الميثاق نت: - أنهى المبعوث الأممي مارتن غريفيث مهمته في اليمن بعد ثلاث سنوات منذ تعيينه دون أن يحقق شيئاً ، كما فعل من قبله اسماعيل ولد الشيخ وجمال بنعمر ، وكأن كل مبعوث منهم عليه أن يقضي ثلاث سنوات حاملاً فوق كتفيه القضية اليمنية كما تريد الأمم المتحدة ومجلس الأمن، دون الوصول لأي حلول ومعالجات.
نفس السيناريو الذي قام به سابقاه يتكرر اليوم مع الميعوث الأممي مارتن غريفيث الذي بقي ثلاث سنوات يتنقل بين الرياض وصنعاء وعدن وطهران وستوكهولم وواشنطن ومسقط وعمان ولم يصنع خلالها شيئاً ولم يفد اليمنيين في شيء.
ثلاث سنوات بقي خلالها يتلاعب بالأحداث والوقائع ويوظفها لصالح أسياده.. يتأسف على الحالة الإنسانية السيئة التي وصل إليها الشعب اليمني جراء الحرب والحصار..؛ ويعبر عن قلقه من استهداف المواقع العسكرية السعودية من قبل الجيش اليمني دون الشعور بوخزة ضمير على حياة المدنيين اليمنيين وفي مقدمتهم الأطفال والنساء الذين يتساقطون من الاستهداف المتواصل لطيران العدوان.!
بقي مارتن غريفيث طيلة السنوات الثلاث الماضية يقدم احاطاته لمجلس الأمن ولم يقدم فيها شيئاً جديداً بل ظل يكرر نفس الحكاوى والقصص التي دأب عليها خلفه اسماعيل ولد الشيخ طيلة بقائه في منصبه كمبعوث أممي، ولم يستفد اليمنيون شيئاً منها.. فلا إنها قادت الى وقف العدوان ولا إلى رفع الحصار وخاصة على مطار صنعاء الدولي، وانما على العكس من ذلك ادت إلى زيادة معاناة اليمنيين وتجويعهم وقتلهم إما بصواريخ الموت أو بالأوبئة والأمراض التي تسبب العدوان بظهورها وانتشارها اضافة إلى سلاح التجويع.!
ماذا قدم وصنع مارتن غريفيث لليمن واليمنيين طيلة السنوات الثلاث الماضية التي بقي فيها ممثلاً للأمم المتحدة في العدوان عليهم.؟!!
كان يتجول بين عواصم دول العالم ليشرح ما انجز وقدم في اطار مساعيه وجهوده لايقاف الحرب في اليمن وتحقيق السلام..؛ وكانت طهران إحدى محطات زياراته.. فماذا فعل هناك ؟!
ذهب إلى طهران ليؤكد للعالم أن إيران هي اليمن وأن اليمن هي إيران كما كان يفعل ولد الشيخ وان الحرب الإجرامية المشتعلة منذ العام 2015م في اليمن الإيرانية لا تستهدف اليمنيين وإنما الإيرانيين.. وان الشعب اليمني لا علاقة له بهذه الحرب وليس الطرف المستهدف.. وعليها - أي إيران - وقف اطلاقها للصواريخ الباليستية باتجاه الأراضي السعودية ومناقشة الحلول الممكنة والكيفية المناسبة لتحقيق السلام بين الجانبين وعودة كل منهما إلى قواعده سالماً على قاعدة لا ضرر ولا ضرار.!!
لم يكن مارتن غريفيث أميناً وشجاعاً في كل تصريحاته واحاطاته التي قدمها إلى مجلس الأمن .. هل قال ولو مرة واحدة إن تحالف العدوان هو السبب الرئيسي والأوحد في انتشار الأوبئة والأمراض في اليمن وفي مقدمتها وباء الكوليرا وسوء التغذية نتيجة قصفه لشبكات وخزانات المياه والمستشفيات والمراكز الصحية.؟!
هل قال إن الحصار الظالم والجائر المفروض على اليمن واليمنيين منذ بدء العدوان في 26 مارس 2015 وحتى اليوم هو السبب الرئيسي في تفاقم الحالة المعيشية لملايين اليمنيين وانعدام الدواء والغذاء وتسيّد المجاعة وموت عشرات الآلاف من أبناء هذا الشعب.؟!
هل طالب وحث الخطى على ضرورة صرف مرتبات موظفي الدولة دون شروط ووفقاً للاتفاق الذي بموجبه تم نقل البنك المركزي إلى عدن وعدم استخدامها أو توظيفها - أي المرتبات - كورقة حرب؟!
كان مارتن غريفيث عند كل ظهور إعلامي يتحدث بنفس لغة ولد الشيخ - التي اعتاد عليها منذ تسلمه مهامه كمبعوث أممي - المجافية للواقع والبعيدة عن المصداقية والمليئة بالإفتراءات كالببغاء الذي يردد ما يقول مالكه.. ليكشف للعالم أنه غير أمين وغير مسئول وغير قادر على حلحلة القضية اليمنية وإيصال اليمنيين الى اتفاق ينهي الحرب ويوقف العدوان ويرفع الحصار وبما يقود إلى تحقيق السلام.
