الميثاق نت -

الخميس, 26-أغسطس-2021
كتب‮/ ‬إبراهيم‮ ‬الحجاجي -
الاحتفال بالذكرى الـ 39 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام، تجسيد لمكانة هذا الحزب الوطني الرائد الراسخ في وجدان اليمن أرضاً وإنساناً، وتذكير بأن المؤتمر خلاصة خاصة لأهم فصل من تاريخ الشعب اليمني، مبادئ ونهجاً ووطنية، وسلوكاً منبثقاً من هوية شعب، ديناً وثقافة وحتى‮ ‬عادات‮ ‬وتقاليد‮.‬
المؤتمر الشعبي العام حاضنة الشعب وسياج الوطن الفولاذي، والاحتفاء بذكرى تأسيسه ليس مجرد بروتوكول مناسباتي أو يوم سنوي دوري للاستعراض، بل احتفاء بكيان يمثل الشعب أو السواد الأعظم منه، احتفاء بالمبادئ التى أرساها الميثاق الوطني الدليل النظري للحزب، الذي يعتبر‮ ‬دستوراً‮ ‬ذات‮ ‬مبادئ‮ ‬نبيلة‮ ‬تمثل‮ ‬هوية‮ ‬شعب‮ ‬من‮ ‬مختلف‮ ‬المشارب‮ ‬والجوانب‮.‬
يخطى من يقول أو حتى يتوهم بأن دور وحضور المؤتمر انتهى أو ضعف، بعد أحداث ديسمبر 2017 وعلى اعتبار أنه اصبح خارج السلطة، حيث كان الكثير من الكهنة والدجالين يروجون في مهاريج الدجل والتزييف بأن المؤتمر قوي بقوة السلطة وبالرئيس علي عبدالله صالح، وما أن يخرج من السلطة سينتهي وسيصبح في خبر كان، الآن وبعد سنوات من خروجه من السلطة واستشهاد مؤسسه الزعيم علي عبدالله صالح وأمينه العام عارف الزوكا رحمهما الله، ما زال المؤتمر يقدم أدواراً وطنية عظيمة، بل أصبح أكثر تحرراً من اعباء السلطة وأمور أخرى، ويمثل حضوراً وطنياً بارزاً في مختلف الجوانب والمجالات خاصة وهو في أصعب ظرف سواء مالياً أو التحديات الاخرى التي تحيط به، وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن وما يتعرض من عدوان غاشم وحصار جائر منذ أكثر من ست سنوات.
خلال أربعة أعوام إلا قليلاً من العام، تعتبر فترة تأسيس ثانية على اعتبار التحديات والمخاطر التي كادت تعصف بالحزب بداية هذه الفترة كأصعب مرحلة في تاريخه، إلا أن هناك رجالاً وقادة وعظماء استطاعوا أن يقفوا في وجه تلك الأعاصير والمخاطر ويحافظوا على الحزب، وفي مقدمتهم المناضل الوطني الجسور الشيخ صادق بن أمين ابو راس رئيس المؤتمر، الذي تسامى على الجراح وفضل انتشال كياننا الوطني الكبير من تحت الانقاض على البكاء فوق الاطلال، كما يفعل بعض العاجزين في سوء إدارة الأزمات، إلا أنه كان صادق المبدأ، وفي العهد، رأس النجاح.
أبو راس استطاع أن يعيد المؤتمر الى الواجهة بحلة جديدة هي الأفضل، بعد أن رحل العديد ممن نخروا في عظم المؤتمر لتنمية مصالحهم الشخصية واستغلال وجوده في السلطة لتغذية أطماعهم وجشعهم، وبعد ذلك نراهم ونتابع موقفهم في الخارج ضد المؤتمر وضد الوطن، وبدون خجل أو ذرة‮ ‬حياء‮ ‬يتشدقون‮ ‬باسم‮ ‬الوطن‮ ‬وباسم‮ ‬المؤتمر،‮ ‬والوطن‮ ‬والمؤتمر‮ ‬منهم‮ ‬ومما‮ ‬يتفوهون‮ ‬براء‮.‬
ولأن الاحتفاء بهذه المناسبة هي بذكرى تأسيسه، يجب أن نذكر كرؤوس أقلام بانجازات المؤتمر منذ تأسيسه، لأننا إذا استعرضنا بالتفاصيل لن تكفينا المساحة ولا عشرات المساحات المماثلة لهذه المادة، لكن نذكر بأن المؤتمر الشعبي العام منذ 24 اغسطس 1982 شرع الى إخماد الحرب الأهلية ومن ثم بناء الإنسان من خلال التعليم وبناء آلاف المدارس وعشرات الجامعات والكليات والمعاهد وكذا المستشفيات وشبكات الطرق والجسور والكهرباء والمياه والاتصالات والمطارات والموانئ واستخراج النفط والغاز، وإرساء مبدأ الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير وغيرها من المنجزات التي لا مجال لحصرها، وإن كان أهمها تزعمه وقيادته لمشروع إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990، ولن نفوت التذكير بمواقفه العظيمة تجاه الوطن في الحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته وسلامة أراضيه، وكذا مواقفه القومية تجاه مختلف قضايا‮ ‬الأمتين‮ ‬العربية‮ ‬والاسلامية‮.‬
