الميثاق نت -

الثلاثاء, 24-أغسطس-2021
حسين‮ ‬حازب -
والمؤتمر الشعبي يدخل عامه الاربعين مودعاً يومنا هذا عامه الـ 39 يعيش مثله مثل الوطن والشعب حالة استثنائية نتيجة العدوان والحصار الذي فُرض على اليمن ظلماً وعدواناً في مارس 2015 بقيادة جارتنا السعودية والامارات واكثر من 17 دولة اشتركت بصورة أو بأخرى وشكلوا‮ ‬تحالفاً‮ ‬ظالماً‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬معتمدين‮ ‬على‮ ‬ادوات‮ ‬يمنية‮ ‬يقودها‮ ‬هادي‮ ‬والاصلاح‮ ‬واللقاء‮ ‬المشترك‮ ‬جعلت‮ ‬منها‮ ‬السعودية‮ ‬والتحالف‮ ‬عذراً‮ ‬وممراً‮ ‬يعبروا‮ ‬فوقه‮ ‬لتدمير‮ ‬اليمن‮ ‬ارضاً‮ ‬وإنساناً‮ ‬وحضارة‮ ‬ووجوداً‮..‬

فالمؤتمر الشعبي العام وبالإضافة الى تأثره بهذا العدوان والحصار تعرض لهزّة مزلزلة بسبب احداث 2ديسمبر 2017 ولكن ورغم ذلك فمستقبل المؤتمر الشعبي العام مرتبط الآن بمكانته المتأصلة في نفوس الشعب ونفوس القوى العاقلة من مختلف القوى والاتجاهات ووسطيته واعتدال فكره‮ ‬وقبوله‮ ‬بالآخر‮ ‬وبصموده‮ ‬بجانب‮ ‬الأخوة‮ ‬أنصار‮ ‬الله‮ ‬والشرفاء‮ ‬من‮ ‬أبناء‮ ‬الوطن‮ ‬في‮ ‬مواجهة‮ ‬العدوان‮ ‬والحصار‮ ‬الذي‮ ‬تقوده‮ ‬السعودية‮ ‬وتقف‮ ‬معه‮ ‬وخلفه‮ ‬أمريكا‮ ‬منذ‮ ‬مارس‮ ‬2015م‮..‬

وإلى‮ ‬ان‮ ‬يتم‮ ‬دحر‮ ‬العدوان‮ ‬والحصار‮ ‬ويتوقف‮ ‬الاحتراب‮ ‬الداخلي‮ ‬وإلى‮ ‬أن‮ ‬يصل‮ ‬الفرقاء‮ ‬في‮ ‬الوطن‮ ‬إلى‮ ‬اتفاق‮ ‬وتفاهم‮ ‬ينهي‮ ‬حالة‮ ‬الخلاف‮ ‬والشتات‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬صيغة‮ ‬توافقية‮ ‬لكيفية‮ ‬إدارة‮ ‬الدولة‮ ‬والسلطة‮ ‬والثروة،‮ ‬

فإن مستقبل المؤتمر مرهون بمدى قدرة قيادته برئاسة الشيخ المناضل صادق بن أمين أبوراس على استيعاب المرحلة والتغيرات التي حصلت على مستوى العالم والاقليم والوطن والمؤتمر فهي تغيرات تستوجب مواكبتها بوضع برنامج استراتيجي وتكتيكي لعمل وفعل سياسي وتنظيمي وإعلامي وثقافي‮ ‬للمرحلة‮ ‬القادمة،‮ ‬يرسم‮ ‬حدود‮ ‬علاقاتنا‮ ‬مع‮ ‬الآخر‮ ‬سواء‮ ‬أكان‮ ‬في‮ ‬الداخل‮ ‬أو‮ ‬الخارج،‮ ‬ويرسم‮ ‬حدود‮ ‬السقوف‮ ‬بين‮ ‬القيادة‮ ‬في‮ ‬صنعاء‮ ‬واخوتنا‮ ‬المؤتمريين‮ ‬في‮ ‬الخارج‮ ‬الذين‮ ‬لم‮ ‬يقفوا‮ ‬بقول‮ ‬أو‮ ‬فعل‮ ‬مع‮ ‬العدوان‮…‬

ويحدد‮ ‬أين‮ ‬نحن‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬القضايا‮.‬؟

وماذا‮ ‬نريد‮ ‬؟؟‮ ‬في‮ ‬الآجل‮ ‬والعاجل؟

وان نعيد صياغة اتفاق الشراكة مع اخوتنا أنصار الله بما يزيل أي قصور أو تباين، ويقيم المرحلة السابقة، ويحافظ على ثبات مؤسسات الدولة الدستورية التي نشترك فيها مع أنصار الله وشركاهم، ويحدد آليات العمل المشترك في القضايا الوطنية ويوحد الرؤى بين المؤتمر والأنصار في القضايا الوطنية التي لا تعني طرفاً واحداً، وكذلك فإن مستقبل هذا التنظيم الوطني الكبير مرهون بقيام قيادته بإنفاذ نصوص النظام الداخلي والدستور والقانون في حق من وقف الى جانب العدوان بالقول أو الفعل والتقرير من الذين لم تصدر بحقهم قرارات فصل والغاء أي‮ ‬صفة‮ ‬تنظيمية‮ ‬مازال‮ ‬يحملها‮ ‬أي‮ ‬شخص‮ ‬وهو‮ ‬يقف‮ ‬مع‮ ‬العدوان‮ ‬ويتعامل‮ ‬مع‮ ‬ما‮ ‬احدثه‮ ‬الغازي‮ ‬والمحتل‮ ‬كمسلَّمات‮.!‬؟