اختارت الأمم المتحدة مارتن غريفيث كمبعوث لها إلى اليمن لا ليحقق شيئاً وإنما ليكرر نفس الخيبة التي سجلها ولد الشيخ وكل ذلك بتوجيهات من هذه المنظمة الأممية ومجلس الأمن اللذين أكدا تواطوهما مع دول العدوان منذ البداية من خلال جنوحهما للعدوان من جهة ، ومن جهة ثانية التغطية على كل جرائمهم بحق المدنيين اليمنيين والتبرير لها دون حياء.!
لو كان هناك نية حقيقية من قبل الأمم المتحدة لحل القضية اليمنية لكانت عملت ذلك ، لن نقول في عهد جمال بنعمر وإنما في عهد اسماعيل ولد الشيخ، ولكنها كشفت عن حقيقة دورها المتماهي مع دول العدوان وقياداتها.
لقد كشفت الأمم المتحدة عن مكاييلها ومعاييرها المزدوجة في التعامل مع مختلف القضايا الحاصلة في العالم وخاصة في المناطق التي تشهد صراعات ونزاعات ، وتنظر إليها من منظار واحد مليئ بالتناقضات والمغالطات التي تنسجم مع مايروج له المعتدي والقاتل والظالم على هذه الدولة "الضحية" أو تلك ، كما هو في اليمن على وجه التحديد.!
هذا هو الدور الحقيقي للأمم المتحدة وأمينها العام غوتيريش الذي بدا واضحاً تحريكه من الشركاء الرئيسيين للنظام السعودي "الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا" وغيرهما من الدول الكبرى التي تبحث عن مصالحها ولا تتحرك أو يكون لها موقفاً من أي عدوان أو جريمة ومجزرة في العالم إلا وفقه.!
والحقيقة الوحيدة التي قالها المبعوث الأممي مارتن غريفيث في إحاطته الأخيرة التي قدمها الثلاثاء الماضي هي الاعتراف بالفشل الذي مني به في حل القضية اليمنية ولكنه اغفل الأسباب الحقيقية التي قادته لهذا الفشل الذي تقف خلفه دول العدوان وحلفاؤها الرئيسيون وليس اطراف الصراع في اليمن كما اسماهم.!!
وفي كلمته أيضاً التي اختتم بها منصبه لم ينسَ غريفيث الإشادة بالجهود الاستثنائية التي بذلها وما زال يبذلها النظام السعودي لحل الأزمة اليمنية ، وكأن هذا النظام لا علاقة له بما يشهده اليمن من عدوان وحصار وجرائم وموت وأمراض وأوبئة منذ أكثر من ست سنوات.!!
لقد اكدت الأمم المتحدة بهذا الفشل الذي اعترف به غريفيث ومن قبله ولد الشيخ سعيها لإطالة أمد العدوان والحصار على اليمن واليمنيين كما فضحت نفسها وكشفت أنها ليست سوى حاضنة لأنظمة القتل والعدوان والإجرام كما أنها مثلت لسان حال الأنظمة الكبرى في العالم التي تتولى مهمة التغطية على جرائم شركائها.!
لم تقم هذه المنظمة الدولية ومعها مجلس الأمن خلال السنوات الست الماضية بشيء ينتصر للإنسانية المنتهكة وللقتل والتدمير الإجرامي المرتكب ضد اليمن واليمنيين وفي مقدمتهم الأطفال والنساء ، وإنما استمرا يشاهدان ما يحدث من قتل وتدمير وانتهاكات متواصلة لحقوق الإنسان وحقوق الطفل، ولم نسمع منهما سوى التعبير عن القلق البالغ واطلاق تحذيراتهما بين الحين والآخر ، ووسطهما يتاجران بالقضية اليمنية من خلال عقد المؤتمرات تحت مسمى دعم اليمنيين الذين يواجهون اسوأ كارثة إنسانية في العالم .. إضافة إلى استمرار اعضاء مجلس الأمن ببيع الاسلحة التدميرية الفتاكة لشركائهما النظامين السعودي والإماراتي وجني المليارات من الأموال.
هكذا ظلوا يعزفون على هذا الوتر منذ الشهر الأول للعدوان ، ويوزعون مناشداتهم يمنة ويسرة ويجدون في الكارثة الإنسانية مادة خصبة لزيادة مكاسبهم وأرباحهم.!
وهنا يبقى السؤال الأهم : هل تستمر الأمم المتحدة ومعها مجلس الأمن في السير بنفس سياستهما التدميرية والقاتلة بحق اليمن واليمنيين ، أم وصلا إلى قناعة حقيقية بضرورة العمل الجاد والصادق والمسئول على وقف العدوان ورفع الحصار ووضع الحلول والمعالجات الحقيقية للقضية اليمنية وبما يؤدي إلى إنهاء هذه المعاناة التي يتكبدها اليمنيون منذ أكثر من ست سنوات أم أن توجهاتهم القادمة ستستمر بنفس السياق الحالي ويعملون على تعيين مندوب أممي جديد يواصل السير بنفس النهج الذي سار عليه السابقون وليبقى في هذا المنصب ثلاث سنوات أخرى ويختتمها بالتعبير عن الفشل والأسف كما فعل من قبل ولد الشيخ وغريفيث؟!
|