الجمعة, 29-فبراير-2008
حسن بن حسينون -
دأبت العديد من الصحف اليمنية الاهلية والحزبية والقائمين عليها بعد ان وضعوا انفسهم اوصياء ومتحدثين نيابة عن ابناء المحافظات الجنوبية والشرقية الحديث عن معاناة ابناء هذه المحافظات ومصاعبهم وما يلاقونه من قهر وتهميش ومن نهب للأراضي والممتلكات عبر ما تنشره صحفهم الصفراء ليس حباً للجنوب أو للجنوبيين الذين خبروهم طويلاً،
وانما نكاية بالنظام الذي يقوده فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، واعتقاداً منهم بأنهم يستطيعون تمرير اكاذيبهم وأساليبهم الدعائية والتحريضية على بعض السذج الذين لم يطلعوا او يستوعبوا تاريخهم الاسود وما ارتكبوه من جرائم في حق الجنوبيين والوطن اليمني كله طيلة ما يقارب الاربعة عقود من الزمن.
فهذه النبتة الخبيثة والورم السرطاني الذي ابتلي به اليمن في الماضي والحاضر لا يستطيع اصحابها العيش الا في وكر ودهاليز الخيانة والتآمر، لقد نكلوا بالجنوبيين والزج بهم في اتون الحروب والصراعات الموسمية الدامية نظراً لتجاربهم وحنكتهم ودهائهم في حبك الدسائس والمؤامرات وخلق الفتن والخلافات بين الاخ واخيه التي كان ضحيتها الجنوبيين في الوقت الذي يخرجون هم منها كما تخرج الشعرة من العجين ويستأثرون هم وحدهم بنتائجها وبالغنائم التي يجنونها على اثرها.
كما ان هذه النبتة الشيطانية لا تستطيع البقاء والعيش والاستمرار الا من خلال الحاضن (الوسيط) الذي يحتضنها وتتحرك في كنفه وتحت حمايته ويجعلون منه كياناً هلامياً يسطيرون عليه من اجل تحقيق اهدافهم الاجرامية، فكانت البداية بتنظيم الجبهة القومية مروراً بالتنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية بعد الاطاحة بأول رئيس للجمهورية قحطان محمد الشعبي وانتهاء بالحزب الاشتراكي اليمني بعد اغتيال سالم ربيع علي في يونيو 1978م ولم يكن علي سالم البيض بعيداً عن تلك الخدمة وظل مسكونا بها مقارنة مع من سبقوه قحطان وسالمين الا بعد ان وقع الفأس على الرأس وجاءت الصحوة خاصة بعد ان اكتشف ان هؤلاء جميعاً لم يطلقوا طمشة واحدة من منطقة إب او تعز كما قال ذلك صراحة، اما لماذا؟ فالسبب بالتأكيد معروف هو ان الحاضن لم يعد له وجود فانحنوا للعاصفة لفترة من الزمن حتى تحين الفرصة المناسبة فجاءت هذه الفرصة والمتمثلة باعتصامات ومطالب المتقاعدين فركبوا موجاتها وجعلوا من انفسهم اوصياء ومتحدثين سخروا امكانياتهم وقدراتهم في استغلالها وبث كل اصناف الفرقة والفتن والضغائن والاحقاد... ويعيشون حالة مفرطة من الاوهام والتهيؤات في عودة الحاضن الذي افتقدوه فجأة بعد ان عادوا الى وضعهم الحقيقي، رغم ان النظام بعد الحرب قدم لهم الكثير والكثير بما في ذلك ترتيب اوضاعهم الوظيفية السابقة لم يتضرر احد منهم، ليس هذا فحسب، بل اطلق عليهم فخامة الرئيس علي عبدالله صالح «الوحدويون» ولكونهم مدمنين على نكران الجميل وحاقدين لم يقدروا ذلك ولم يبادلوه بالمثل بل شنوا عليه حملات دعائية وتحريضيه حاقدة لا تخلوا منها صحيفة واحدة من صحفهم الصفراء التي يسيطرون عليها واخر تلك الحملات البغيضة ما حملته لنا الصفحة الاخيرة من صحيفة (النداء) الصادرة يوم الاربعاء الموافق 20 فبراير الجاري وفي العمود الذي يحمل اسم (نافذة) والذي كتبه منصور هائل وتضمن فقرات و عبارات مسيئة وهابطة مع الاسف لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح ولمكانته كرمز للوطن ولليمنيين مهما اختلف البعض معه، اشعر بالخجل في ذكر بعض من تلك الجمل والعبارات الهابطة واترك ذلك للمتابعين والمهتمين.. لكنني اجدها فرصة للتأكيد بأن «من شب على شيء شاب عليه» ولا يمكنه الكف عن ذلك، اضافة الى الافراط في تعاطي حبوب الشجاعة..
في الاخير اقول لهؤلاء الجاحدين الواهمين والحالمين المصابين بداء السلطة والتسلط التي ضاعت عليهم فجأة ولا يمكن لهم استعادتها لا بالنداءات الصحفية ولا بالشتم وحملات الدعاية والتحريض وزرع الفتن ولا حتى ببركات «الشبزي» وان عليهم ان يدركوا ألا مكان لهم في قلوب ومشاعر الجنوبيين الذين اذاقوهم الويلات وان يأخذوا العبرة مما حدث في مهرجان الحبيلين، حيث تصدت الجماهير الوفية لادعاءاتهم الكاذبة، ومحاولاتهم العابثة ومزقت صور رموزهم امام ذلك الحشد الكبير تعبيراً عن رفضهم واستنكارهم لاعادة الزمن الى الوراء.
نقلا عن 26 سبتمبر

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:32 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-6098.htm