الميثاق نت -

الإثنين, 21-يونيو-2021
جلال‮ ‬علي‮ ‬الرويشان‮ ‬ -
النقطة‮ ‬الأولى‮ .. ‬محلية‮ :‬
أُكتبوا‮ ‬،‮ ‬سجلوا‮ ‬،‮ ‬صوروا‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬بين‮ ‬يديكم‮ ‬،‮ ‬وكل‮ ‬ما‮ ‬يُحيط‮ ‬بكم‮ .. ‬هذه‮ ‬السنوات‮ ‬العشر‮ ‬التي‮ ‬مرَّت‮ ‬بها‮ ‬بلادنا‮ ‬،‮ ‬وبرغم‮ ‬ما‮ ‬فيها‮ ‬من‮ ‬الأسى‮ ‬والحزن‮ ‬والألم‮ ‬،‮ ‬هي‮ ‬التي‮ ‬سيتبرعم‮ ‬منها‮ ‬الأمل‮ .. ‬
اللبن‮ ‬الخالص‮ ‬السائغ‮ ‬للشاربين‮ ‬،‮ ‬يخرج‮ ‬من‮ ‬بين‮ ‬فرث‮ ‬ودم‮ .. ‬
وحتى‮ ‬لا‮ ‬تنسى‮ ‬الأجيال‮ ‬القادمة‮ ‬الصيرورة‮ ‬التي‮ ‬أوصلتها‮ ‬إلى‮ ‬ماهي‮ ‬عليه‮ .. ‬يجب‮ ‬علينا‮ ‬أن‮ ‬نكتب‮ ‬الحوادث‮ ‬،‮ ‬ونسجل‮ ‬الأحاديث‮. ‬
يجب‮ ‬أن‮ ‬نعتبر‮ ‬ونتعلم‮ ‬من‮ ‬العِبَر‮ ‬التي‮ ‬مررنا‮ ‬بها‮ ‬،‮ ‬كيف‮ ‬نعبُر‮ ‬إلى‮ ‬الفضاء‮ ‬الرحب‮ ‬الأوسع‮ .. ‬
لا شيء يدوم إلا الله ، ولا شيء يبقى على حاله إلا الله .. الأيام دول ، والتغيير هو السنة الثابتة في الكون ، ولن تبقى اليمن رهينة المحبسين .. عدوان الخارج ، وعملاء الداخل .. ومصير كل جيل مرهون بالزمن الذي يعيش فيه.. المواطن الياباني الذي ولد في العقد الأول من القرن العشرين (1900 - 1910م) عاش وعايش ما تعرضت له بلاده من عدوان خارجي لا يمت لأخلاق الحرب ولا للإنسانية بصلة ، وقد بلغ ذروته في ضرب هيروشيما وناجازاكي بالقنابل النووية الأمريكية عام 1945 م .. والمواطن الياباني الذي ولد في العقد الأول من النصف الثاني من القرن العشرين (1950 - 1960م) عاش وعايش النهضة العلمية ، والرفاه الاقتصادي ، والتقدم التكنولوجي الهائل ، الذي جعل أحد رؤساء أمريكا يُصاب بالاعياء ، ويسقط أرضاً وهو يتفاوض مع اليابان في مسائل اقتصادية وتجارية ..
نعم .. الشعوب لا تموت ، ولا يمكن القضاء عليها ولا إخضاعها بالقوة .. هي تكبو أحياناً ، ولكنها تهب واقفة كالمارد .. وهذا للأسف ما لا يدركه ، ولا يبدو أنه سيدركه كل من مد - وما يزال - يمد يده بسوء إلى اليمن ..
