د. أحمد محمد يفاعة* - مازالت بلادنا الحبيبة اليمن ترزح تحت الوصاية الدولية وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي بإدراجها تحت الفصل السابع، بطلب من الرئيس المنتهية ولايته قانونياً واخلاقياً هادي، والذي يعني ان تتكفل دول الوصاية والاحتلال بتوفير كافة احتياجات الدولة ومواطنيها، لكنها وفي اغرب تناقض دولي حافظت على ما تُسمى بالشرعية المغيبة في فنادق الرياض والقاهرة وغيرها من العواصم ، لكي تتنصل عن التزاماتها الإنسانية والقانونية.
إن استمرار هذا الوضع والعدوان على بلادنا منذ ما يقارب السنوات السبع يؤكد حجم المؤامرة التي حيكت لبلادنا وتهدف إلى شرذمة اليمن الانسان والجغرافيا والقضاء على منجزاتها التي بُنيت منذ قيام ثورتي الـ 26 من سبتمبر 1962م والـ 14 من أكتوبر 1963م والتي توجت بقيام الوحدة المباركة بين شطري اليمن في الـ 22 من مايو 1990م، وتحويلها إلى مجموعة من الاقطاعيات متعددة الولاءات والانتماءات.. ولعل من الملفت الاصرار على تفتيت هذا التنظيم الجامع لكل اليمنيين الذي شكل المظلة والسياج الأمين لانتماءاتهم وأفكارهم ومشاربهم الثقافية والسياسية منذ العام 1982م والذي تجسد في الميثاق الوطني- وثيقة كل مواطن يمني ينشد الاخاء والسلام والمساواة والحرية وبناء اليمن الخالي من كل الامراض الاجتماعية.
ان الهجمة الشرسة والممنهجة التي تستهدف هذا التنظيم الرائد تؤكد ان بقاءه يشكل حجر عثرة أمام أصحاب المشاريع الصغيرة وشوكة في طريق دعاة الشرذمة والتمزيق من جهة ، وامام قوى الاستكبار والغطرسة الإقليمية والدولية وادواتها من جهة أخرى، كما ان المحاولات المتكررة للنيل منه ومحاولة تقزيمه وطمس مآثره ومنجزاته تؤكد أهمية المحافظة عليه كحامل وطني لقيم التسامح والتعايش والحرية والكرامة وكضامن أصيل للحفاظ على الهوية اليمنية العروبية والإسلامية.
تحاول الضربات الموجعة والمتكررة للإجهاز على المؤتمر الشعبي العام تصفيته واجتثاثه ، إلا أنه مازال واقفاً وشامخاً شموخ منتسبيه ومؤيديه محاولاً تجاوز كل الضربات الموجعة والمؤامرات المتواصلة، ويرجع ذلك في تصوري إلى عدة عوامل أهمها:
* ان المؤتمر الشعبي العام ولد من رحم هذه الأمة فهو التنظيم اليمني الوحيد الذي ولد وترعرع على الأرض اليمنية وتشرب ثقافتها وارثها الحضاري.
* حظي المؤتمر الشعبي العام بقيادات وطنية ذات خبرة وتجربة مؤمنة بقيمه وأهدافه وناضلت في سبيل ذلك منذ تأسيسه في الـ 24 من أغسطس 1982م ولعل ما يقوم به الشهيد الحي القائد المناضل/ صادق بن أمين أبو راس - رئيس المؤتمر الشعبي العام ومعه نواب رئيس المؤتمر وأمينه العام وكل المخلصين والشرفاء يؤكد ما ذهبنا إليه، فالصادق أبوراس ورغم كل هذه الظروف اثبت القدرة والحنكة في إدارة المرحلة وتجاوز كل الصعاب.
وفي ختام خواطري اتقدم بالتهنئة لكل أعضاء / عضوات ومنتسبي ومناصري المؤتمر الشعبي العام على كامل الأرض اليمنية وخارج حدودها الجغرافية بمناسبة حلول الذكرى الـ 39 لتأسيس تنظيمنا الرائد ، هذا التنظيم الذي ولد للم شمل أبناء اليمن وعاش حاملاً هموهم وتطلعاتهم وسيستمر بصمودهم وإيمانهم بعدالة الحفاظ على اليمن الأرض والإنسان والهوية والانتماء .. الرحمة والخلود لكل مناضلي وشرفاء اليمن والمؤتمر رجالاً ونساء.. الرحمة والخلود للقائد المؤسس/ علي عبدالله صالح، ولرفيقه الأمين العام / عارف عوض الزوكا .. المجد والخلود لكل اليمنيين الاحرار الشرفاء.
* نائب رئيس الدائرة التربوية والتعليمية لقطاع التعليم العالي والمهني
|