فاستمرار الموقف الرمادي بحق من وقف مع العدوان بالقول أو الفعل أو خالف النظام الداخلي للمؤتمر والدستور وقوانين البلد، يحدث اختلالاً داخل المؤتمر وارتباكاً ويصيب علاقتنا بالقوى المواجهة للعدوان وفي المقدمة أنصار الله بفتور ويعطي فرصة لمن يحاول شق الصف المؤتمري‮ ‬من‮ ‬جهة‮ ‬ويثير‮ ‬الشكوك‮ ‬بيننا‮ ‬وبين‮ ‬الآخرين‮ ..‬

أما مستقبل الديمقراطية والمشاركة السياسية في البلاد فأنا شخصياً أرى ان ما تُسمى عاصفة الحزم كشفت بشكل مرعب ان قيادات القوى السياسية من مختلف المستويات وقفت بجانب العدوان على اليمن بصورة غير مسبوقة في التاريخ اليمني وغير اليمني وبالتالي .. فأي ديمقراطية ومشاركة‮ ‬سياسية‮ ‬يمكن‮ ‬ان‮ ‬تقودها‮ ‬قيادات‮ ‬هذه‮ ‬القوى‮ ‬التي‮ ‬ارتهنت‮ ‬ورهنت‮ ‬الوطن‮ ‬ومقدراته‮ ‬للعدوان؟‮!‬

لهذا فمستقبل الديمقراطية والمشاركة السياسية تحتاج أولاً ثورة داخل هذه القوى والمنظمات لإبعاد تلك القيادات التي خالفت قيم احزابها التي كانت تتغنى بها وثوابت الوطن والدستور فإذا تم شيء من ذلك وظهرت قيادات نظيفة ووطنية تدين ما عملته قياداتها من خطأ تاريخي وتحاكمهم‮ ‬تنظيمياً‮..‬

عند ذلك ممكن القول ان الديمقراطية والمشاركة السياسية قد تعافت على المستوى الداخلي لتلك القوى، بعد ذلك يمكن للقيادات الوطنية التي اخذت زمام المبادرة وطهرت احزابها من تلك القيادات والعناصر التي خالفت، ان تصل الى رؤية مشتركة مع القوى التي وقفت ضد العدوان تحدد ملامح الديمقراطية والمشاركة السياسية في اليمن في ضوء الحال الذي سيظهر بعد انقشاع غبار المعركة مع العدوان، بدون ذلك وباستمرار الخطبة الخطبة والجمعة والجمعة وبقاء تلك القيادات على رأس احزابها فإن مستقبل الديمقراطية ومستقبل اليمن سيذهب الى دورة جديدة من الخلاف‮ ‬والتآمر‮ ‬والارتهان‮ ‬واعتبار‮ ‬التفريط‮ ‬في‮ ‬الوطن‮ ‬والدستور‮ ‬امراً‮ ‬مشروعاً‮ ‬وحلالاً‮ ‬زلالاً‮ ‬لا‮ ‬عيب‮ ‬فيه‮ ‬ولا‮ ‬خيانة،‮ ‬عند‮ ‬ذلك‮ ‬فالبلد‮ ‬ليست‮ ‬بحاجة‮ ‬لديمقراطية‮ ‬ومشاركة‮ ‬سياسية‮ ‬من‮ ‬هذا‮ ‬النوع‮ ‬النادر‮ ‬في‮ ‬الوجود‮..‬

وليحكم‮ ‬هذا‮ ‬الوطن‮ ‬من‮ ‬سيوفر‮ ‬لأبنائه‮ ‬العدل‮ ‬والامن‮ ‬والتنمية‮ ‬الشاملة‮ ‬والعيش‮ ‬الكريم‮ ‬ويحافظ‮ ‬على‮ ‬سيادته‮ ‬واستقلاله‮ ‬ويفجر‮ ‬الطاقات‮ ‬الكامنة‮ ‬فيه‮ ‬على‮ ‬أسس‮ ‬علمية‮ ‬ومنهجية،‮ ‬ولتذهب‮ ‬الديمقراطية‮ ‬إلى‮ ‬الجحيم‮..!‬؟

وأختم قولي بالتهنئة العاطرة لقيادة المؤتمر رئيساً ونواباً وأميناً عاماً ولجنة عامة وأمانة عامة وقيادات وتكوينات وأعضاء ومناصرين وإلى شعبنا اليمني بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 39 لقيام المؤتمر الشعبي العام.. وكل عام وأنتم والوطن والمؤتمر بألف خير..

والسلام‮ ‬على‮ ‬الجميع

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-61047.htm