الميثاق نت -

الثلاثاء, 29-يونيو-2021
حاورها‮ / ‬رئيس‮ ‬التحرير -
دعت المحامية آمال محمد علي الدبعي رئيسة المركز الأوروبي لحقوق المرأة لمناهضة العنف وسيفيرة الديمقراطية والسلم الاجتماعي بالسويد، أطراف الصراع الى أن تخجل أمام الملفات الإنسانية الموجعة التي يعيشها شعبنا وأن عليها تقديم التنازلات حتى تصل الى طاولة الحوار.
وقالت‮ ‬الدبعي‮ ‬أن‮ ‬أطراف‮ ‬الصراع‮ ‬كافة‮ ‬بات‮ ‬يتحكم‮ ‬بها‮ ‬أمراء‮ ‬الحرب‮ ‬ومن‮ ‬أثروا‮ ‬وأغتنوا‮ ‬بسبب‮ ‬الحرب‮ ‬وهم‮ ‬من‮ ‬يضعون‮ ‬العراقيل‮ ‬في‮ ‬طريق‮ ‬السلام‮.‬
وأضافت‮ ‬أن‮ ‬دور‮ ‬المرأة‮ ‬في‮ ‬تحقيق‮ ‬السلام‮ ‬مايزال‮ ‬شكلياً‮ ‬رغم‮ ‬أنها‮ ‬حققت‮ ‬نجاحات‮ ‬في‮ ‬تحريك‮ ‬الملفات‮ ‬الإنسانية‮ ‬ووضع‮ ‬العالم‮ ‬أمام‮ ‬الصورة‮ ‬الحقيقية‮ ‬لمعاناة‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮.‬

‮* ‬في‮ ‬البداية‮ ‬هل‮ ‬من‮ ‬لمحة‮ ‬سريعة‮ ‬عن‮ ‬أهداف‮ ‬وبرامج‮ ‬المركز؟
- المركز أهدافه مناصرة ودعم النساء المعنفات والأطفال من خلال اقامات دورات تدريبية لهم في كيفية تجاوز الأزمات النفسية وأيضاً إعداد الموتمرات الدولية والعربية لحقوق المرأة والطفل وتنمية دور المرأة اجتماعياً..
والمركز في سبيل تحقيق ذلك يقوم بتنفيذ العديد من المناشط والفعاليات، وتطلعنا كبير في أن نحقق الأهداف الإنسانية المرجوة من تأسيس المركز والذي يمثل احد الآمال الكبيرة للفئات الاجتماعية التي يعبر عنها ويتطلع إلى خدمتها ، خاصة وان هذه الفئات المجتمعية مازالت في أمس الحاجة إلى المزيد من البرامج الكفيلة بالتخفيف من معاناتها ولفت انتباه الفعاليات الدولية إليها عن طريق اعداد الندوات والمؤتمرات والحلقات النقاشية وآليات المشاركة في أنشطة دولية مماثلة لتقديم الصورة الكاملة عن الواقع الذي تعيشه هذه الفئات والاستجابة لتطلعاتهم‮ ‬المنشودة‮ ‬في‮ ‬بلوغ‮ ‬واقع‮ ‬انساني‮ ‬محاط‮ ‬بتفاعل‮ ‬كافة‮ ‬الاطارات‮ ‬الدولية‮ ‬المعنية‮ ‬بقضاياهم‮ ‬ويستجيب‮ ‬لكل‮ ‬المتطلبات‮ ‬الضرورية‮ ‬والملحة‮ ‬لهم‮.‬

‮* ‬كيف‮ ‬تنظرون‮ ‬للمشهد‮ ‬اليمني‮ ‬هل‮ ‬يؤثر‮ ‬مايشهده‮ ‬حالياً‮ ‬من‮ ‬تفاعلات‮ ‬باتجاه‮ ‬تحقيق‮ ‬السلام؟
- سنوات الحرب التي طالت لاشك خلقت رغبة قوية لدى اليمنيين في اتجاه الدفع نحو ايقاف الحرب واحلال السلام.. الا ان المشهد مازال قاتماً ولم يتزحزح ناحية ان تبدأ كل الأطراف خطوات جادة لإسكات صوت البنادق وفرض صوت السلام.. وللأسف الشديد من يمتلكون بأيديهم المقدرة على صناعة السلام أكان في ما تُسمى الشرعية او في سلطة الأمر الواقع او حتى الكيانات الاخرى التي صنعتها الحرب، تقول كل المؤشرات انها قد بات يتحكم بها امراء الحرب ومن أثروا واغتنوا بسبب الحرب وبالتالي مازالوا يضعون العراقيل في طريق السلام.

