الميثاق نت -

الثلاثاء, 17-أغسطس-2021
سعيد‮ ‬مسعود‮ ‬عوض‮ ‬الجريري‮ ❊‬ -
الجميع‮ ‬يعلم‮ ‬أن‮ ‬مسدوس‮ ‬كان‮ ‬واحداً‮ ‬من‮ ‬دعاة‮ ‬الانفصال‮ ‬ومانزال‮ ‬نتذكر‮ ‬ما‮ ‬كان‮ ‬يقوله‮ ‬من‮ ‬هراء،‮ ‬ومطالباته‮ ‬بإعلان‮ ‬الانفصال‮ ‬مسجلة‮ ‬ومدونة‮ ‬ولا‮ ‬يمكن‮ ‬القفز‮ ‬عليها‮ ‬أو‮ ‬تجاوزها‮ ‬مطلقاً‮.‬
كل‮ ‬ما‮ ‬كان‮ ‬يقوله‮ ‬نتيجة‮ ‬للحقد‮ ‬والبغضاء‮ ‬والكراهية‮ ‬التي‮ ‬سكنت‮ ‬قلبه‮ ‬تجاه‮ ‬الوحدة‮ ‬كما‮ ‬كان‮ ‬ينفذ‮ ‬توجيهات‮ ‬اسياده‮ ‬العربان‮ ‬ممن‮ ‬كانوا‮ ‬يستهدفون‮ ‬وحدة‮ ‬الشعب‮ ‬كونها‮ ‬تمثل‮ ‬خطرا‮ ‬عليهم‮ ‬وعلى‮ ‬وجودهم‮.!‬
هو وكل من كان يسير في دربه كانت توجهاتهم معروفة .. لم تنطلق من مصلحة وطنية أو وفقاً لإرادة شعبية .. فالشعب كان يرفض مثل ذلك التحريض ويرفض كل من يدعو للانفصال والعودة بالوطن إلى ما قبل العام 1990م أيام الشمولية والحكم التسلطي لقيادة الحزب الاشتراكي.
لقد ادرك مسدوس واصحابه أن الوحدة اضرت بمصالحهم وأن الديمقراطية التي تم انتهاجها لنظام الحكم بعد قيام الوحدة ستقودهم إلى اللاشيء بعد أن كانوا يسيطرون على السلطة في جنوب الوطن سابقاً .. أدركوا وخاصة بعد الانتخابات النيابية الأولى في العام 1993م أن الديمقراطية لم ولن تكون في صالحهم وقالوا إن البرلمان المنتخب لا يمثلهم كون الأغلبية من المحافظات الشمالية لليمن ، فبدأوا باختلاق المشاكل وإثارة النزعات الطائفية والمناطقية هدفاً في الانقلاب على اتفاقية الوحدة اليمنية من جهة ، وعلى دستور الوحدة اليمنية الذي تم الاستفتاء‮ ‬عليه‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬الشعب‮ ‬من‮ ‬جهة‮ ‬أخرى‮ ‬،‮ ‬لكن‮ ‬وبفضل‮ ‬الله‮ ‬باءت‮ ‬محاولاتهم‮ ‬بالفشل‮ ‬وانتصرت‮ ‬الوحدة‮ ‬وخابت‮ ‬ما‮ ‬تسمى‮ ‬بـ‮"‬تنويرات‮" ‬مسدوس‮ ‬وكل‮ ‬المتآمرين‮ ‬على‮ ‬حق‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬الواحد‮ ‬في‮ ‬الوحدة‮ ‬والديمقراطية‮.‬
مسدوس‮ ‬الذي‮ ‬نراه‮ ‬عبر‮ ‬ما‮ ‬يسميها‮ ‬أتباعه‮ "‬تنويرات‮" ‬يواصل‮ ‬تحريضه‮ ‬على‮ ‬الانفصال‮ ‬وإقامة‮ ‬ما‮ ‬يسميها‮ ‬دولة‮ ‬الجنوب‮ ‬العربي‮ ‬في‮ ‬تجاوز‮ ‬واضح‮ ‬لما‮ ‬يريده‮ ‬الشعب‮ ‬ولإرادته‮ ‬الحرة‮.‬
لقد عفى الزمن على تنويرات مسدوس ولم يعد هنالك وجود للنجمة الحمراء التي يحلم مسدوس وغيره من المنظرين الاشتراكيين بعودتها إلى المحافظات اليمنية الجنوبية ، فالشعب هو من يقرر ماذا يريد وأين تكمن مصالحه .. ولذلك لم ولن يفلح مسدود بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء وستبوء‮ ‬مشاريعه‮ ‬ودعواته‮ ‬بالفشل‮ ‬كما‮ ‬فشل‮ ‬وغيره‮ ‬في‮ ‬العام‮ ‬1994م‮.‬