هذه‮ ‬السنوات‮ ‬العشر‮ ‬أكسبتنا‮ - ‬كشعب‮ - ‬المهارة‮ ‬في‮ ‬الصبر‮ ‬،‮ ‬والعزيمة‮ ‬في‮ ‬الأمر‮ ‬،‮ ‬والرغبة‮ ‬في‮ ‬السلام‮ .. ‬وقبل‮ ‬هذا‮ ‬وبعده‮ ‬،‮ ‬من‮ ‬كان‮ ‬معتمداً‮ ‬على‮ ‬الله‮ ‬ومتوكلاً‮ ‬عليه‮ ‬فلن‮ ‬يخيب‮ .‬

النقطة‮ ‬الثانية‮ .. ‬إقليمية‮ : ‬
هم‮ ‬يديروننا‮ ‬،‮ ‬لأنهم‮ ‬يريدوننا‮ ‬أن‮ ‬نبدأ‮ ‬ما‮ ‬لا‮ ‬يقل‮ ‬عن‮ ‬قرن‮ ‬كامل‮ ‬من‮ ‬الصراع‮ ‬السني‮ ‬الشيعي‮ .. ‬الشواهد‮ ‬مرئية‮ ‬،‮ ‬والأطراف‮ ‬جاهزة‮ ..‬
ليس هذا من قبيل نظرية المؤامرة ، ولا هو اكتشاف مُذهل .. إن الباحث المبتدئ في أصغر مركز للدراسات السياسية والتاريخية يستطيع أن يكتشف ذلك بسهولة ، وأن يتوصل للنتيجة ذاتها ، وأن يقف حاسراً ومُتحسِّراً أمامها .. ولم تعد المؤامرة خافية ، إلا على إثنين .. مسلم سني يرفض الشيعة ويُكفِّرها ويعتبرها خارجة ومارقة عن الدين يجب قتالها والقضاء عليها .. ومسلم شيعي يرفض السنة ويُكفِّرها ويعتبرها خارجة ومارقة عن الدين يجب قتالها والقضاء عليها .. ويقف خلف كل طرف ، أطراف وجهات ودول وداعمون .. والقصة ببساطة أن الصراع الغربي - الشرقي المحتمل والقائم بالفعل ، والذي نفترض نحن أن أطرافه هم أمريكا وأوروبا في الغرب ، وروسيا والصين في الشرق ، لن تخبو نيرانه ، ولن تختفي أسباب وعوامل اشتعاله خلال القرن الحالي 2000 - 2100م، لكنه لن يشتعل - كما نتوقع - لسببين .. الأول : أن تلك الأطراف يحكمها توازن الرعب ، فهي قوى نووية ، وتمتلك من الأسلحة والتقنيات ما يتجاوز الصراع التقليدي ، وبالتالي فإن أي صراع من هذا النوع سيلحق الضرر بها بالقدر الذي يلحقه بأعدائها ، أو أقل قليلاً ، بمعنى أنها لن تكون بمنأى عن الضرر ، حتى لو كانت وراء المحيط ، أو في أقصى الشرق .. والسبب الثاني : أن تلك الأطراف " جميعها - الغربية والشرقية " لديها من الميادين والوكلاء والأذرع ما يُغنيها عن خوض حروب وصراعات مباشرة ، وستخوض صراعاتها ، وتدافع عن مصالحها في تلك الميادين ، وبواسطة تلك الأذرع .. فمن الكوريتين ، إلى أوكرانيا ، إلى الشرق الأوسط ، إلى الكاريبي ، إلى كشمير ، إلى ناغورني قره باغ ، إلى مياه النيل ، إلى الصحراء الغربية، إلى الكثير والكثير من البؤر وفتائل الاشتعال المُضمَّخة بزيت النفط ، والمُجَهَزَّة مُسبقاً ، والجاهزة لخوض أي صراعات أو حروب بالمقاسات التي يريدها مديرو الاقتصاد‮ ‬العالمي‮ ‬والجيوسياسية‮ .. ‬ونحن‮ ‬وغيرنا‮ ‬من‮ ‬دول‮ ‬العالم‮ ‬الثالث‮ ‬في‮ ‬مهب‮ ‬الريح‮ .. ‬
ولكن الطامة الكبرى هي في منطقتنا .. الشرق الأوسط ، نحن أوسط ما في هذا العالم الجيوسياسي، وأهم طرق الملاحة الدولية ، والمضائق المائية عندنا، وتحت أقدامنا ثروات يسيل لها لعاب العالم ، ولا نعرف كيف نستخرجها ، ولا كيف نستخدمها ، ولا أين نستثمرها .. وفوق هذا كله،‮ ‬في‮ ‬رقعتنا‮ ‬الجغرافية‮ ‬التي‮ ‬تتوسط‮ ‬العالم‮ ‬،‮ ‬وتسبح‮ ‬على‮ ‬بحار‮ ‬من‮ ‬النفط‮ ‬والغاز‮ ‬،‮ ‬هبطت‮ ‬الديانات‮ ‬الثلاث‮ ‬بكتبها‮ ‬المقدسة‮ ‬،‮ ‬وأتباعها‮ ‬،‮ ‬وفرقها‮ ‬الناجية‮ ‬والراجية‮ .. ‬
نُجاور بعضنا البعض بحقد وغيظ وكراهية ، ويجاورنا الآخرون بطمع وريبة وتآمر .. ونحن منقسمون ، بين فريق يؤمن بنظرية المؤامرة ، وفريق لا يراها ولا يعترف بها ، ويتهم غيره بالهوس المؤامراتي .. والحقيقة أننا مهووسون وواهمون ، والحقيقة أيضاً أن المؤامرة موجودة وقائمة‮ ‬ونراها‮ ‬بأم‮ ‬أعيننا‮ ‬حُكاماً‮ ‬ونُخَبَاً‮ ‬وشُعُوباً‮ ‬،‮ ‬وما‮ ‬بأيدينا‮ ‬جميعاً‮ ‬حيلة‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:56 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60797.htm