‮* ‬ينشد‮ ‬شعبنا‮ ‬تحقيق‮ ‬سلام‮ ‬عادل‮ ‬يضع‮ ‬حداً‮ ‬لمعاناته‮.. ‬هل‮ ‬ترين‮ ‬أن‮ ‬مختلف‮ ‬الأطراف‮ ‬قادرة‮ ‬على‮ ‬تقديم‮ ‬تنازلات‮ ‬مهمة‮ ‬لتحقيق‮ ‬ذلك؟
- حريٌّ بأطراف الصراع ان تخجل امام الملفات الانسانية الموجعة التي بات شعبنا يعيشها.. وامام هذا التدهور الكبير في الملفات الصحية والخدمية وهذا التضخم الكبير للعملة وعدم صرف الراتب مما خلق مجاعة قالت عنها تقارير اممية انها تجتاح ما نسبته 80 ٪ من شعبنا.. كل هذا يفرض على أطراف الصراع تقديم تنازلات حتى نصل الى طاولة حوار.. ومن وجهة نظري اننا في البداية نحتاج الى تعزيز وتمتين جسور الثقة بين الاطراف المتصارعة على قاعدة الشراكة السياسية الحقيقية التي لاتقصي أحداً بقدر ماتفسح الارضية لمشاركة الجميع في ادارة مرحلة مابعد الحرب بحيث يضمن الجميع انهم لن يقصوا او يهمشونا.. بعد هذا ننتقل الى مرحلة شكل الدولة ونظام حكمها على طريق الوصول لفرض الديمقراطية والعمل الانتخابي.. وبغير هذه القناعة سيظل كل طرف متشبثاً ببندقيته وبموقفه.. المجتمع الدولي هو ايضاً امام مسؤولية كبيرة تحتم‮ ‬عليه‮ ‬استخدام‮ ‬كل‮ ‬الضغوطات‮ ‬لفرض‮ ‬السلام‮ ‬ومعاقبة‮ ‬المتعنت‮ ‬والمعرقل‮ ‬للسلام‮.‬

‮* ‬الحديث‮ ‬عن‮ ‬دور‮ ‬المرأة‮ ‬في‮ ‬تحقيق‮ ‬السلام‮ ‬هل‮ ‬هيَّأت‮ ‬لها‮ ‬دوراً‮ ‬فاعلاً‮ ‬في‮ ‬خوض‮ ‬العملية‮ ‬السلمية‮ ‬ام‮ ‬أن‮ ‬دورها‮ ‬مازال‮ ‬شكلياً؟
- كان ومازال دور المرأة للأسف شكلياً ومازالت القوى اليمنية القبلية والإسلام السياسي مهيمناً على الوضع الذي يضع المرأة في خانة العورة وان مكانها البيت والمطبخ يأتي هذا رغم النضال المستميت والقوي من قبل، المرأة اليمنية التي فرضت تواجدها وحضورها في الساحة المحلية والدولية وحققت ومازالت تحقق نجاحات على مستوى كل الاصعدة.. ورغم هذا مازالت القوى اليمنية تستخدمها كـ فاصة او فاترينة لتجميل وجهها أمام الغرب..ومع هذا اليوم المرأة اليمنية تتحرك وتبدي حرص أكبر من الرجل في مجال السلام والعمل على صناعة تقارب يمني - يمني.

‮* ‬ما‮ ‬الذي‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬تقدمه‮ ‬المرأة‮ ‬اليمنية‮ ‬من‮ ‬اجل‮ ‬السلام‮ ‬وهل‮ ‬تحمل‮ ‬رؤى‮ ‬وتيارات‮ ‬لمستقبل‮ ‬وطنها‮ ‬خاصة‮ ‬على‮ ‬صعيد‮ ‬تعزيز‮ ‬أدوارها؟
- تعمل المرأة اليوم مع لفيف من نشطاء السلام على المستوى المحلي لتحريك الملفات الانسانية ووضع العالم امام الصورة الحقيقية للواقع الذي يعيشه شعبنا اليمني بشكل عام ومعاناة المرأة بشكل خاص حيث ان المرأة اكثر من يعاني من هذه الحرب التي حصدت ارواح الكثير من النساء كما أنها هي الزوجة التي ترملت والأم الثكلى والبنت اليتيمة والاخت الحزينة.. وانه لمؤسف جداً ان يفعل الرجال افعالهم كي تقع المصائب على رؤوس النساء.. وبكل تأكيد تحمل المرأة رؤية للسلام ورؤية لشكل الدولة ولنظام الحكم الا انه من المؤسف انها مازالت تصطدم بتعنت‮ ‬الرجل‮..‬

‮* ‬المندوب‮ ‬الأممي‮ ‬غريفيث‮ ‬عقد‮ ‬لقاءات‮ ‬عدة‮ ‬مع‮ ‬مكونات‮ ‬نسوية‮ ‬بالداخل‮ ‬والخارج‮.. ‬هل‮ ‬لكم‮ ‬ملاحظات‮ ‬على‮ ‬نتائج‮ ‬هذه‮ ‬اللقاءات؟
- لقاءات مارتن غريفيث انحرفت عن مهامه كمندوب للأمم المتحدة لايقاف الحرب وذهب يشتت جهوده في اجتماعات جانبية لم تتمخض عنها رؤية حقيقية للمرأة وايكال دور لها في هذه المرحلة ومرحلة ما بعد الحرب، ومن وجهة نظري انها ليست اكثر من استعراض لتجميل وجه المندوب الذي لم يحقق شيئاً على الواقع ومحاولة بائسة منه للحصول على تأييد نسوي.. الملاحظة الأخرى ان هناك تجمعات ومكونات نسوية قوية ولها حضورها المحلي والعربي والدولي لم تكن حاضرة وهذا يثبت عدم جدية المندرب الاممي في إسناد دور حقيقي للمرأة.

