الميثاق نت -

الثلاثاء, 13-يوليو-2021
أحمد‮ ‬الزبيري -
خلافات‮ ‬ممالك‮ ‬ومشيخيات‮ ‬شبه‮ ‬الجزيرة‮ ‬العربية‮ ‬والخليج‮ ‬غالباً‮ ‬ما‮ ‬تنتهي‮ ‬بحك‮ ‬الانوف‮ ‬وبوس‮ ‬الدقون‮ ‬والأغلب‮ ‬انهم‮ ‬لا‮ ‬يدرون‮ ‬عَلام‮ ‬يتفقون؟‮ ‬ولِمَ‮ ‬يختلفون؟
لأن شفرة الخلاف والاتفاق بيد الامريكي ومع ذلك هناك كثير من المعطيات تبين أن خلاف الحليفين في العدوان على اليمن والشراكة في كثير من الصراعات في الحروب المدمرة في المنطقة ليس كسابقه من الخلافات الخليجية .
ما يجعلنا نرجح أن الاختلاف السعودي الاماراتي ليس كسابقه في طابعه المتدرج وتمظهره في شكل تمرد على الشقيقة الكبرى حسب ما يقال السعودية ومصدر ذلك شعور أبو ظبي بالقوة الوهمية التي مصدرها رضا القوى الدولية التي توفر الحماية لتلك الانظمة.
لن ندخل في تفصيل الاشكال التي اتخذتها هذه الخلافات ويكفي الاشارة الى القشة التي قصمت ظهر التحالف بينهما ولكن لا بأس من الاشارة الى منع دخول القادمين من الامارات وقبله البضائع لنلحظ أن مبررات الخلاف اذا ما حصرناها في هذه القضية وقضية افشال الامارات للمشروع‮ ‬السعودي‮ ‬لمنظمة‮ ‬اوبك‮ ‬حول‮ ‬تخفيض‮ ‬ورفع‮ ‬انتاج‮ ‬النفط‮ ‬بعد‮ ‬ان‮ ‬حصلت‮ ‬السعودية‮ ‬على‮ ‬موافقة‮ ‬غالبية‮ ‬اعضاء‮ ‬هذه‮ ‬المنظمة‮ ‬وفي‮ ‬مقدمتهم‮ ‬روسيا‮ .‬
وهنا نأتي لزيارة الابن الاصغر للملك سلمان للولايات المتحدة والذي شغل منصب سفير النظام السعودي في وأشنطن والتي اختتمها بدوره في إيصال الصحفي السعودي جمال خاشقيجي، ويشغل حالياً منصب نائب وزير الدفاع السعودي والتي لا يمكن فصلها عن حالة العداء المستجدة والعلنية بين الامارات والسعودية ويتضح هذا من التصريحات الامريكية حول الجهود التي تبذلها لحل هذا الاشكال بين النظامين التابعين لها في منطقة الخليج وهذا يعني ان أمريكا تريد أن تلعب دوراً يبقي على الخلاف ويحقق مصالحها لا سيما فيما يخص ابقاء اسعار النفط منخفضة ، وفي‮ ‬هذا‮ ‬المنحى‮ ‬فإن‮ ‬موقف‮ ‬الامارات‮ ‬في‮ ‬اوبك‮ ‬اقرب‮ ‬إلى‮ ‬ما‮ ‬تريده‮ ‬أمريكا‮ ‬وستجد‮ ‬التخريجة‮ ‬التي‮ ‬تناسبها‮ ‬فيما‮ ‬يخص‮ ‬هذا‮ ‬الجانب‮ ‬من‮ ‬الخلاف‮ .‬
وعلينا‮ ‬أن‮ ‬نتذكر‮ ‬كيف‮ ‬بدأ‮ ‬الخلاف‮ ‬مع‮ ‬قطر‮ ‬مع‮ ‬زيارة‮ ‬ترامب‮ ‬للسعودية‮ ‬والصفقات‮ ‬التي‮ ‬خرج‮ ‬بها‮ ‬وكيف‮ ‬ان‮ ‬صهير‮ ‬ترامب‮ ‬كان‮ ‬حاضراً‮ ‬قمة‮ ‬العلا‮ ‬التي‮ ‬انهت‮ ‬الخلاف‮ ‬بين‮ ‬السعودية‮ ‬وقطر‮.‬
بالنسبة لموضوع العدوان على اليمن والمستمر لأكثر من ست اعوام فأمريكا راضية عما حققته الامارات ومنزعجة من الفشل السعودي وهذه واحدة من القضايا التي ترجح كفة الامارات لدى الادارة الامريكية الديمقراطية.
لهذا تعمل امريكا جاهدة على تصدر مشهد هذا العدوان بنفسها تحت مسمى الامن من خلال المبادرة السعودية معينة مبعوثاً خاصاً لهذه القضية والهدف اخراج النظام السعودي من هزيمته دون المساس بما حققته الامارات وبمعنى آخر تحاول امريكا ممارسة اقصى الضغوط لتحقيق بالسياسة ما‮ ‬فشلت‮ ‬فيه‮ ‬بالحرب‮.‬
وفي‮ ‬نفس‮ ‬الوقت‮ ‬تريد‮ ‬أن‮ ‬تخفف‮ ‬حالة‮ ‬الصراع‮ ‬بين‮ ‬الاماراتي‮ ‬والسعودي‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬لأن‮ ‬ما‮ ‬يعنيها‮ ‬في‮ ‬النهاية‮ ‬مصالحها‮ ‬بما‮ ‬يخص‮ ‬اسعار‮ ‬النفط‮ ‬او‮ ‬العدوان‮ ‬على‮ ‬اليمن‮.‬
من‮ ‬هذا‮ ‬كله‮ ‬ننتهي‮ ‬الى‮ ‬التساؤل‮ ‬عن‮ ‬حدود‮ ‬العداء‮ ‬السعودي‮ ‬الاماراتي‮ ‬وعن‮ ‬كيفية‮ ‬ادارة‮ ‬امريكا‮ ‬له‮ ‬ونترك‮ ‬الاجابة‮ ‬لمسارات‮ ‬الدور‮ ‬الامريكي‮ ‬لهذه‮ ‬القضية‮ ‬للايام‮ ‬القادمة؟
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 05:22 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60872.htm