يجب التركيز على ما بعد أحداث ديسمبر 2017، وما حققه المؤتمر خلال أقل من أربعة أعوام، إذا قسنا صعوبة الظرف والمخاطر والتحديات، التي كانت الأخطر في تاريخ الحزب، إذ يحسب لرئيس المؤتمر الشيخ صادق بن أمين ابو راس المسارعة والتي تعتبر مغامرة الى الحفاظ على المؤتمر وبقائه دون الالتفات الى أي عوامل ومعطيات قد تعيق ذلك التحرك الصادق، وترميم وإصلاح ما خلفته تلك الاحداث، بل والشروع مباشرة الى إعادة المؤتمر الى واجهة دوره الوطني في مختلف قضايا الوطن وفي مقدمتها مواجهة العدوان كقضية تعتبر أم القضايا ومن أولويات وجود المؤتمر أصلاً، وكذا إعادة تفعيل الجانب التنظيمي وإن كان 2 مايو 2019 يوماً مشهوداً في تاريخ الحزب، اجتماع اللجنة الدائمة الرئيسية في صنعاء وبنصاب لم يسبق له مثيل، في ظرف لم يكن في حسبان أي متشائم أن ينجح ذلك الاجتماع، الذي تم من خلاله انتخاب قيادة جديدة للمؤتمر برئاسة المنقذ الشيخ صادق بن أمين ابو راس، وكذا ترميم مقر اللجنة الدائمة بصنعاء الذي ظل مدمراً منذ 2011 وإعادة هيكلة الأمانة العامة، وغيرها من الأمور التي أنجزتها قيادة المؤتمر رغم الظروف الصعبة التي يمر بها المؤتمر والوطن بشكل عام.
من الأمور التي نعتبرها في مصاف الانجازات هو تكريم المؤسسين للمؤتمر، هذه السابقة النبيلة تحسب لرئيس المؤتمر الشيخ صادق بن أمين ابو راس، وتعبر عن وفاء الحزب وقيادته لمن وضعوا اللبنات الأولى لهذا الكيان الوطني والشعبي الرائد، لذلك فإن من وقفوا منذ اللحظة الاولى عقب أحداث ديسمبر 2017 للحفاظ على المؤتمر، بعد أن هرب الجبناء والمتمصلحون وبقي الأوفياء والأنقياء، هؤلاء يجب أن يكرموا وأن تكون لهم أولوية بالاهتمام سواء أكان في الجانب السياسي او التنظيمي او الاعلامي وغيرها من الجوانب، لأن الوقوف مع المؤتمر في مثل ذلك الظرف‮ ‬يعبر‮ ‬عن‮ ‬الوفاء‮ ‬الحقيقي‮ ‬والإخلاص‮ ‬الكبير‮ ‬وعمق‮ ‬الانتماء‮.‬
على هامش هذه المادة يجب أن نتطرق الى موضوع اصحاب المشاريع الصغيرة، أقصد أصحاب التيارات المصطنعة ومحاولة تفريخ حزب لا يمكن أن يفرخ، يجب أن يفهم هولاء أن المؤتمر حزب وطني يضرب جذوره في بقاع اليمن، يمثل أعضاؤه ومنتسبوه ومناصروه ومن لم تتح لهم الفرصة للانتساب السواد الأعظم من هذا الشعب، حزب له أطره ولوائحه التنظيمية ودوائره الخاصة وأمانة ولجنة عامتان، أي عملاً مؤسسياً وليس كيكة يمكن تقسيمها بحسب الهوى والمزاج، حزب له قيادته الشرعية المنتخبة رسمياً يوم 2 مايو 2019 من قبل اللجنة الدائمة الرئيسية التي حضرت الى العاصمة صنعاء من مختلف محافظات اليمن بكامل رغبتها وعلى نفقتها الخاصة، لتنتخب قيادة جديدة، فليس لكم مكان هنا وما تقومون به لا يعبر عن المؤتمر قيادة وتنظيم ولوائح ومبادئ، ما تمارسونه كمن يحاول عمل بركة من بحر كبير، لذلك فإن بِرَك التيارات المصطنعة لا يمكن أن تؤثر‮ ‬في‮ ‬بحر‮ ‬المؤتمر‮ ‬الكبير‮.‬
ختاماً: يجب أن نصطف الى جانب قيادة المؤتمر الشعبي العام ممثلة برئيس المؤتمر المناضل الشيخ صادق بن ابو راس، أن نحافظ على كياننا وبه نحافظ على الوطن، وعلى القيادة تعزيز النجاحات على المستوى الإداري والتنظيمي، كما نؤكد أن المؤتمر سيظل الى جانب كل وطني شريف في‮ ‬مقدمة‮ ‬الصفوف‮ ‬مدافعاً‮ ‬عن‮ ‬الوطن‮ ‬ومناصراً‮ ‬لكل‮ ‬قضاياه‮ ‬وقضايا‮ ‬الأمتين‮ ‬العربية‮ ‬والاسلامية‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:13 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-61077.htm