محمد علي اللوزي - هذه البلاد تم سلخها منا، لم تعد تعرفنا، لقد أدخلوها قوقعة الحزن، واحتكروها حتى باتت عاجزة عن أن تكون وطناً مشتركاً للجميع. هذه البلاد كل القوى المتنافرة المتحاربة قسمتها الى مايجعلها لعبة لهم يمرغون أهلها في التراب وينتصرون علينا نحن السلمييين حد الثمالة.. هذه البلاد تمت مصادرتها، ووأد كل حلم جميل فيها، إنها على عكاز تمشي بلاوجهة، فلا استطاعت ان ترى ولا نهضت لنراها. هذه البلاد يتيمة في الجمال والحب والتسامح، لقد أدمنت القهر وسحبها الى الوجع بنوع من التلذذ لما يلحق بها من أذى ومن ثم الدعاء الى الله ان يقيل عثرتها، وهم من عقروها، وجعلوها خرقاء.. بلاهوية أو نشيد وعلم وفرح.. هذه البلاد مزقتها سياط المحبين، من يطلون كل صباح عليها بسوط جلاد لتنزف حد الإغماء، ونحن المغمى علينا، قهرتنا عناوين انتصاراتهم، واحتكاراتهم لنبضنا، وتفننهم في صناعة السوق السوداء، وجشع المغالاة، وفتح أبواب جهنم للبسطاء من لايجدون قوت يومهم، وثمة متخمون حد الذهول لفرط نهبهم وفسادهم وبيع ذممهم وقتلهم أنبل مافي هذه البلاد من قيم الحب والتسامح.. هذه البلاد فوضى، ومرتبكة، وحزينة جداً علينا، لأن ثمة قاتل وقتيلاً في شوارعها.. ولأننا لم نعد نعرف شيئاً عن الحلم وتضاريس الجمال.. هذه البلاد دربوها على الخيانة من قلب الادعاء الوطني، لكنها ستبقى بلادنا، لامفر منها، إنها وطن بلا معنى. حتى قادم يضيئ ربما يضيئ.
|