‮* ‬المرأة‮ ‬اليمنية‮ ‬بالخارج‮. ‬تتخاطفها‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬التيارات‮ ‬السياسية‮ ‬لتكون‮ ‬لسان‮ ‬حالها‮.. ‬بِمَ‮ ‬تنصحينهن،‮ ‬وهل‮ ‬أنتِ‮ ‬مع‮ ‬دور‮ ‬وموقف‮ ‬للمرأة‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬الاحزاب؟
- للأسف الشديد هذا حقيقي في شقه الاول اما الشق الثاني الجدير بالتوضيح وهو ان التجمعات والكيانات النسوية التي لها باع طويل في هذا المجال مغيبة ومهمشة وتم تفريخ وإنشاء كيانات بقصد تحقيق الربحية او تحقيق مصالح لأحزاب وكيانات تعمل هذه النسويات في كنفها.. نصيحتي لهذه الكيانات ان تتحرر من التبعية وان تعمل من اجل غد افضل للمرأة اليمنية وان تستشعر القلق حيال وضع المرأة المأساوي والمزري حيث لا يزال المجتمع يفرض عليها التجهيل والزواج المبكر وفرض قيود العمل والسفر.. الخ.

‮* ‬توجد‮ ‬هناك‮ ‬منظمات‮ ‬يمنية‮ ‬بالخارج،‮ ‬وتوجد‮ ‬بالتالي‮ ‬تساؤلات‮ ‬عن‮ ‬دورها‮ ‬داخل‮ ‬الوطن‮ ‬ومدى‮ ‬سيطرة‮ ‬قوى‮ ‬وطنية‮ ‬عليها؟
‮- ‬سوف‮ ‬اختصر‮ ‬لك‮ ‬الإجابة‮ ‬لانها‮ ‬تكررت‮ ‬في‮ ‬اجابات‮ ‬ماسبق‮.. ‬وضع‮ ‬المرأة‮ ‬قائم‮ ‬على‮ ‬فرض‮ ‬التبعية‮ ‬للرجل‮ ‬أكان‮ ‬في‮ ‬الخارج‮ ‬او‮ ‬الداخل‮ ‬كما‮ ‬انه‮ ‬قد‮ ‬تم‮ ‬تفريخ‮ ‬وتفصيل‮ ‬منظمات‮ ‬لتحقق‮ ‬مصالح‮ ‬للرجل‮ ‬وللاحزاب‮. ‬
‮* ‬ما‮ ‬المشكلات‮ ‬التي‮ ‬تعاني‮ ‬منها‮ ‬هذه‮ ‬المنظمات،‮ ‬خاصة‮ ‬مع‮ ‬ما‮ ‬يتردد‮ ‬من‮ ‬اخبار‮ ‬عن‮ ‬العشوائية‮ ‬التي‮ ‬تسودها؟
‮- ‬المشكلات‮ ‬كثيرة‮ ‬لكن‮ ‬اهمها‮ ‬التخلص‮ ‬من‮ ‬التبعية‮ ‬العمياء‮ ‬للرجل‮ ‬والعمل‮ ‬على‮ ‬التأسيس‮ ‬لدور‮ ‬حقيقي‮ ‬وجاد‮ ‬للمرأة‮ ‬في‮ ‬المجتمع‮ ‬وفي‮ ‬مفاصل‮ ‬الدولة‮ ‬والهيئات‮ ‬والمؤسسات‮ ‬وان‮ ‬تتحرر‮ ‬من‮ ‬مشهد‮ ‬الفاترينة‮.‬

‮* ‬كناشطة‮ ‬يمنية‮.. ‬كيف‮ ‬ترين‮ ‬الاتهامات‮ ‬المتبادلة‮ ‬بين‮ ‬مختلف‮ ‬الاطارات‮ ‬المعنية‮ ‬بالبعد‮ ‬الانساني،‮ ‬العلاج‮ ‬وما‮ ‬الناجع‮ ‬لوضع‮ ‬كهذا؟
‮- ‬ظل‮ ‬الملف‮ ‬الانساني‮ ‬بأبعاده‮ ‬المختلفة‮ ‬حلبة‮ ‬للمصارعة‮ ‬والمزايدة‮ ‬وتحقيق‮ ‬الربحية‮ ‬وآن‮ ‬الأوان‮ ‬لخلق‮ ‬وضع‮ ‬آخر‮ ‬ينبعث‮ ‬من‮ ‬ضمائر‮ ‬حية‮ ‬تحس‮ ‬بما‮ ‬يعانيه‮ ‬الناس‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:07 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60826.htm