مسدوس الذي كان واحداً من العناصر التي شرعنت للانفصال في العام 1994م وفشلوا وانتهى مصيرهم بالفرار إلى خارج الوطن يريد اليوم اقناع الآخرين من المغرر بهم عبر تنويراته الفاشلة التي يدعو فيها للانحراف عن المسائل الوطنية وخلق الصراعات بين أبناء الوطن في المحافظات‮ ‬الجنوبية‮ ‬وكل‮ ‬ذلك‮ ‬بهدف‮ ‬إعلان‮ ‬ما‮ ‬يسمونها‮ ‬دولة‮ ‬الجنوب‮ ‬العربي‮ ‬حسب‮ "‬مفهومهم‮ ‬لهوية‮ ‬الجنوب‮ ‬السياسية‮".!‬
مسدوس وغيره ممن ينظرون ويتفلسفون باسم الشعب في المحافظات الجنوبية لديهم مناعة قوية ضد عدم الاعتراف بالآخر .. ويقودون اليوم الشعب وتحت مسميات عدة إلى الاقتتال وإثارة الأحقاد والكراهية غير مدركين للواقع الذي اوصلوا اليمن والشعب إليه جراء الفوضى التي خلقوها ليس‮ ‬من‮ ‬العام‮ ‬2011م‮ ‬وإنما‮ ‬منذ‮ ‬العام‮ ‬1997م‮ ‬،‮ ‬وكل‮ ‬ذلك‮ ‬معروف‮ ‬ولا‮ ‬يحتاج‮ ‬الى‮ ‬توضيح‮.‬
هؤلاء‮ ‬جميعاً‮ ‬لا‮ ‬يجيدون‮ ‬سوى‮ ‬خلق‮ ‬الصراعات‮ ‬وإثارة‮ ‬ثقافة‮ ‬الكراهية‮ ‬والعنصرية‮ ‬والمناطقية‮ ‬والقروية‮ ‬،وهذا‮ ‬تاريخهم‮ ‬المعروف‮ ‬منذ‮ ‬أن‮ ‬كانوا‮ ‬يسيطرون‮ ‬على‮ ‬سلطة‮ ‬الدولة‮ ‬قبل‮ ‬إعادة‮ ‬تحقيق‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮.‬
ويقيناً فإن الوحدة التي يسعون إلى تقويضها وإنهائها وإقامة مشروعهم التفتيتي التمزيقي بين أبناء المحافظات الجنوبية ليست ملكاً لهم أو حقاً من حقوق فصيل من فصائلهم المتناحرة وإنما هي ملك الشعب وحقه الوجودي الذي لا يمكن التفريط به ، والشعب هو صاحب القرار في هذا‮ ‬الشأن‮.‬
وينبغي‮ ‬على‮ ‬مسدوس‮ ‬وغيره‮ ‬أن‮ ‬يعوا‮ ‬ذلك‮ ‬جيداً‮ ‬ويكفوا‮ ‬عن‮ ‬ترديد‮ ‬ترهاتهم‮ ‬التي‮ ‬سيرمي‮ ‬بها‮ ‬الشعب‮ ‬كل‮ ‬الشعب‮ ‬إلى‮ ‬مزبلة‮ ‬التاريخ‮ ‬لا‮ ‬محالة‮.‬
الوحدة‮ ‬هي‮ ‬مصير‮ ‬الشعب‮ ‬وهي‮ ‬القوة‮ ‬والقرار‮ ‬الثابت‮ ‬الذي‮ ‬سيبقى‮ ‬ولو‮ ‬كره‮ ‬مسدوس‮ ‬وغيره‮ ‬من‮ ‬المسبّحين‮ ‬بحمده‮ ‬والسائرين‮ ‬خلف‮ ‬تنويراته‮ ‬المثيرة‮ ‬للسخرية‮.‬

‮❊ ‬عضو‮ ‬اللجنة‮ ‬الدائمة‮ ‬الرئيسية‮ ‬
رئيس‮ ‬فرع‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬بمحافظة‮ ‬ارخبيل‮ ‬سقطرى
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:10 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-61014.htm