د. عبدالوهاب الروحاني - عاش المؤتمر الشعبي العام في السلطة أكثر من ثلاثين عاماً، نجح في امور كثيرة وأخفق في أخرى..
* نجح في لملمة شتات الاحزاب
* حقق الامن والاستقرار ووفر للناس فرص العمل والحياة والامل قدر ما استطاع.
* وحد مع شريكه الاشتراكي الارض والدولة والمجتمع، ومعاً حققا التعددية السياسية وحرية الرأي والتعبير..
* شارك المعارضة وعلى رأسها "الاصلاح" السلطة والثروة .. وتقاسم الفاسدون من الشريكين المصالح، فثاروا على انفسهم..
* تقاتل مع الحوثيين وتحالف مع "انصار الله".. فانقلبوا على بعض وكانت النهاية المحزنة.
وكما كانت للمؤتمر انجازات كانت له أيضاً اخفاقات، لعل ابرزها:
* عبث الاولاد والاخوة وابناء الاخوة والاصهار والمقربين بالاراضي، ثم تدخلاتهم في الشأن السياسي والاقتصادي العام ..
* القضاء التدريجي على النخب الوطنية واستبدالها بنخب جديدة طارئة من صنع الصغار..
* بروز ظاهرة التوريث التي قضت على الامل، وكانت المقدمة للانهيار و"هدم المعبد".
موعد المراجعة:
اليوم، وبعد مرور 39 عاماً على تأسيسه، لم يعد المؤتمر بحاجة للحديث عن ماضيه وتذكر مناقبه، واحلامه، واوجاعه، بقدرما حاجته الملحة تكمن في تقرير ما يجب ان يكون عليه ..
بمعنى ان تجربة ثلاثين عاماً من السلطة كافية للمؤتمر، وحان موعد التوقف للمراجعة عبر خطوات سهلة ومرنة:
* لملمة الشتات وفرز الغث من السمين، ومن فسد وتعفن وتلوث عمن ما يزال على وفاء لعهده بقيم وثوابت الوطن..
* العمل من أجل اعادة البناء والتأهيل..
* البحث في خيارات عمل وطنية خارج السلطة، تجدد له الحياة مع شركاء يشاركونه افكار الوسطية والاعتدال.
الفشل الكبير:
الدعوة هنا ليست للمؤتمر وحده، بل هي لكل الاحزاب والتنظمات التي جربت الحكم ونجحت أو فشلت.. إذ في خضم هذا الفشل الكبير والتمزق الذي تسببت فيه بشكل أو بآخر، آراها مدعوة للتحول إلى معارضة حميدة..
ونعني بالمعارضة الحميدة، التركيز على بناء اجندة وطنية من خلال:
* تبني الدعوة لوقف الحرب أولاً..
* الاعتذار للناس عن اخطاء ارتكبتها مقصودة او غير مقصودة
* الاقتراب من هموم الناس والشارع، وتحسس أوجاع الفقراء والمحتاجين
* ثم التوقف عن المشاركة في ممارسة الفساد - ان كانت لا تزال مشاركة فيه، وهي -بالتاكيد- لا تزال.
نقول هذا لان لدينا مسئولين تتركز اهتمامات اكثرهم حيوية ونشاطاً الاهتمام بمظهره واناقته، والتسابق على شراء العقارات وأغلى الماركات، وتكديس المدخرات.. أما حال المجتمع، ومعاناة الناس وجوعهم، واغلاق المدارس والمستشفيات، وانهيار المنظومة التعليمية والصحية، وتدهور قيمة العملة الوطنية أو اختفاء الوقود والمياه، وتمزق الوطن ..فهذه امور لا تعنيهم، وهي آخر ما يمكن أن يفكروا فيه.
السؤال المهم:
من هنا، ارى أن المؤتمر في يوم مولده التاسع والثلاثين بحاجة إلى وقفة تأمل ومراجعة أمام كشف حساب طويل، واتخاذ قرارات صعبة لا بد من ان يجربها ويتجرع مرارتها.. ان اراد ان يستعيد عافيته، ويلملم شتاته ويعزز من ثقة أعضائه به..
جربوا الإبحار خارج السلطة.. حاولوا ان تتنفسوا ما يتنفسه العامة، واشربوا ما يشربونه وكلوا ما يأكلونه حتى تستعيدوا العافية.. فالبسطاء من مختلف الميول والتوجهات يراهنون على ادوار إيجابية لتنظيماتهم ولكن خارج السلطة، أما داخلها فقد جربوها.
ولعل السؤال المهم الذي يجب ان نوجهه لمن يتمسكون بقيادة المؤتمر خارج سربه ومنهجه في الذكرى الـ39 لتأسيسه هو:
* هل لديكم الجرأة لان تفكروا بصوت مسموع.. ؟!
الناس تراكم وتراقب ما تفعلون..
وكل عام والمؤتمر سليما معافى في بيته ومع أهله وبين قاعدته..
|