى‮ ‬وغيرهما؟
- من واجب ما تُسمى الشرعية إذا كانت حريصة على الوطن أن يحترموا أنفسهم ويخرجوا من هذا المكان (الرياض) ويعودوا إلى بلدهم، فالناس موجودون في مأرب وفي حضرموت، فليعودوا إلى بلدهم ويقاتلوا خصومهم في بلدهم، أما أن يظل يحلم بأن الآخر سيقاتل نيابة عنه وإعادته ليحكم،‮ ‬وهو‮ ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬يقوى‮ ‬حتى‮ ‬على‮ ‬أن‮ ‬يصل‮ ‬إلى‮ ‬عاصمته‮ ‬المؤقتة‮ ‬كما‮ ‬يقول،‮ ‬هذا‮ ‬كلام‮ ‬ليس‮ ‬إلا‮ ‬سكرات‮ ‬ما‮ ‬قبل‮ ‬الموت‮.‬
ولذلك‮ ‬نقول‮ ‬ان‮ ‬الحل‮ ‬امام‮ ‬اليمنيين‮ ‬أن‮ ‬يتوافقوا،‮ ‬فلن‮ ‬يستطيع‮ ‬أحد‮ ‬أن‮ ‬يلغي‮ ‬الآخر،‮ ‬أو‮ ‬يبلع‮ ‬هذا‮ ‬الوطن‮ ‬بأكمله‮.‬

‮* ‬هناك‮ ‬حراك‮ ‬عالمي‮ ‬من‮ ‬اجل‮ ‬تحقيق‮ ‬السلام‮ ‬في‮ ‬اليمن،‮ ‬هل‮ ‬بنظرك‮ ‬اصبحت‮ ‬أطراف‮ ‬الصراع‮ ‬متقبلة‮ ‬للسلام؟
- للأسف أستطيع أقول بأن الآخر أصبح أكثر رأفة بنا وبهذا البلد من أطرافه السياسية ، اليوم العالم أكمل قرية، والعالم له مصالح، والاستقرار في منطقة حيوية واستراتيجية كهذه أمر يهم العالم بأسره، فاليمن بلد عمره عشرة آلاف سنة، هو في ذاكرة البشرية وفي ذاكرة الحضارة وله حضوره وعندما يشاهده العالم يتجرع ما يُجرع من أهله وأبنائه وهذا أمر يندى له الجبين، فأنا أقول أن العالم نعم معنا، ومن يتوهم بالمؤامرات الخارجية والعالمية أقول له أنت غريم نفسك بالدرجة الأولى، أما الآخر فهو صاحب مصلحة، فإن استمررت في القتال سيبيع لك السلاح، وإن أقمت السلم والاستقرار سيأتي يبني مصنعاً، وبالتالي الأمر سيان له ، إن صعدت الحرب والقتال، أو صعدت السلام والاستقرار، سوقه موجودة ومضمونة في كلتا الحالتين، ومع ذلك هو يقول يرثى لحالك، ويقول السلام افضل لك لتخرج من هذه المحنة.

‮* ‬هل‮ ‬مبادرات‮ ‬السلام‮ ‬التي‮ ‬نسمع‮ ‬عنها،‮ ‬تلبي‮ ‬طموحات‮ ‬الشعب‮ ‬وتحفظ‮ ‬سيادة‮ ‬الوطن،‮ ‬وتؤسس‮ ‬لسلام‮ ‬دائم،‮ ‬ام‮ ‬لا‮ ‬من‮ ‬وجهة‮ ‬نظرك،‮ ‬وما‮ ‬الذي‮ ‬ينبغي‮ ‬ان‮ ‬تتضمنه‮ ‬تلك‮ ‬المبادرات؟
- اقول لك ما قاله علي ولد زايد في موروثنا الشعبي (ما حك لي مثل ظفري... ولا خدمني ولد ناس) ولن يأتي حل من الخارج ليحل مشكلة اليمن مالم يقتنع أهله بالحل، فالحل لابد أن ينبع من اليمنيين أنفسهم، وعبر كل المشاكل التي مضت، تقاتلنا ملكيين وجمهوريين، ولم يحلها أحد إلا عندما جاء في مؤتمر حرض وبرز عاقلان (القاضي الإرياني- وأحمد الشامي) تفاهموا بينهم واتفقوا، وتقاتلنا شمالاً وجنوباً، ويساراً ويميناً وجبهة قومية، ولم تُحل مشكلة اليمنيين إلا عندما التقى الناس بشكل جدي وحصلت معجزة متمثلة في 22 مايو وغضب علينا العالم كله حينها،‮ ‬لذلك‮ ‬اقول‮ ‬بصدق‮ ‬إن‮ ‬الخارج‮ ‬مجرد‮ ‬عامل‮ ‬مساعد،‮ ‬وليس‮ ‬عاملاً‮ ‬أساسياً‮ ‬في‮ ‬الحل،‮ ‬فالحل‮ ‬لابد‮ ‬ان‮ ‬يأتي‮ ‬من‮ ‬اليمنيين‮ ‬أنفسهم‮.‬

‮* ‬رسالة‮ ‬وكلمة‮ ‬أخيرة؟
- رسالتي الأخيرة لكل الأطراف والبداية الاخوة أنصار الله لأنهم المعنيون بالدرجة الأولى الآن، بأنهم يجب أن يبادروا للسلام، وان يبادروا للقبول بالآخر، ويبادروا الآخر مما هو فيه خصوصاً وأن عبدربه ومن معه ورغم كل الضغوط وصعوبة الأمر لم يوقعوا للمعتدين على شيء من اليمن، ورفض تأجير الموانئ والجزر للإمارات ولم يقبل بأن يمنح السعودية ممراً محاذياً لعمان وصولاً إلى بحر العرب، وهناك العديد من الأمور التي ضغط المعتدون عليه من أجلها ولكنه يرفضها على الأقل حتى اليوم.
ولذلك‮ ‬لابد‮ ‬ان‮ ‬نعين‮ ‬الطرف‮ ‬الآخر،‮ ‬فلا‮ ‬نخذلهم‮ ‬ونتركهم‮ ‬ضحية‮ ‬للعدو‮ ‬المشترك،‮ ‬على‮ ‬أنصار‮ ‬الله‮ ‬أن‮ ‬يبادروا‮ ‬وان‮ ‬نسعى‮ ‬جميعنا‮ ‬لكي‮ ‬نوجد‮ ‬القاسم‮ ‬المشترك‮ ‬للطرفين‮ ‬ونتوافق‮ ‬كيمنيين،‮ ‬وان‮ ‬نعيد‮ ‬اللحمة‮ ‬لهذا‮ ‬الوطن‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:13 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60722.htm